أردوغان يستفز ويهاجم اليونان وفرنسا
كتب أحمد عبدالله موقع السلطةيصر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على مواصلة خطابه العدائي المعتاد، فلا يخفي أوهامه العثمانية وأطماعه الاستعمارية، بل يواصل نهج "الاستفزاز" والهجوم على دول مثل اليونان وقبرص، وحتى فرنسا، إلا أن أردوغان يبدو وكأنه يلعب بالنار.
يتصرف أردوغان كما لو أنه يقود قوة عظمى، وفقا لصحيفة "كاثيمرني" اليونانية، لكن السؤال .. هل يفهم حقا ذلك الرجل حدوده وحجم بلاده وما تواجهه من مخاطر؟
يتحدث الرئيس التركي عن "الوطن الأزرق" والحدود التي يرغب في رسمها، لكنه مكتوف الأيدي أمام الصعوبات والمخاطر التي تهدد الاقتصاد التركي ومسار هذا البلد المكتظ بالسكان, وليس بعيدا عن خطر الانهيار الاقتصادي.
تشير الصحيفة إلى التحذيرات الدولية من الوضع الاقتصادي في تركيا، فضلا عن الرسائل التي تبعثها الأسواق وتنذر بخطر محتمل، لكن الحاكم التركي يبدو أنه غير منزعج.
وبحسب التقرير، فلا يمكن للنظام التركي أن ينفذ تهديداته بالغزو إذا لم يكن هناك اقتصاد سليم يعكس قوة حقيقية لدعم الإعلانات السياسية والتحركات العسكرية.
ويوضح أن لقوة الاقتصادية شرط أساسي لأي حاكم استبدادي لإصدار هذه الأنواع من التصريحات المثيرة للسخرية والتهديدات المباشرة. وفي دولة مثل اليونان ورغم أن أنقرة تتفوق عليها عسكريا، لكن آثينا تمتلك قوة نيران رادعة كافية وتعمل بفاعلية في عدد من التحالفات الإقليمية والدولية، وبالتالي، لديها القدرة على توجيه ضربة قاسية لتركيا ، وهو أمر لا ينبغي لأي زعيم عاقل ومسؤول في أنقرة التقليل منه.
دائما ما يلجأ أردوغان إلى تعظيم مكانة بلاده وتجاهل المخاطر التي تواجهها، لكن الواقع يقول إن تركيا ليست قوية مثلما يعتقد كما أن سلوك أردوغان العدواني الأحادي الجانب في شرق البحر المتوسط غير مبرر وقد يفاقم التوتر، وفقا للصحيفة.
أما بالنسبة للمواجهة التركية مع اليونان ، فالمعادلة معقدة لأن أنقرة لديها أيضًا جبهة أخرى في جنوب شرقها مفتوحة بشكل دائم.
ومن الواضح أن أثينا تريد تسوية سلمية للوضع وتسعى إلى وقف التصعيد ، لكنها تصر على أنه إذا اختارت أنقرة التصرف بشكل غير مسؤول وتجاوزت خطوطها الحمراء ، فإنها ستفعل ما تتطلبه مصلحتها الوطنية.
وتنتقد الصحيفة موقف أردوغان من اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين مصر واليونان، موضحة أنه اتخذ إجراءً قبل بضعة أشهر ، وصفته معظم الدول ليس فقط بأنه استفزازي ولكن أيضًا غير سليم من الناحية القانونية، بسبب توقيع اتفاقية غير مشروعة مع حكومة الوفاق في ليبيا، لكنه يعارض الاتفاق بين حكومتي مصر واليونان.
يلعب الرئيس التركي دورا استفزازيا في المنطقة، ويعمل على اشعال النزاع مع الجميع، ولا يتردد في مهاجمة الدول مثل اليونان وقبرص ومصر.
في النهاية، قد تضر تلك السياسة التي ينتهجها أردوغان ببلاده التي يتفاخر بقوتها، حيث يدخل في عداء مع الاتحاد الأوروبي بعد غضب فرنسا واليونان، كما أن موقف واشنطن قد يميل إلى دعم اليونان وقبرص في ملف التنقيب شرق المتوسط والحقوق الاقتصادية الخالصة، لذلك قد يظل انتصار أردوغان محصورا في خطاباته فقط.