موقع السلطة
الأحد، 29 ديسمبر 2024 03:47 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
نوستالجيا

محيي الدين إسماعيل.. الضابط الإسرائيلي في حرب 73

محيي الدين إسماعيل
محيي الدين إسماعيل

 يتحدث دوما بلا مناسبة.. يأخذك فى حوار شيق وعميق يمينا ويسارا فتظن أنه ابتعد عن الإجابة عن سؤالك السابق.. إجاباته من بين السطور فى صورة رموز وإشارات ذات دلالات خاصة..  جرىء لا يخشى من أحد، لديه حضور طاغ واثق من نفسه إلى حد اتهامه بالغرور.. هكذا هوه محيي الدين إسماعيل. 

 

اسمه بالكامل محيى الدين محمد إسماعيل، ولد فى 8 نوفمبر 1946، بمدينة كفر الدوار، التابعة لمحافظة البحيرة، نشأ فى أسرة مصرية بسيطة، فوالده كان أحد كبار رجال التربية والتعليم بالمحافظة، ويحمل شهادة العالمية مع إجازة التدريس، بينما والدته كانت ابنة عمدة القرية، ولديه من الأشقاء خمسة أولاد، وثلاث بنات، ويجدر بالذكر هنا إنه تخرج فى كلية الآداب، قسم الفلسفة، ثم التحق بقسم التمثيل فى المعهد العالى للفنون المسرحية، وعمل لفترة فى المسرح القومي، وهو مؤسس مسرح المائة كرسى التجريبى بالمركز الثقافى التشيكى بالقاهرة عام ‏‏1969.

 

جاء إلى القاهرة من كفر الدوار فى السبعينيات، وله 3 أشقاء كلهم نالوا قدرًا من الشهرة والنجومية مثله، اثنان منهم كانت شهرتهما فى المجال الفنى، الأول "فايق إسماعيل"، وهو الشقيق الأكبر الذى هو بالنسبة لمحيى إسماعيل القدوة والمثل الأعلى، وفايق إسماعيل واحد من مخرجى الجيل الأول فى التليفزيون وعلى يده ويد جيله ومنهم المخرج الكبير نور الدمرداش صيغت أسس الدراما التليفزيونية المصرية، والشقيق الثانى الدكتور كمال إسماعيل وهو أستاذ فى الأدب والدراسات اللغوية العربية عمل لسنوات فى التدريس بجامعات دول المغرب العربى، وتحديداً بالجزائر، أما الشقيق الثالث هو الكاتب المسرحى المعروف بهيج إسماعيل.

 

قدم "إسماعيل" العديد من المسرحيات، مثل: "الليلة السوداء، سليمان الحلبى، دائرة الطباشير القوقازية"، وفى السينما بدأ حياته بعدد من الأدوار الصغيرة، فتم اختياره للمشاركة فى فيلم إيطالى، ليقدم دور ضابط انتحارى، مقابل أجر قدره 40 جنيها، لكن المخرج خصم نصف أجره نظرا لتمرده على تعليمات المخرج، حيث قام بحلاقة شعره تماما مما أفسد "الراكور" وقتها، ولأن عشقه الأساسى هو الفلسفة، فقد تخصص فى أداء الشخصيات التى يعانى أصحابها من مشاكل نفسية، وقد برع فى أدائها بجدارة فى عدد من الأفلام السينمائية أشهرها "الأخوة الأعداء"، الذى جسد فيه شخصية شاب مصاب بالصرع، لدرجة أن الرئيس الراحل أنور السادات حينما شاهد الفيلم اقتنع بأن "محيى" مصاب بالصرع وأمر بعلاجه على نفقة الدولة.

 

التقى الرئيس الراحل أنور السادات فى مناسبة بعد ذلك وأخبره أنه ليس مصابا بالصرع، وبالرغم من عدم اقتناع "السادات" بذلك، إلا أنه سأله عن سبب لقائه، فطلب منه "محيى" شقة لأنه لا يملك شقة، وبالفعل حصل عليها لكن دون أثاث، ولم يتمكن من فرشها، فكان ينام داخل "الدولاب"، على حد قوله فى أحد البرامج التليفزيونية.

 

لقد كانت العلامة الفارقة فى مشوار محيى إسماعيل هى شخصية "حمزة ابن عزيزة الهبلة" تلك الشخصية التى اختارها له المخرج حسام الدين مصطفى فى فيلم "الأخوة الأعداء" - هذا الفيلم بقى فى دور العرض 49 أسبوعًا محققاً رقمًا قياسيًا لم يسبق ولم يتكرر - ولعلها مثلت دورًا فارقًا فى حياة محيى الفنية لسببين، الأول لأن محيى إسماعيل نال عن هذا الدور جائزة شهدت بتفوقه على 11 نجمًا كبيرًا كانوا معه فى الفيلم، على حسب وصفه، وكان هذا النجاح المدوى له فى فيلم الأخوة الأعداء سبباً فى انفجار بركان حقد مدو أيضاً أجلسه فى البيت 3 سنوات بلا عمل، وتعلم بعده "محيى إسماعيل" أن ليس كل نجاح كبير جالبا للحظ السعيد، أما السبب الثانى الذى جعل دور "حمزة" فارق فى حياة محيى إسماعيل الفنية أن هذا الدور أوقع محيى إسماعيل فى عشق الأدوار المعقدة، والشخصية المعقدة مختلفة عن الشخصية المركبة، والملحوظة هنا للنجم محيى إسماعيل الذى يوضحها فيقول لى فى إحدى الجلسات: الشخصية المعقدة شخصية مريضة بعقدة تديرها وتتحكم فى سيرتها طوال الوقت، وإجادتها تستلزم الإلمام بالسمات الخارجية والداخلية لهذه الشخصية المريضة بشكل علمى، أما الشخصية المركبة فهى شخصية تبدأ سوية ثم تصاب بعقدة وقد تعود سوية أو تتطور الحالة عندها!

 

فى أول فيلم عن حرب أكتوبر المجيد تحت عنوان "الرصاصة لا تزال فى جيبى"، عام 1974، جسد "محى إسماعيل شخصية الضابط الإسرائيلى "عساف ياجورى"، وأثناء حضوره العرض الخاص للفيلم، أخبره مدير الصالة يبدو مستفزا جدا فى هذا الدور، وذلك لأن هناك مشهدا دمويا يقتل فيه "ياجوري" عددا من المصريين بالرصاص، ومن ثم أنه سيفتح له بابا جانبيا للهروب فور انتهاء العرض، خوفا من رد فعل الجمهور الذى استنكر أفعاله فى أثناء تأدية دوره، وتفاديا لأن يضربه الجمهور قرر الهروب من الباب الجانبى قبل نهاية العرض.

البنك الأهلي
محيي الدين اسماعيل حرب اكتوبر الرصاصة لا تزال في جيبي البرامج التليفزيونية سليمان الحلبي
tech tech tech tech
CIB
CIB