تغلبت على إعاقتي بالفن.. خطأ طبي يقلب حياة فيفيان رأسا على عقب

خطأ طبي تسبب في إصابتها بالشلل بينما كانت في عمر الثانية، تسبب في انقلاب حياتها رأساً على عقب، فقبل نحو 33 سنة، وبينما كانت الطفلة «فيفيان أنطون» تخضع لعملية جراحية، تعرضت لقطع في أعصاب قدميها، مما تسبب في فقدانها القدرة على الحركة.

إلا أن أسرة الطفلة استطاعت أن تحول من هذه المحنة إلى منحة تدفعها إلى الأمام، ويوماً بعد يوم لم تستسلم «فيفيان» لإعاقتها، وإنما جعلت منها دافعاً لها لمزيد من النجاح والتفوق والإبداع، حتى استطاعت أن تحفر اسمها بحروف من نور في عالم الرسم و الغناء بدار الأوبرا المصرية، وجابت لوحاتها بلدان العالم لتفوز في مسابقات عالمية.

روت «فيفيان»، التي تبلغ من العمر الآن 35 عاماً، من مواليد محافظة القاهرة، قصتها لـ«الوطن» قائلةً: «حينما كنت في سن عامين، قام أحد الأطباء بتشخيص حالتي خطأ على أنني مصابة بكيس دهني على العمود الفقري، بينما تبين أنه تجمع أعصاب، ليتم إجراء عملية جراحية، حيث قام الطبيب بارتكاب خطأ طبي كارثي، حيث قام بقطع عصب القدمين، مما تسبب في إصابتي بشلل في القدمين».

وأضافت الفنانة الشابة بقولها: «وقف والداي وخالي وجدتي إلى جواري، وكانوا خير السند والمعين، لم يتخلوا عني للحظة، تقبلوا الصدمة بصدر رحب، فما هو إلا اختبار إلهي ليس بيد البشر سوى تقبل مشيئة الخالق والصبر، وخلال فترة دراستي كان دائماً ما يشجعني المعلمون في المدرسة، و كان مدير المدرسة يحرص على إقامة المعارض لعرض لوحاتي باستمرار».

وتابعت أن أمنية حياتها كانت الالتحاق بكلية الفنون الجميلة قسم جرافيك أو فن تشكيلي، لكن كانت المشكلة تكمن في أن هذه الكلية عملية، وتصعب عليها الحركة والذهاب والحضور بصفة دائمة، مشيرةً إلى أنها رغم التحاقها بكلية الآداب بجامعة عين شمس، فقد حرصت في التوقيت نفسه على تعلم الرسم، وقد شجعها كبار الأساتذة الجامعيين المتخصصين في هذا المجال، مما ساعدها على تنمية موهبتها، ومشاركتها في معارض دولية بدار الأوبرا، كما شاركت في حفلات غنائية مع الفنانتين يسرا وأنغام.

وشاركت «فيفيان» في ملتقى «أولادنا» الدولي لذوي الاحتياجات الخاصة، بمشاركة 37 دولة، واستطاعت الفوز بجائزة لجنة التحكيم في الفن التشكيلي، إضافة إلى جائزة «سيد مكاوي» في الغناء بنفس الملتقى، بعد اشتراكها بالغناء مع الفنانة أنغام، كما حصلت على المركز الأول بمسابقة «مؤسسة بن زايد»، حيث شاركت بلوحة جسدت أهمية الجيش المصري والجيش الأبيض، كما شاركت في الموسم الثالث لمهرجان «هارموني» للترانيم والألحان القبطية، وحصلت على تكريم، وكانت من ضمن الفائزين.

ووفقا للفنانة الشابة، فقد ظهرت موهبتها في الرسم في سن 6 سنوات، بدعم والديها وخالها، الذي كان يعشق الفن هو الآخر، وغرسوا فيها القوة والثبات والمقدرة على مواجهة كافة الصعوبات، مشيرةً إلى إجادتها الرسم بالألوان المختلفة والأكريلك والبورتريهات، علاوة على رسم لوحات الكنائس، والرسم على الحوائط .

وتحلم «فيفيان» بالوصول للعالمية، وقالت في هذا الصدد: «بإمكاننا أن ننافس عالمياً، ونتفوق على الأشخاص الطبيعيين»، مشيرة إلى دعم زوجها «عطية عبد الملاك» لها، حيث يعمل نحاتاً هو الآخر، ومن ذوي الإحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى ابنتيهما «ماريا»، 8 سنوات ونصف، و«كيرية»، البالغة من العمر 6 سنوات.

واختمت «فيفيان» حديثها بقولها: «مفيش حاجة اسمها مستحيل، نحن من يصنع المستحيل، عليك فقط تحويل نقاط ضعفك إلى قوة، فكل واحد فينا لديه نقطة قوة، وربنا بيعوض عليك، أن تجعل كل من يراك يسبح بحمد الله»، واستطردت قائلةً: «لم أعد ألتفت لنظرات الشفقة والتنمر».

أقرأ أيضا:-

أنس 7 سنوات.. «بيكاسو مصر» يعلم الأطفال الرسم