سر إخفاء قطر خطة استهداف أرامكو السعودية بالتنسيق مع إيران

كشف مسئول أمني خليجي، عن أهداف قطر وراء إخفاء معلومات حول الهجوم الإيراني على منشآت النفط السعودية بشركة " أرامكو " سبتمبر الماضي، رغم علمها المسبق بالهجوم، وفقًا لما ذكرته صحيفة "آراب ويكلي" الإنجليزية.

وذكرت الصحيفة في تقرير لها على موقعها الإلكتروني نقلًا عن المسئول الأمني، أن أهداف قطر كانت تتجاوز الأثر المدمر للعملية، حيث كانت تهدف إلى تخريب الطرح العام الأولي المزمع لشركة النفط السعودية العملاقة "أرامكو" من خلال الإشارة إلى أن منشآتها كانت تحت تهديد الهجوم وأن الاستثمار في "أرامكو" يحمل مخاطر كبيرة.

وفي نوفمبر الماضي، كشف تقرير استخباراتي نشرته شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، أن قطر كانت على علم مسبق بخطة أعدها الحرس الثوري الإيراني لمهاجمة ناقلات نفط قبال سواحل الإمارات قبل ستة أشهر، إلا أن الدوحة لم تقدم معلومات لأي من حلفائها الغربيين، سواء في الولايات المتحدة الأمريكية أو فرنسا أو بريطانيا.

وقالت مصادر المخابرات الغربية، أن قطر كانت على علم مسبق بهجمات 14 سبتمبر على منشآت "أرامكو" السعودية للنفط، موضحة أن إيران أبلغت قطر مسبقًا بالهجمات كجزء من التنسيق القائم بين الجانبين فيما يتعلق بالمملكة العربية السعودية.

وتعرضت أربع سفن لعمليات تخريبية قبالة إمارة الفجيرة الإماراتية بالقرب من مضيق هرمز في مايو الماضي، ومن بينها ناقلتا نفط سعوديتان، وناقلة نفط نرويجية، وسفينة شحن إماراتية.

وتسببت الهجمات في أضرار جسيمة لمنشآت أرامكو في بقيق وخريص وخفضت إنتاج النفط السعودي لعدة أيام.

من جانبه، قال الجنرال الأمريكي كينيث ماكنزي: "نواصل التحقيق في المعلومات حول الهجوم على أرامكو"، مؤكدًا أن النتائج ستصدر بشكل رسمي من خلال المملكة العربية السعودية.

وأضاف ماكنزي: "نحن نعمل مع السعوديين لتعزيز التواصل بين أنظمتهم الدفاعية، وهذا سيجعلهم أكثر قدرة على الدفاع والتصدي لهذا النوع من التهديدات".

وقال المسؤول الأمريكي، إن تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في قاعدة الأمير سلطان الجوية جنوب الرياض بالإضافة إلى القواعد الكبيرة الأخرى سيعقد القدرة على استهداف الخصم.

وبعد مراجعة تقرير "فوكس نيوز" الأمريكي، قالت المشرعة الفرنسية "ناتالي جوليت" إنها تشعر بقلق عميق إزاء المعلومات التي اطلعت عليها في التقرير الاستخباراتي الأخير، وأشارت إلى أنها سترسل التقرير إلى وزارة الدفاع لدى حكومة بلادها.

وأشار تقرير "آراب ويكلي" إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا رفعت قدرات نظام الرادار في المملكة العربية السعودية في أعقاب الهجمات الأخيرة على منشآت النفط بالمملكة، فيما حمَّلت واشنطن مسئولية تلك الهجمات لإيران.

وقالت وزيرة الدفاع الفرنسية فلورنس بارلي، إن باريس كانت ترسل للرياض بشكل منفصل مجموعة من أنظمة الإنذار المبكر القوية، بما في ذلك أنظمة الرادار التي يمكنها اكتشاف وتدمير الأجسام التي تحلق على ارتفاع منخفض.

فيما قال وزير الدولة السعودي للشئون الخارجية عادل الجبير، في مؤتمر المنامة للحوار الاستراتيجي أواخر نوفمبر الماضي، إن الرياض تتشاور مع حلفائها حول الإجراءات التي يجب اتخاذها ضد إيران بعد الانتهاء من التحقيق في هجمات "أرامكو".

وذكرت "آراب ويكلي" أن العقوبات التي فرضتها واشنطن على طهران، كان لها تأثير مباشر على مدى قدرة إيران على تصدير النفط في الوقت الذي يعاني فيه اقتصادها من مشاكل كبيرة، خاصة بسبب فشل النظام في تنويع مصادر اقتصاد البلاد.

وأوضحت "آراب ويكلي" أن مصادر سياسية عربية رفيعة المستوى أشارت إلى أنهم لم يفاجأوا بالتنسيق القطري الإيراني الذي استهدف السعودية، لأنه مستمر منذ سنوات عديدة، خاصة أن كلا البلدين تعاونا عن كثب مع جماعة "الإخوان" ومنحتاها الحماية، فيما أعلنت المملكة العربية السعودية إلى جانب الإمارات والبحرين ومصر، قطع العلاقات الدبلوماسية مع الدوحة منذ الخامس من يونيو 2017.