أمريكا تحتضر اقتصاديًا.. حرب «روسيا - أوكرانيا» تشعل الأزمة.. و50% انخفاضًا في إنتاج القمح

على مدار الأيام الماضية اشتعلت أسعار السلع الأساسية في جميع دول العالم ضمن تداعيات الأزمة "الروسية - الأوكرانية"، حيث أدت فوضى الحرب إلى ارتفاع تكاليف تصنيع المواد الغذائية والسلع الاستهلاكية والآلات فى أماكن بعيدة عن ساحة المعركة، خصوصا فى الولايات المتحدة الأمريكية التى تعانى من ارتفاع معدلات التضخم الذى أذكاه بالفعل نقص السلع والعمال.

هذا ما أكدته كاثى بوستانسيك، كبيرة الاقتصاديين الأمريكيين فى شركة "أكسفورد إيكونوميكس" بنيويورك: إذ قالت "إن الصراع الروسى الأوكراني أصبح يلقى بظلاله على كل شيء الآن ويؤثر على جميع القطاعات".

انخفاض إنتاج القمح لـ 50%

جاء ذلك بعدما قفزت أسعار القمح مؤخرًا فى بورصة شيكاغو الأمريكية إلى أعلى مستوى لها منذ 14 عامًا تزامنا مع الصراع الروسى الأوكرانى، الأمر الذى جعل الخبراء يحذرون من انخفاض نسبة المحاصيل، مؤكدين أنه حتى لو توقف القتال فى أوكرانيا، فقد لا يكون لدى المزارعين ما يكفى من الأسمدة والمبيدات الحشرية، وفقا لصحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية.

من جانبه، حذر رئيس شركة "يارا" العالمية (إحدى أكبر شركات الأسمدة فى العالم وتعمل فى أكثر من 60 دولة)، سفين تورى هولسيثر، من أن الوضع قد يصبح أكثر صعوبة.

وأضاف هولسيثير "يحصل نصف سكان العالم على الغذاء نتيجة الأسمدة وإذا تمت إزالته من الحقول، فإن المحصول سينخفض بنسبة 50%".

وتابع: "بالنسبة لأجزاء معينة من العالم، فهذا يعنى غذاء أكثر تكلفة، أما بالنسبة لأجزاء أخرى من العالم، فهذا يعنى الوصول إلى الطعام، وهى مسألة حياة أو موت".

كذلك، قال جيمس هالفرسون، وهو مزارع بولاية وايومنج الأمريكية، والمدير التنفيذى لجمعية "سوث داكوتا" Stockgrowers Association، إن "تكاليف الأعلاف قفزت فى الأسبوع الماضى، مما جعل الأمر أكثر تكلفة بالنسبة لمربى الماشية".

معدل التضخم

وأضاف، أنه "إذا ظلت تكاليف الأسمدة مرتفعة خلال الأشهر المقبلة، فسوف تقطع من صافى أرباح المزارعين، وسيدفع المواطنين بالتالى المزيد مقابل اللحوم فى محل البقالة".

بينما قال راندى ستيفنز، الرئيس التنفيذى لشركة SureGrow للمنتجات الزراعية بولاية تكساس، إنه سيعمل خلال الأشهر الثلاثة المقبلة فى حوالى 15 ميناء من هيوستن إلى كوربوس كريستى، بحثًا عن الشحنات اللازمة، مضيفا "حتى لو وجدنا إمدادات كافية، ستنفد بسرعة".

وبحسب الصحيفة الأمريكية، فأن ارتفاع تكاليف الحبوب والذرة أدى إلى فقدان الأمل فى انخفاض معدل التضخم أو حتى ثبوته فى النصف الثانى من العام. إذ قال بن بينفينو، محلل أبحاث الأغذية والأعمال الزراعية فى شركة "ستيفنس إنك"، إن مثل هذه السلع الزراعية تُستخدم فى جميع المنتجات الغذائية تقريبًا الأمر الذى يعد بمثابة كارثة حقيقية.

ومن المنتجات الغذائية إلى المعادن، إذ سجل أيضا سعر الألومنيوم، ارتفاعا قياسيا متأثرا بتطورات الحرب والعقوبات الغربية المفروضة على موسكو، إذ يعد الألومنيوم المعدن الرئيسى المستخدم فى علب العصائر والطائرات والإنشاءات.

أسعار النفط والمعادن

كما ارتفعت أسعار النفط الخام بنسبة 25% الأسبوع الماضى، لتسجل أكثر من 118 دولارًا للبرميل، وهو أعلى مستوى له منذ 2013. وارتفعت أيضا أسعار الغاز بمعدل 43.7 سنتًا للجالون فى الولايات المتحدة، وفقًا لبيانات شركة "غاز بادلى".

لم يسلم أيضا قطاع الأثاث من تداعيات الأزمة الأوكرانية، إذ قالت مجموعة "إنجكا" التى تدير محلات الأثاث الشهيرة "أيكيا" حول العالم، إن "الأسعار سترتفع أكثر من المتوقع هذا العام بعد أن حذرت من أن الحرب فى أوكرانيا تتسبب فى اضطرابات خطيرة فى سلسلة التوريد"، مضيفة أن أسعارها العالمية سترتفع بنحو 12%.

كما ارتفعت أسعار النيكل بما يصل إلى 31%، فى واحدة من أكثر تحركات الأسعار تطرفًا على الإطلاق فى بورصة لندن للمعادن، حيث تركت المخاوف بشأن الإمدادات الروسية المشترين معرضين لضغط تاريخى.