مخدرات ومجزرة.. القصة الكاملة لقاتل أسرته في الفيوم

عكف «الربعاوي» على إدمان المواد المخدرة والـ«إستروكس»، أصبح فاقدًا لاتزانه وسيطرته على نفسه، اضطرت أسرته لإدخاله مصحة للعلاج من الإدمان، ولكنه لم يستجب، ففر هاربًا؛ تشاجرت معه زوجته وتركت المنزل، وعندما رفضت العودة، أضرم النيران متسببًا في قتل طفليه وخالتهما، وترك زوجته ووالدتها يرقدان في مستشفى وأصيبتا بشلل تام.

ومع ترك الزوجة للمنزل؛ جن جنون الزوج المدمن، فذهب إلى منزل حماته وحاول استعادة زوجته وطفليه، وعندما رفضت فتح النار عليهن، فقتل طفله، وشقيقة زوجته وهي زوجة شقيقه في نفس الوقت، فيما ترقد زوجته وحماته وابنته في المستشفى يصارعن الموت.

التحريات الأولية كشفت عن أنّ «الربعاوي» قتل طفلته 3 أشهر، وطفله 6 أعوام، وشقيقة زوجته رحمة سامي أحمد 25 عاما، إثر إصابتها بطلق ناري بالوجه، فيما أُصيبت زوجته نسمة سامي أحمد «30 عاما»، وأيضًا حماته بدرية رياض، اللتان يصارعن الموت في مستشفى سنورس المركزي، إثر إصابتهن بطلقات نارية بالظهر والرقبة، ما أدى إلى إحداث شلل تام لهن، وبالكشف على المتهم تبينّ أنّ له سوابق في جرائم بلطجة وتعاطي مخدرات.

وقال والد محمد سيد أحد جيران الضحايا إنّ أهالي المنطقة فوجئوا بسماع إطلاق رصاص متواصل، مع صرخات تصدر من منزل سامي أحمد، وهرعوا مسرعين إلى هناك، فوجدوا الأسرة كاملة غارقة في دمائها، وقد رأى الأهالي حينها القاتل وبيده السلاح الناري، وحاولوا الإمساك به والاعتداء عليه، ولكنه هددهم بالسلاح وفر هارباً، فأبلغوا النجدة التي جاءت على الفور.

وأضاف في تصريحات خاصة لـ «الوطن» أن ثمة خلافات بين الزوجة الضحية وزوجها المجرم، بسبب تركها منزل الزوجية ورفضها العودة؛ بسبب تعاطي الزوج المخدرات، ورفضه العودة للمصحة مرة أخرى لاستكمال العلاج، وعليه نشبت بينهم مشادة كلامية؛ فأقدم الزوج على إطلاق النيران مُتسببا في وفاة شقيقة زوجته وطفليه، وإصابة زوجته وحماته.

رجال الأمن كثفوا من عملية البحث عن المتهم الهارب، ليجري تحديد موقع اختبائه، بمنزل قديم مملوك لوالده، بجوار مسجد السايح، وحينما رأى قوات الأمن أطلق عليهم وابلاً من الرصاص، فبادلوه إطلاق الرصاص، وأمطروه بالقنابل المسيلة للدموع خلال محاولته الهرب من فوق السطوح.

القنابل المسيلة للدموع لم ينج منها رجال الشرطة، لتتسبب في استشهاد مدير إدارة قوات أمن الفيوم الشهيد محمد عمار زناتي، بعد أن استنشق كمية كبيرة من الغاز المسيل للدموع، تسبب له في فشل تنفسي، خلال عملية تبادل النيران مع المجرم مرتكب المذبحة.

وتلقى اللواء رمزي البسيوني المزين مساعد وزير الداخلية مدير أمن الفيوم إخطارا من العميد أسامة أبو الليل مأمور مباحث مركز سنهور، يفيد باستشهاد عميد شرطة محمد عمار زناتي مدير إدارة قوات أمن الفيوم (48 عاما)، بعد إصابته باختناق غاز خلال تبادل إطلاق رصاص وإطلاق غاز مسيل للدموع لضبط، المجرم عمرو عبد الناصر وشهرته عمرو الربعاوي.

جرى نقل العميد إلى مستشفى فيديمين المركزي، وحاول الأطباء عمل إنعاش تنفسي رئوي له، ولكن فشلت المحاولات لإنقاذه وتوفي متأثراً بإصابته.ودفعت مديرية أمن الفيوم، بتعزيزات أمنية إضافية، وأغلقت كافة الطرق المؤدية إلى مكان اختباء المتهم بمنزل والده القديم، لتتم محاصرته، واصابته بشكل مباشر، ليلقى مصرعه في الحال، وتم ابلاغ النيابة العامة لمعاينة الجثة بموقع المطاردة.