حمدي أحمد .. عندما ثار ضده الصعايدة بسبب ”القاهرة 30”

لم ير المخرج الكبير صلاح أبو سيف من يجسد شخصية محجوب عبد الدايم في ذلك الدور الصعب والمؤثر، والذي تكمن صعوبته في أنه دور رجل يبيع شرفه من أجل وظيفة حكومية.

 

 

عُرض هذا الدور على أكثر من نجم كبير، والكل عارض بشدة ورفض الدور، فذهب صلاح أبو سيف للمسرح القومي ليشاهد أحد العروض هناك كعادته، فشاهد حمدي أحمد الممثل الشاب الموهوب، فتعرف عليه واستدعاه لمكتبه، فظن حمدي أحمد أن هناك دورًا صغيرًا في فيلم من أفلام المخرج الكبير.

 

 

 

فوجىء حمدي أحمد بأن صلاح أبو سيف يسند له دور البطولة أمام سعاد حسني في فيلم "القاهرة 30"، دور محجوب عبد الدايم ، فأحمر وجهه ولم ينطق بحرف، وقال له صلاح أبو سيف "قبل ما تقول لأ فكر شوية"، وبالفعل استشار حمدي أحمد العديد من ذويه، خاصةً أخيه الأكبر الذي اعترض بشدة، فذهب للأديب الكبير نجيب محفوظ مؤلف القصة، فقال له محفوظ إن المقصود بشخصية محجوب عبد الدايم هو ذلك السقوط الذي يهوي إليه الإنسان من خلال أشخاص آخرين أسوأ منه.

 

 

 

كلام الأديب الكبير أقنعه وجعله يوافق على القيام بدور محجوب عبد الدايم، وبالفعل نجح الفيلم نجاحًا منقطع النظير، حتى أن نجيب محفوظ الذي كان معترضًا على حمدي أحمد لعدم خبرته في التمثيل، تراجع عن رأيه، وقال له "لقد أبهرتني وجعلت من الشخصية المكتوبة على الورق لحم ودم".

 

 

 

ولكن عندما عُرض الفيلم في محافظات الصعيد غضب الأهالي، خاصةً محافظة سوهاج الذي ينتمي إليها الفنان حمدي أحمد، وكسروا السينما وهدموها بالفعل، وتدخل الأمن، ولم تهدأ محافظة سوهاج إلا بعد أن تم رفع الفيلم من دور العرض واستبداله بفيلم آخر، بل ومنعوا دخول حمدي أحمد محافظة سوهاج، ويقال وقتها أن مجموعة من الصعايدة كانوا يريدون قتله بسبب هذا الفيلم الذي أساء من وجهة نظرهم إلى الصعايدة كلهما.

 

 

 

وقاطع أهالي محافظة سوهاج عائلة حمدي أحمد، وظلوا على هذا الحال إلى أن تم عقد جلسات صلح امتدت لأكثر من عام حتى زال هذا الموقف،  دخل حمدي أحمد بلده بعد أكثر من عام لم يستطع فيها حتى المرور في شوارعها، ولولا تدخل الحكماء لما كان حمدي أحمد علي قيد الحياة بعد هذا الفيلم .