”زهرة الصبار”.. فضة المعداوي التي غيرت المؤذن وعشقت ”العندليب”
عزة عبد الحميد موقع السلطةقررت أن تكون ذات شخصية طاغية أمام الكاميرا، وأن تصنع مجدًا لنفسها، فحلقت منفردة بعيدًا عن كل أبناء جيلها، فكانت تعرف متى وأين تُقال الكلمات، فهي المرأة المثقفة والواعية والفنانة الماهرة، التي برعت في حفيظة بـ«الزوجة الثانية»، ونفيسة في «بداية ونهاية»، والتي أصبحت المعلمة فضة المعداوي في «الرايا البيضا»، إنها الفنانة الكبيرة والقديرة سناء جميل.
بدأت "ثريا عطا الله"، حياتها الفنية بمقاطعة أهلها كي تقتحم العالم الفني، ليتبرأ منها أهلها ويطردوها خارج المنزل، لتنضم لفرقة "زكي طليمات" المسرحية، وتقوم بخياطة الملابس كي تحصل على قوت يومها، وقام "طليمات" بمساعدتها لاتقان اللغة العربية والتي كانت تواجهها مشكلة بها بسبب تعليمها بمدارس فرنساوي.
بدأت التمثيل في خمسينات القرن الماضي، بأدورا صغيرة في أفلام "حرام ليك" و"بشرة خير"، اتقنت "جميل" ما قامت به من أدوار منذ صغر سنها، ليقومعمر الشريف الذي قام بأداء دور أخيها في فيلم "بداية ونهاية"، بصفعها على وجهها في أحد المشاهد، لتصاب هي منذ ذلك الحين بضعف بالسمع الذي لازمها حتى وفاتها.
كانت "زهرة الصبار" كما تم تلقيبها، لا تهوى يوسف شاهين ولا طريقته بالتعامل ولم تفهم أفلامه، بالرغم من مشاركتها معه بفيلم " فجر يوم جديد"، والذي كانت التجربة الأولى والأخيرة معه، ولترفض بعدها الاشتراك معه بأية أعمال.
عشقت عبد الحليم حافظ وكانت ترى وفاته خسارة كبيرة للطرب ووصفته في أحد اللقاءات بأنه كتلة إحساس، في طريقة غناءه وإحساسه العالي.
ومن حبها للأصوات الجميلة طالبت وزارة الأوقاف ذات مرة بتغيير مؤذن الجامع التي كانت تسكن بجواره، لأن صوته لم يكن جيدًا في النداء للصالة، كما أن هناك العديد من الممثلين وعلى رأسهم زوجها يظنون أنها مسلمة لما كانت تقوم به قسم "والنبي واقسم بالله" وما شابه.
تزوجت"سناء" من الصحفي لويس جريس، بعد أن دارت بينهما صداقة كبيرة، لتتصل به ذات يوم وتطلب منه أن يحضر لها غدًا ليتزوجها، قبل أن تسافر لتصوير بعض المشاهد خارج البلاد، وتزوجا بعدها بعدة شهور، لترفض بعدها هي أن تُنجب حتى لا تبعدها تربية الأطفال عن الفن، ولكنها ندمت في نهاية حياتها على هذا القرار، لرغبتها في أن يكون لديها نجل يؤنسها بالحياة.
توفت "حفيظة" عن عمر يناهز 72 عامًا بعد إصابتها بسرطان في الرئة ولم يقم "جريس" بدفنها إلا بعد وفاتها بأربعة أيام أملًا أن يظهر أحد أفراد أسرتها الذين قاطعوها ولكن لم يظهر أحد ليضطر إلى أن يدفن حب عمره وأهم ما بحياته كما قال عنها بأحد اللقاءات.