هلّت روائح كحك العيد.. «إيزيس» أول من صنعته.. والمماليك الأكثر اهتماما به
كتب محمد الصياد موقع السلطةمع قدوم عيد الفطر، ينتعش سوق الكحك سواء في المحلات أو في تحضيره داخل المنازل، فهل أحد منا سأل عن تاريخ الكحك؟.
ترجع قصة كحك العيد إلى العصر الفرعوني، كان الإنسان المصري القديم يقدم الكحك والأقراص كنوع من القرابين والهدايا والنذور للآلهة، وهذا ثابت من النقوش الموجودة على جدران المعابد القديمة وقد بقيت هذه العادة لعدة قرون من الزمن.
وفي العديد من الكتب أشار إلى أن كحك العيد مأخوذ من عادة تقديم قرص المناولة في الكنائس عند الأقباط في مصر أي أن الكحك رموزاً ودلالات دينية وأسطورية لأن البعض يرمز للكحك بالقمر أو الشمس لاستدارته وارتباطه بالفلك ومهما كانت هذه المعاني أو الدلالات فقد تحول مع الزمن إلى طعام لذيذ ارتبط بشهر رمضان يقدم للضيوف في المناسبات والأفراح وخاصة في الأعياد الدينية ومنها عيد الفطر السعيد .
وبالبحث في الأصول التاريخية كحك العيد يعود إلى العصر الأخشيدي 924م وكذلك للعصر الفاطمي حيث أحدث خلاله جهاز رسمي لشؤون الكحك أو مؤسسة عامة لانتاجه وتوزيعه على الفقراء والمحتاجين وأرباب الدولة، وقد سميت هذه المؤسسة «بدار الفطرة»، وقد بقيت هذه الدار وبقي الطباخون والعاملون فيها سنوات طويلة حتى العصر الأيوبي واستمرت العناية بالكعك وتوزيعه كصدقة طوال العصور الوسطى حتى نص عليه في حج الوقف, أي كان يوزع على حجاج بيت الله الحرام عند ذهابهم للديار المقدسة ليأكلونه أثناء رواحهم وغدوهم ومنه تم صنع الخبز «البقسماط» وهو عبارة عن دوائر مفرغة من الوسط يجفف بواسطة الحبال أو الخيطان ويخزن لحين قدوم موسم الحج.
وبلغ اهتمام المماليك بكعك العيد مبلغاً كبيراً حتى أنهم اعتبروه من أوجه البر والصدقات التي توزع على الفقراء حتى لايحرموا منه في عيد الفطر ونجد في وقفيات العصر المملوكي أكثر من إشارة لعمل الكعك وتوزيعه على موظفي الجوامع والمدارس وعلى المتصوفة في التكايا وعلى تلاميذ المدارس وأطفال الكتاتيب وكان الخلفاء والحكام يمدون «سماط الكحك» لتناوله عند العودة من صلاة العيد وكان الوزراء في الدولة الاخشيدية يأمرون بحشو كحك العيد بالدنانير الذهبية ويسمونه «افطن له» أي انظر ماذا في الكحك من دنانير وتوزع على علية القوم.
كما كشفت الأساطير الفرعونية القديمة إن طبق كحك العيد أصله فرعوني حيث ذكرت إن الإله إيزيس، زوجه الإله أوزوريس، هى أول من صنعت الكحك حيث صورت البرديات آلهة القمح «نبت» وقد توجت بتاج من القمح وتمسك بيدها اليسرى رغيفا من الخبز و بيدها اليمنى كحكه.