إبراهيموفيتش .. توقع الجميع اعتزاله فصدم الجماهير بعودته للميلان

تصور الكثيرون أن انتقال السلطان السويدي زلاتان إبراهيموفيتش إلى نادي لوس أنجلوس جلاكسي الأمريكي هو الخطوة الأخيرة في مسيرة إبراهيموفيتش في الملاعب، وأن قرار اعتزاله كرة القدم أصبح وشيكا، ولكن فاجأنا صاحب الـ38 عاما بانتقاله إلى نادي إيه سي ميلان الإيطالي ليقف إبراهيموفيتش في وجه الجميع معاندا، ويخوض تحديا صعبا جديدا لأن المنافسات في إيطاليا أقوى كثير من أمريكا، وهذا القرار عكس المسار الطبيعي تماما، الذي يحتم اختيار منافسات أقل شراسة عندما يتقدم في العمر كأن يلعب في الصين أو اليابان أو بعض دول الخليج العربي ، مما لا تحتاج إلى جهد بدني كبير، وتعلو فيها قيمة الخبرة فقط.

 

 

وإبراهيموفيتش ليس جديدا على ميلان، فهو سبق أن لعب له موسمين منذ أن انضم إليه في أغسطس 2010، ولعب الموسم الأول معه معارا من نادي برشلونة الإسباني بعدها تحولت الإعارة في الموسم التالي إلى انتقال بشكل نهائي، وشارك خلالهما إبراهيموفيتش في 85 لقاء محرزا 56 هدفا، ومقدما 24 تمريرة حاسمة، وفاز إبراهيموفيتش مع ميلان بلقب بطولة الدوري الإيطالي في موسم 2010 – 2011، وهي آخر مرة فاز فيها ميلان بلقب الكالتشيو كما أنه أحرز كأس السوبر الإيطالية في 2011.

 

 

وميلان الذي يعرفه إبراهيموفيتش لم يعد له وجود الآن، فالفريق في وضعية صعبة جدا،ويحتل مركز غريب جدا، ومخزي في جدول الدوري حيث يتواجد في الترتيب الـ11 برصيد 21 نقطة فقط جمعها من 6 انتصارات فقط، و3 تعادلات، في حين تلقى 8 هزائم، وهو رقم كبير جدا وغير معقول، ولا مقبول، ولا يليق بفريق بحجم ميلان على الإطلاق.

 

 

وموافقة إبراهيموفيتش على التعاقد مع ميلان 6 أشهر فقط قابلة للتجديد ليس معناه أنه تعاقد والسلام، والمهم الاستفادة المادية، ولكنه فهم أن النادي وضعه تحت الاختبار 6 أشهر،ومعناه أنه قبل التحدي،وأنه يثق في قدراته، ونجاحه جدا.

 

 

وكان إبراهيموفيتش قد تعرض لموقف مشابه في نادي مانشستر يونايتد الإنجليزي عندما تعاقد معه قبل بداية موسم 2016 – 2017 لمدة موسم واحد فقط قابل للتجديد، وبالفعل بدأ إبراهيموفيتش بداية مبشرة جدا حتى داهمته الإصابة في إبريل 2017 بقطع في الرباط الصليبي الداخلي، والخارجي للركبة، وغاب على إثرها 7 أشهر عن الملاعب، وعقب عودته أصيب مرة أخرى في الركبه، وبالتالي الإصابة هي التي حرمت إبراهيموفيتش من استكمال تجربته، و منعته من مواصلة تحديه مع مانشستر يونايتد، والجدير بالذكر أن إدارة مانشستر يونايتد قد جددت التعاقد مع إبراهيموفيتش قبل عودته من الإصابة في المرة الأولى، ولكن جاءت الإصابة في المرة الثانية لتقضي على كل شئ، وهي التي جعلت الادارة، والمدير الفني للفريق وقتها البرتغالي جوزيه مورينيو في البداية يلمحان إلى امكانية رحيل إبراهيموفيتش عن صفوف الفريق، وفعلا اتخذ قرارا بالموافقة على رحيله إلى النادي الأمريكي لوس أنجلوس جلاكسي في مارس 2018.

 

 

وقد خاض إبراهيموفيتش مع مانشستر يونايتد 53 مواجهة موقعا على 29 هدفا، ومتسببا في 10 أهداف أخرى، وأحرز معه في بداية موسمه الأول على درع الاتحاد الانجليزي، وبعدها لقب بطولة كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة في موسم 2016 – 2017، ثم الدوري الأوروبي الذي كان جديدا على النادي.

 

 

وتألق إبراهيموفيتش بشدة في لوس أنجلوس جلاكسي، وهو النجم الأول للفريق، وكان معدله التهديفي عالي جدا، ففي خلال 58 مباراة سجل 53 هدفا، وصنع 15 هدفا آخر.

 

 

ولكن الشئ السلبي لم يتمكن إبراهيموفيتش من قيادة لوس أنجلوس جلاكسي لتحقيق أي لقب، وهو شئ لم يحدث معه من قبل، فكل الأندية التي لعب لها توج معها ببطولات.