دار الإفتاء.. حكم الشرع في كشف وجه الميت بعد التكفين وتقبيله لتوديعه
كتب أحمد عبداللهوردت أحد الأسئلة من أحد المتابعين، عبر موقع دار الإفتاء المصرية، يتساءل فيه على حكم الشرع في كشف وجه الميت، وتقبيله لتوديعه، وهل هذا صحيح بعد التكفين؟
وجاءت الإجابة من الأستاذ الدكتور شوقي إبراهيم علام، مفتي الديار المصرية، على هذا السؤال، حيث أكد بأنه قد ورد في السنة النبوية ما يفيد مشروعية كشف وجه الميت بعد التكفين لتقبيله وتوديعه، ممن يجوز لهم تقبيله مثل الزوجة أو الأم أو الأخت أو البنت، فقعن السيد عائشة رضي الله عنها قالت: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ قَبَّلَ عُثْمَانَ بْنَ مَظْعُونٍ وَهُوَ مَيِّتٌ" أخرجه عبد الرزاق في "المُصنَّف"، وأبو داود الطيالسي وإسحاق بن راهويه والإمام أحمد في "مسانيدهم"، وأبو داود والترمذي وابن ماجه في "سننهم"، وقال الترمذي: حسن صحيح، والحاكم في "المستدرك" وصحح إسناده، وأبو نُعيم في "الحلية"، والبيهقي في "السنن الكبرى".
وتابع علام، استكمالاً لاجابته: "عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: "ُصِيبَ أَبِي يَوْمَ أُحُدٍ، فَجَعَلْتُ أَكْشِفُ الثَّوْبَ عَنْ وَجْهِهِ وَأَبْكِي، وَجَعَلُوا يَنْهَوْنَنِي، وَرَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ لَا يَنْهَانِي، قَالَ: وَجَعَلَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ عَمْرٍو تَبْكِيهِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «تَبْكِيهِ أَوْ لَا تَبْكِيهِ، مَا زَالَتِ الْمَلَائِكَةُ تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رَفَعْتُمُوهُ» متفقٌ عليه.
موضوعات ذات صلة
- أسرار الصلاة التفريجية التي تنحل بها العقد وتنفرج بها الكرب وتقضي بها الحوائج.. وهل هي بدعة؟
- الإفتاء: مصر محروسة بحفظ الله رغم حقد الطامعين (فيديو)
- دار الإفتاء تؤكد حفظ الله لمصر رغم طمع الطامعين ومكر الماكرين
- الإفتاء: الشعب على دراية بكل ما يحاك ضد الدولة المصرية
- هل يجوز إعطاء الزكاة للأهل والأقارب؟
- الإفتاء: العلاقات الزوجية تقوم على المودة والرحمة
- دار الإفتاء توضح شرعية بناء مسجد على أرض زراعية بالتحايل على القانون
- حدود الاستمتاع بين الزوجين أثناء الحيض
- لماذا يفتح الميت عينيه أثناء الغسل.. وهل يشعر بكل ما يدور حوله؟
- دار الإفتاء: لا تحزن إذا كذبك الناس لهذا السبب
- هل يجوز الدعاء للميت غير المسلم ؟
- كثرة الدعاء.. الإفتاء توضح أحب الأعمال في يوم عرفة
وأستكمل مفتي الديار مستشهداً أيضاً: "عن عائشة رضي الله عنها قالت: أَقْبَلَ أَبُو بَكْرٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ عَلَى فَرَسِهِ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنْحِ حَتَّى نَزَلَ، فَدَخَلَ المَسْجِدَ، فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا، فَتَيَمَّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ وَهُوَ مُسَجًّى بِبُرْدِ حِبَرَةٍ، فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ، ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ، فَقَبَّلَهُ، ثُمَّ بَكَى، فَقَالَ: "بِأَبِي أَنْتَ يَا نَبِيَّ اللهِ، لَا يَجْمَعُ اللهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ، أَمَّا المَوْتَةُ الَّتِي كُتِبَتْ عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّهَا" أخرجه الإمام البخاري في "الصحيح"، وبوّب عليه بقوله: (باب الدخول على الميت بعد الموت إذا أُدرج في أكفانه).
وأضاف علام، بأن العلماء متفقون تماماً على جواز الدخول على الميت بعد سواء قبل الغسل أو بعده، وقبل التكفين وبعده، وتقبيله وتوديعه، لمن يحق لهم ذلك، حيث قال الإمام بدر الدين العيني الحنفي في "البناية شرح الهداية: "فإن قيل: إنَّ النبي صلى الله عليه وآله وسلَّم قبَّل عثمان بن مظعون رضي الله عنه بعد ما أدرج في الكفن، وقبَّل أبو بكر رضي الله عنه بين عيني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم بعد ما أدرج في الكفن. قلنا: هذا ضرب الشفقة أو التعظيم، والموت لا ينافيه" اهـ.