وزير الأوقاف: الاجتهاد وسيلة للتيسير على الناس لا التضييق عليهم
كتب جمال ابراهيم موقع السلطةافتتح الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، المعسكر التثقيفى للفوج الحادى عشر للإداريين بمعسكر "أبوبكر الصديق"، بالإسكندرية.
جاء ذلك بحضور الدكتور محمد عزت أمين عام المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وهدى أبوكليلة رئيس حى المنتزه، وسمير مصطفى الرفاعى المستشار القانونى بالأوقاف، والشيخ سلامة عبدالرازق مدير مديرية أوقاف الإسكندرية.
وفى كلمته رحب وزير الاوقاف، بالحضور، مؤكدا أن المعسكر أعد خصيصا كمعسكر ترفيهى وتثقيفى معا وضم مجموعة من الإداريين والعاملين بالديوان والمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية لما بذلوه من جهد مشكور خلال أيام شهر رمضان، مضيفًا: "عملنا طول الشهر على فترتين متتابعتين يوميًّا، وبعد هذه المرحلة الشاقة من العمل حرصنا على إتاحة فرصة للترفيه والتثقيف للإداريين".
وأشار إلى أن من علامات قبول الطاعة مواصلة الطاعة، ففى آية الصيام يقول الله عز وجل: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، تبين أن الهدف المرجو من الصيام هو تحقيق التقوى، فهل تحقق الخوف من الله فى أعمالك؟ أم أن القلب لم يتحرك بالقرآن الكريم؟ يقول تعالى: "اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِى بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ"، فينبغى أن تكون حركاتك وسكناتك وحياتك خالصة لله عز وجل، والعبادة أمر ثابت لا تفريط فيه ولا تقصير، فإن أنت أحببت قراءة القرآن فى رمضان، فينبغى أن تواصل قراءة القرآن بعد رمضان، فالعبرة بمواصلة الطاعة يقول النبى صلى الله عليه وسلم: "أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قل"، وبعد انقضاء رمضان هل أقلعنا عما نحن فيه من قصور ومن عادات وأخلاق؟ وهل أصبحت علاقة الإنسان بربه أقرب؟ يقول تعالى: "إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ"، هل أثر القرآن فيك؟ فإن أثر فيك فبعد رمضان لا بد من الاستمرار ولو على جزء يسير من القرآن، وكان من هديه صلى الله عليه وسلم، اتباع رمضان بصيام ست من شوال يقول النبى صلى الله عليه وسلم: "من صام رمضانَ وأتبعَهُ بستٍّ من شوالَ فكأنما صام الدهرَ".
كما أكد أن هناك فرقا بين العبادة والعبودية، فالعبادات الصلاة، والصيام، والحج، وغير ذلك، أما العبودية فهى أشمل وتعنى تطبيق متطلبات العبادة فى شتى أمور الحياة، وقال أحد الحكماء: سهرى فى حل مسألة علمية طوال الليل أحب إلى من قيام الليل صلاة، لأن حل المسألة سيفيد الأمة كلها، أما قيام الليل فنفعه له وحده.
وبين أن الإقدام على التجديد فى القضايا الفقهية والنظر فى المستجدات العصرية وفى بعض القضايا القابلة للاجتهاد يحتاج إلى رؤية ودراية وفهم عميق وشجاعة وجرأة محسوبة، وحسن تقدير للأمور فى آن واحد.
كما أنه يحتاج من صاحبه إلى إخلاص النيّة لله، بما يعينه على حسن الفهم وعلى تحمل النقد والسهام اللاذعة، ممن أغلقوا باب الاجتهاد، وأقسموا جهد إيمانهم أن الأمة لم ولن تلد مجتهدًا بعد، وأنها عقمت عقمًا لا براء منه، متناسين أو متجاهلين أن الله "عز وجل" لم يخص بالعلم ولا بالفقه قومًا دون قوم، أو زمانًا دون زمان، وأن الخير فى أمة محمد صلى الله عليه وسلم، إلى يوم القيامة، مبيناً أن الاجتهاد وسيلة للتيسير على الناس لا التضييق عليهم ، فالأصل فى الأشياء الإباحة ما لم يرد نص بتحريم يقول تعالى: "قُل لَّا أَجِدُ فِى مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّمًا عَلَىٰ طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَمًا مَّسْفُوحًا أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقًا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ ۚ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ"، موضحًا أن العبادة التى يتعدى نفعها إلى المجتمع أعظم أجرًا من التى يقتصر نفعها على الفرد وحده.