يهودية غنت لحجاج بيت الله الحرام قبل إسلامها .. واتهمها أنور وجدي بدعم إسرائيل
محمد شوقي موقع السلطةأول نجمة شباك في السينما المصرية والوحيدة في تاريخ الشاشة العربية التي تحمل أسماء أفلامها إسمها ، كما انها أول من غنت لثورة يوليو ، يهودية أسلمت علي صوت آذان الفجر و تعلمت أصول الدين علي يد الشيخ محمود أبو العيون، وغنت قبل إسلامها أول أغنية لحجاج بيت الله الحرام، هي الفنانة ليلى مراد.
اسمها الحقيقي ليليان زكي مراد ولدت في 11 فبراير بالأسكندرية 1918 يهودية الديانة من أسرة رقيقة الحال، والدها يعمل عاز موسيقي بسيط في فرقة سيد درويش و أمها تعمل خياطة.
قدمها والدها في الحفلات الخاصة، ثم العامة عندما رأى فيها صوتًا معبرًا نقيًا ثم لفتت إليها الأنظار، وتبناها فنيًا الموسيقار داود حسني لتقدم أول أغانيها في الإذاعة المصرية في يونيو 1934 ، ثم سجلت أول أسطوانة لها عام 1937.
موضوعات ذات صلة
دخلت «ليلى مراد» مجال السينما لأول مرة عام 1938 بفيلم «يحيا الحب» أمام محمد عبد الوهاب لتكون إنطلاقتها في عالم السينما، حيث جذبت انتباه المخرج الكبير توجو مزراحي الذي شكل شخصيتها الفنية و جعل منها السندريللا الأولي في تاريخ الشاشة العربية فقدم معها فيلم «ليلة ممطرة» عام 1939 الذي شارك في بطولته أيضًا يوسف وهبي ليكونوا مثلث فني عظيم، حيث قدموا سويًا أفلام «ليلي بنت الريف» و«ليلي بنت مدارس» و«ضربة القدر».
وبعد توجو مزراحي الذي جعل من ليلي مراد نجمة شباك و جعل أفلامها بإسمها، جاء أنور وجدي ليكمل ما بدأه «مزراحي» فقدم معها «ليلي بنت الفقراء» عام 1944 والذي كان مشهد الزفاف فيه حقيقياً و ليس تمثيلًا.
وبعد زواجها من «أنور وجدي» قدما معًا أروع الأفلام الإستعراضية والغنائية في تاريخ السينما المصرية والعربية أهمها «ليلي بنت الأغنياء» و« قلبي دليلي» و«عنبر» و«حبيب الروح» و«بنت الأكابر» إلى جانب فيلمهما الخالد «غزل البنات» عام 1949، والذي اشترك فيه نجيب الريحاني و يوسف وهبي و عبد الوهاب في سابقة لم تحدث من قبل.
أسلمت ليلي مراد عام 1946، عندما قامت من نومها علي صوت آذان الفجر وأيقظت زوجها أنور وجدي و قالت له:"عايزة أقوم أصلي الفجر"، ثم ذهب بها لمشيخة الأزهر وأسلمت علي يد الشيخ محمود أبو العيون.
ولم تأتي الرياح بما تشتهي السفن فدب الخلاف بين ليلي مراد و أنور وجدي، بسبب عدم حصولها علي مستحقاتها المالية من أفلامهما معا، وحدث الطلاق الذي كان علي ثلاث مرات، فكانت الطلقة الاولي عندما وقعت على بطولة فيلم «الماضي المجهول» أمام أحمد سالم الذي أشتهر عنه علاقاته النسائية المتعددة.
ثم جاء الطلاق الثاني بعد فيلم «غزل البنات»، ثم الطلقة الثالثة والأخيرة في فيلمهما الأخير «بنت الأكابر».
وبعد الطلاق الثالث لم يعد هناك أمل للعودة، فأراد أن ينتقم منها أنور وجدي، فأشاع عنها أنها ترسل تبرعات لدولة إسرائيل، لدعم الحركة الصهيونية، مما أثار حولها ضجة كبيرة حتي أن يهود أوروبا كانوا يطاردونها أثناء رحلاتها الخارجية، ومنعت الإذاعة السورية أغانيها، مما دفعها للإستعانة باللواء محمد نجيب ليحميها، ثم أطلقت أغنية لثورة يوليو 1952 «الإتحاد و النظام و العمل».
ثم تزوجت بعد ذلك من أحد رجال الثورة، «وجيه أباظة» وأنجبت منه «أشرف» و بسببه إعتزلت الفن وكان آخر أفلامها «الحبيب المجهول» عام 1955 ليشاء القدر أن تعتزل في نفس العام الذي رحل فيه أنور وجدي.
ثم تزوجت من المخرج «فطين عبد الوهاب» و أنجبت «زكي».
ومن الأقاويل التي أثيرت حول «ليلى مراد» أنها اعتزلت الفن بسبب أغنية «تخونوه» التي كانت تستعد لغنائها قبل أن يتوسل إليها العندليب عبد الحليم حافظ أن تترك له الأغنية لتوافق على مضض، ثم أراد أن يسترضيها فقدم لها سيناريو فيلم «دعني لولدي» ليتقاسما بطولته معًا ووافقت عليه، ثم تراجعت وأعتذرت.
إعتزلت ليلي مراد التمثيل في قمة مجدها وإكتفت فقط بالغناء من حين لآخر في الإذاعة، و تعاونت مع شباب الملحنين وقتها مثل «بليغ حمدي» و«كمال الطويل» و«سيد مكاوي».
وعندما سافر «بليغ حمدي» إلى فرنسا، و زار معهد الموسيقي وجد في منهجهم الدراسي أغنية «قلبي دليلي» للموسيقار محمد القصبجي.
وظلت ليلي مراد تعيش بعيدة عن الاضواء، وعرضت عليها ملايين الجنيهات للظهور أو، كتابة مذكراتها لكنها رفضت.
ماتت ليلى مراد في 21 نوفمبر عام 1995 عن عمر يناهز 77 عاماً وقبل دخولها في الغيبوبة التي أودت بحياتها كانت تحمل المصحف الشريف وتقرأ سورة نوح، ودفنت في مقابر المسلمين بالبساتين.