خالد الجندي: التزويغ من العمل اعتداء على المال العام

قال الشيخ خالد الجندي عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، إن مظاهر الاعتداء على المال العام أصبحت مخيفة، وهناك الكثير من تلك الجرائم تُنشر في الصحف، مشيرا إلى أن خطورة الاعتداء على المال العام أنه يقوض التنمية والنمو ويأكل حق المساكين، وله صور كثيرة جدًا تبدأ بأخذ الرشاوى وتنتهي بـ«التزويغ من العمل وترك المهام الرسمية في الأعمال».

وأضاف «الجندي»، خلال تقديم برنامجه «لعلهم يفقهون» المذاع على قناة «dmc» الفضائية، الأربعاء، أن كل من يشتركون في المال العام لهم حقوق، وأي موظف أوكلت إليه مهمة عامة يترك عمله بغير حق فالمقابل المادي الذي يحصل عليه سوف يتعلق برقبته يوم القيامة، لأن الاستيلاء على المال العام أمر خطير جدًا، مشيرًا إلى أن وزارة الأوقاف، سوف تنظم مؤتمرًا عن هذا الأمر، موضحًا أن الرقمنة والحوسبة والحوكمة التي تحكم عمليات التعامل المالي أمر ضروري جدًا لكي يخضع لرقابة الجميع، ولابد من وجود شفافية لأنها تمنع الفساد.

واستشهد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، بالآية التي تقول: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لا تَعْلَمُونَ)، موضحًا أن الإفساد تقدم على القتل في هذه الآية، لأن الفساد أمر خطير جدًا، ويتمثل في أكل أموال الناس بالباطل، والاستيلاء على المشاريع التنموية في المجتمع، ويؤدي لزيادة الفجوة بين الفقراء والأغنياء، وهذا الكلام خطير جدًا.

وأشار إلى أنه خلال فترة العيد سحب المواطنون من ماكينات الصرافة حوالي 35 مليار جنيه، وهذا حق الناس، ولكن الأمر الجميل أنهم كانوا تحت الرقابة، وذهب إلى جتهين فقط، إما واجبات اجتماعية، أو واجبات دينية، وهذا يتطلب منا تحية للشعب الذي ينفق أمواله ابتغاء لرضا الله، مضيفا: «هذه الأموال كانت تستولي عليها الجماعات إياها، بتاعة (تبرع يا أخي المسلم) ويأخذون الأموال وينفقونها على شراء الأسلحة، وكانت هذه الجماعات تستولي على أموال الزكاة بصنعة لطافة، والناس كانوا بدل ما يدبحوا خروف في العيد يتبرعوا بهذه الأموال إلى هذه الجماعات».