سر انجذاب النساء للرجل الشرير الخبيث ورفضها الرجل الطيب
كتب أحمد عبداللهدائماً ما نجد الشرير في القصص والأفلام رجلاً وسيمًا، لبقًا، ذكيًا، إنه يخطط للشر وهو يمشط شعره، يفكر في جريمة وهو يضع العطر، يتحدث بثقل وحنكة، على عكس الطيب الذي يبدو أبله وغير جذاب، وهذا لعدة أسباب.
هناك دراسة أجرتها جامعة نورث وسترن تسمى (التعاطف مع الشرير)، أوضحت فيها ريبيكا كراوس (المؤلف الرئيسي للدراسة) أن الناس يستغلون الأشرار في الخيال -سواء كان قصة أو فيلمًا- لعقد مقارنة بينهم وبين أنفسهم، فالأشرار بمثابة مرآة تعرفنا على الجانب المظلم بداخلنا بطريقة آمنة لا تؤذي ذواتنا الجيدة أو تشوّه صورتها في أعيننا، مثل حب مشاهدة الرعب وأنت آمن في المنزل لا تواجهه.
موضوعات ذات صلة
من الناحية النفسية فإن فرويد يخبرنا بأن الإنسان بطبعه مُعادٍ للمجتمع، لديه رغبة دائمة في الحصول على ما يريد وقتما أراد، وهو الشيء الذي قد يخالف بناء المجتمع وقوانينه، فليس من حقّ الناس الاستيلاء على المحلّات أو المطاعِم أو على شخص آخر مثلًا إن أرادوا ذلك، لكنَّ الأشرار وحدهم ينفِّذون رغباتهم دون الوضع في الاعتبار أخلاقيات التعامل في المجتمع وحقوق غيرهم.
لذلك فإن رؤية الأشرار في القصص والأفلام يفعلون ما يحلو لهم، تثير في أنفسنا الجانب المظلم، وتجعلنا نتعاطف ضمنيًا مع أهدافهم، حتى لو كنا في الواقع نختلف معها ونصدّها حين تحدث، لدرجة أن نتعاطف معهم .
يعتقد الذكور في سن المراهقة وما يقاربه أن تعاطيهم التبغ، وانخراطهم في التدخين هو استراتيجية ناجحة لجذب انتباه النساء ونيل إعجابهن. وقد أُجريت دراسة تؤكد ذلك. للكن الفكرة التي انتشرت بأن النساء يحبون الرجال السيِّئين هي أكبر من مجرّد قيام الرجل بالتدخين، فمفهوم “السوء” الذي نَعْنِيه هنا يختلف بدرجةٍ كبيرة عمّا تستنبطه عند سماع الكلمة.
لكن الأبحاث التي تتحدث عن الموضوع ذاته أكّدت أن الأمر يرجع إلى الإنسان الأول، فالمرأة في قديم الزمن كانت تنجذب إلى الرجل الأكثر قوة، الذي يستطيع حمايتها، والدفاع عنها عند اقتراب مؤشر الخطر، ويفسر لنا هذا الأمر لماذا لا يُعَدُّ الرجل اللطيف جذّابًا بالطريقة نَفْسها التي يكون عليها الرجل غير اللطيف/ الرجل السيِّئ.
رأي بعض النساء العربيات، ولأي رجلٍ يشعرن بالانجذاب أكثر
أكثر من (60%) ينجذبن إلى الرجال اللطفاء، بشرط أن يكون ذلك الرجل اللطيف قادِرًا على التصرف بسلوك “جريء” إذا ما تطلَّب الأمر ذلك.
(30%) ينجذبن إلى السيِّئين على المدى القصير، أي إنَّهُنَّ لا يرونهم كشركاء يُعتَمد عليهم في الحياة، ولكنه مجرد انجذاب عابرٍ لأنهن يرون هؤلاء أكثر جاذبية لا أكثر.
لا تفضل (90%) من النساء أن يكون الرجل مُدخِّنًا وقد نَعَتُوا الاعتقاد السابق ذِكْره في الدراسة بالغباء. ونفس النِّسْبة من النساء لا تحبّ أن يكون الرجل مُهَيْمنًا بدرجة تنتهك حقوقها.