الكروان الممنوع.. قصة القارئ الذي توعّده الشيخ كشك بالإعدام!
صدر مؤخرا كتاب "الكروان الممنوع: قصة القارئ الشيخ عنتر مسلم"، للكاتب الصحفي طايع الديب. الكتاب الصادر عن الوكالة العربية للصحافة "ناشرون" في القاهرة، يتناول وقائع قصية "الشيخ عنتر" التي وقعت في الثمانينيات من القرن الماضي، كاشفا عن فصل شبه مجهول من فصول الثقافة المصرية، حيث أصدر الأزهر الشريف قرارا بمنع طباعة وتداول أشرطة القارئ في الأسواق، لأنه كان يقرأ بأكثر من 4 روايات في المجلس "الربع" الواحد، وهو أمر غير مسبوق في دولة التلاوة المصرية.
ويقول الديب، إن قضية "الشيخ عنتر" أثارت جدلا واسع النطاق في مصر وقتها، ما بين مؤيد ومعارض لطريقته في القراءة، حيث انتصر له الكاتب الراحل محمود السعدني ووصفه بأنه صاحب "أسلوب فذ" في التلاوة، بينما هاجمه مشايخ وخطباء الحركة السلفية، ومن بينهم عبد الحميد كشك، الذي هدد "الشيخ عنتر" بالإعدام شنقا إن لم يعلن توبته!
ويضيف المؤلف أن "الشيخ عنتر قارئ مُختلف عليه، فله مؤيدون وأعداء، لكن هذه التجربة تستحق الدراسة، خاصة أنها تُدرس حاليا في جامعات ذات سمعة دولية منها (كلية دارتموث) الأمريكية، حيث سيصدر قريبا عن الجامعة كتاب للباحث أندرو سايمون، يتناول تاريخ مصر الثقافي خلال الخمسين عاما الأخيرة، ويتضمن الكتاب فصلا كاملا عن القارئ عنتر مسلّم".
ويشير الكاتب أنه "بعد نحو سنة من البحث والاستقصاء وراء ما تبقى من تراث الرجل، تبيّن أن الشيخ عنتر وقع بين شقيّ رحى، هما الأزهر والمتشددون، وأن الأمر – فوق ذلك- هو أكبر من مجرد سيرة قارئ، بل إن له أبعادا وجذورا سياسية وتاريخية، ضمن قضية كبرى “مسكوت عنها” منذ أيام الحكم العثماني، تلك الحقبة السوداء في تاريخ مصر"