دعاء استفتاح الصلاة بعد تكبيرة الإحرام .. تعرف عليه
كتب أحمد عبداللهدعاء استفتاح الصلاة بعد تكبيرة الإحرام محل لبحث كثيرين على مواقع الانترنت، فعندما شُرعت الصلاة لم تأت بأفعال عبثية دون تنسيق أو ترتيب، بل كانت أفعالها منتظمة مرتبة، فلا يجب تقديم فعل منها على آخر، كما ينبغي الإتيان بها على أتم وجه حتى تكون الصلاة تامة صحيحة، ومن أفعال الصلاة المخصوصة التي ينبغي على المصلِي إتمامها أن يدعو بدعاء الاستفتاح بعد البدء بالصلاة مباشرة.
دعاء استفتاح الصلاة بعد تكبيرة الإحرام:
وردت العديد من الصيغ للدعاء بعد تكبيرة الإحرام من فعل النبي – صلى الله عليه وسلم- في صلاته، وقد أخذ الصحابة تلك الصيغ من السماع المباشر من النبي – عليه الصلاة والسلام-، حينما كان يصلي أو يخبرهم عن الصلاة، أو يسألوه عن الصلاة وأفعالها وأقوالها، وفيما يلي بيان مجموعة من تلك الصيغ عند الفقهاء:
موضوعات ذات صلة
- ماذا فعل أحمد زكي حين سقطت ملابس الإحرام منه أمام الكعبة؟
- الملك لير ورعاياه بملابس الإحرام في جدة
- خالد الجندي: تكبيرة الإحرام مفتاح لباب الصلاة
- من الإحرام لـ «هز الوسط».. 15 عمرة لـ فيفي عبده.. ودينا تفجر مفاجأة (صور)
- «دينا» بملابس الإحرام من السعودية (صور)
- شاهد.. تامر حسني بملابس الإحرام بعد حفله في السعودية
- مناسك الحج بالتفصيل من الإحرام وحتى طواف الوداع
1. الصيغة الأولى:
قد ثبتت بما روي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: «كان الرسولُ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّمَ يسكُتُ بينَ التكبيرِ وبينَ القراءةِ إسكاتَةً – قال أحسبُهُ قال هُنَيَّةً – فقلتُ: بأبي وأمي يا رسولَ اللهِ، إسكاتُكَ بينَ التكبيرِ والقراءةِ، ما تقولُ؟ قال: أقولُ: اللهمَّ بَاعِدْ بيني وبينَ خطايَايَ، كما باعدتَ بينَ المشرقِ والمغربِ، اللهمَّ نَقِّنِي من الخطايَا كما يُنَقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنَسِ، اللهمَّ اغْسِلْ خطايَايَ بالماءِ والثلجِ والبَرَدِ».
وهذه الصيغة لدعاء الاستفتاح هي أصحُّ ما ورد في الدعاء بعد تكبيرة الإحرام (دعاء الاستفتاح) عن النبي – صلى الله عليه وسلم- كما يقول الإمام ابن حجر العسقلاني، فينبغي على المسلم أن يؤديها ويركز على قراءتها بعد أداء تكبيرة الإحرام وقبل قراءة الفاتحة.
2. الصيغة الثانية:
أن يقول المصلي بعد تكبيرة الإحرام كما قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم- إذا قام إلى الصلاةِ: «وجَّهتُ وجهي للذي فطر السماواتِ والأرضِ حنيفًا وما أنا من المشركين، إنَّ صلاتي ونسُكي ومحيايَ ومماتي لله ربِّ العالمين لا شريك له وبذلك أُمِرتُ وأنا من المسلمِين، اللهمَّ أنت الملكُ لا إله إلا أنت أنت ربى وأنا عبدُك، ظلمتُ نفسى واعترفتُ بذنبى، فاغفرْ لى ذنوبى جميعًا إنه لا يغفر الذنوبَ إلا أنت، واهدِني لأحسنِ الأخلاقِ لا يهدي لأحسنِها إلا أنت، واصرِفْ عني سيِّئَها لا يصرفُ عني سيِّئَها إلا أنت، لبَّيك وسعدَيك، والخيرُ كلُّه في يدَيك، والشرُّ ليس إليك، أنا بك وإليك، تباركتَ وتعالَيتَ، أستغفرُك وأتوبُ إليك».
وإذا ركع قال: «اللهمَّ لك ركعتُ وبك آمنتُ ولك أسلمتُ خشع لك سمعي وبصَري ومُخِّي وعظْمي وعصَبي وإذا رفع قال: اللهمَّ ربَّنا لك الحمدُ ملءَ السماواتِ وملءَ الأرضِ وملءَ ما بينهما وملءَ ما شئتَ من شيءٍ بعدُ، وإذا سجد قال: اللهمَّ لك سجدتُ وبك آمنتُ ولك أسلمتُ، سجد وجهي للذي خلقَه وصوَّره، وشقَّ سمعَه وبصرَه تبارك اللهُ أحسنُ الخالقِين، ثم يكون من آخرِ ما يقولُ بين التشهُّدِ والتَّسليمِ: اللهمَّ اغفرْ لي ما قدَّمتُ وما أخَّرتُ وما أسررتُ وما أعلنتُ وما أسرفتُ وما أنت أعلمُ به مِنِّي أنت المُقدِّمُ وأنت المُؤخِّرُ لا إله إلا أنتَ).
الصيغة الثالثة:
وهذه الصيغة الأكثر شهرةً بين الناس وربما هي الأكثر تداولًا في الصلاة، وصيغتها فيما روي في الصحيح أن عمرَ بنَ الخطابِ كان يَجْهَرُ بهؤلاء الكلماتِ يقولُ: (سبحانَك اللهمَّ وبحمدِك، تباركَ اسمُك، وتعالى جدُّك، ولا إلهَ غيرُك)
والمسلم مُخير بقراءة أي الصيغ الواردة عن النبي -صلى الله عليه وسلم- لدعاء استفتاح الصلاة بعد تكبيرة الإحرام، فإن التزم بواحدة من بين تلك الأذكار فلا شيء عليه، والأفضل والأقرب للكمال والأزيد في الأجر أن يبدل بين تلك الصيغ من وقت لآخر، فيجمع الخير كله.
اقرأ أيضًا: دعاء الاستفتاح في الصلاة .. الأزهر يوضح آراء الأئمة الأربعة في صيغته وحكمه
معنى تكبيرة الإحرام:
تكبيرة الإحرام تعني: قول المصلي عند افتتاح الصلاة (الله أكبر)، أو هي: كل ذِكرٍ يُصبح به المُصلي شارعًا في الصلاة وداخلًا فيها، فتكبيرة الإحرام هي تلك الألفاظ التي ينطق به المصلي ليُعلن دخوله في الصّلاة ويُعلن البدء بها، ولها ألفاظ خاصة لا تصحُّ إلا بها وهو قول المصلي: (الله أكبر).
هيئة تكبيرة الإحرام:
لتكبيرة الإحرام عدة هيئات، وقد اختلف الفُقهاء في الهيئة المجزئة لها، وبيان أقوالهم فيما يلي:
1. يرى جمهور الفقهاء (المالكية والشافعية والحنابلة) أن هيئة تكبيرة الإحرام هي: أن يقول المسلم إذا وقف لأداء الصلاة معلنًا افتتاحها فيقول: (الله أكبر) بعد أن يرفع يديه حذو منكبيه أو حذو شحمتي أذنيه.
2. يرى فقهاء الحنفية أن تكبيرة الإحرام لا يشترط لصحتها أن تكون بلفظ (الله أكبر) بل هي عندهم تصح، وتجوز بأي لفظٍ آخر، ما دام القصد منه إعلان البدء بالصلاة وافتتاحها.
حكم تكبيرة الإحرام:
أجمع الفقهاء على أن تكبيرة الإحرام ركن لازم من أركان الصلاة، فلا تصح الصلاة لمن لم يستفتح صلاته بها، ومما أجمع عليه الفقهاء أن افتتاح الصلاة إنما يكون بذكر اسم الله -سبحانه وتعالى- بينما اختلفوا في اللفظ الصادر عن المصلي لافتتاح الصلاة على ما تم بيانه سابقًا؛ وقد وردت مجموعة من النصوص النبوية الصحيحة التي تؤيد إجماع الفقهاء على ركنية تكبية الإحرام وعدم جواز الصلاة بدونها، ومن تلك النصوص ما رواه أبو داود من أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (مِفتاحُ الصلاةِ الطُّهورُ وتحريمُها التَّكبيرُ وتحليلُها التَّسليمُ).
تكبيرة الإحرام:
تعد تكبيرة الإحرام واجبة، وأحد أركان الصلاة، وفرض من فروضها، حيث لا تصح الصلاة دونها، علمًا أنها عرفت بهذا الاسم لأنها تُحرم على المصلي ما كان حلالًا له قبلها من مفسدات الصلاة، مثل الأكل، والشراب، وغيره، ولا بد من الإشارة إلى أنّه لا تنعقد الصلاة في حال تركها سهوًا أو عمدًا، وكشرعها الله تعالى لجعل المصلي يستحضر عظمة الله حين يقف بين يديه، فيستحي أن ينشغل بغير صلاته، ويخشع له، ويستحضر عظمته، وفيما يأتي نوضح شروطها وما يقال بعدها.