أرمينيا وأذربيجان.. حرب عالمية ثالثة بدأت منذ 100 عام
كتب أحمد المالحبعد مرور قرن على المعركة الأولى المتجددة بين أرمينيا وأذربيجان، اشتعلت مناوشات جديدة أمس راح ضحيتها عشرات القتلى والمصابيين إلى جانب خسائر العتاد، أعلن على إثرها رئيس اذربيجان الحرب على الدولة المجاورة، التي لم يلبث رئيس وزراؤها أن قام بالتعبئة العامة وفرض الأحكام العرفية على خط المواجهة.
“ناغورنو كاراباخ” منطقة حدودية ويُعترف دوليًا بكونها جزء من أذربيجان، إلا أنها تخضع لسيطرة الأرمن، وهي سبب الحرب الدائرة التي تتجدد بين حين وآخر، وذلك منذ انهيار النظام القيصري في روسيا وتولى البلشفيون زمام الأمور إبان ثورة نوفمبر 1917، فتكونت الجمهورية الترانسقوقازية الديمقراطية والتي تكونت من استقلال الأرمن والأذربيجانيون والجورجيون.
موضوعات ذات صلة
- أرمينيا: نستخدم أسلحة ذات تدمير واسع في الحرب ضد أذربيجان
- ميركل تدعو أرمينيا وأذربيجان لوقف إطلاق النار
- أحمد موسى يشن هجوما على أردوغان: دائما ينفخ في نار الحروب
- أذربيجان تطالب بقرارات أممية لتسوية الصراع مع ارمينيا
- أرمينيا تفرض حظرا على سفر المواطنين الذكور دون موافقة مسبقة
- وزارة الدفاع الأرمينية تعلن التصدى لهجوم أذربيجانى وتدمير 22 دبابة و10 عربات مصفحة
- الرئاسة الأذربيجانية تدعو أرمينيا إلى التخلي عن موقفها العدائي
- أرمينيا: تركيا تدعم أذربيجان في هجومها على ناغورنو كاراباخ
- الاتحاد الأوروبي يدعو إلى تجنب اندلاع حرب بين أرمينيا وأذربيجان
- التعاون الإسلامي: ندعو للحوار لحل أزمة أرمينيا وأذربيجان
- السعودية تحث أرمينيا وأذربيجان على وقف إطلاق النار
- تركيا تواصل معاداة جيرانها وتعلن الانضمام لأذربيجان ضد أرمينيا
بعد أقل من عام، لم تستطع الأطراف الثلاث الاتفاق حول مباديء الدولة الناشئة، فاستقلت جورجيا ثم أرمينيا وأذربيجان، لتبدأ المواجهات المسلحة بينهما حول ترسيم الحدود، وتمكنت أرمينيا من الاقتراب من “شوشا” عاصمة منطقة “كارباخ” محل الصراع، وأجبرتها بريطانيا على وقف النزاع وترك الأمر لبحثه في مؤتمر باريس للسلام المنعقد إثر سقوط الدولة العثمانية.
بدأت المفاوضات التي هدفت للصلح، لكن تعكر صفوها حين قامت أذربيجان بتطهير عرقي بعاصمة “كارباخ” في عام 1920 نتج عنها مئات القتلى الأرمن، ما أدى لاجتياح السوفيت للمنطقة وضم الدولتين الحديثتين للمتلكاتها، فكان ذلك بمثابة النهاية المؤقتة، التي بدأت بتصويت من المسؤولين السوفيت لضمن منطقة النزاع إلى أرمينيا نظرا لأن الأرمن يشكلون 94% من السكان، إلا أنهم تراجعوا عن ذلك لتطبيق مبدأ “فرق تسد” بتمكين أذربيجان من المنطقة ليبقى التوتر والنزاع بينهم مصدرًأ للإلهاء عن مشاكل الاتحاد السوفيتي.
رغم تمرير قرار يقضي بانضامها لأرمينيا قبل تفكك الاتحاد السوفيتي ، فقد تمتعت “كارباخ” بحكم ذاتي وأعلنت انفصالها عن أذربيجان واندلعت حرب راح ضحيتها 30 ألف قتيل، لم تتوقف إلا بعد اتفاق وقف إطلاق النار 1994.
اتفاقيات ومؤتمرات عالمية عملت على تهدئة الصراع بين الدولتين إلا أنها لم تضع نهاية جذرية، ففي عام 2016 تجددت المعارك الدامية وراح ضحيتها أكثر من 100 شخص، وتجدد ذلك مرة أخرى يوليو الماضي، قبل إعلان الحرب أمس من أجل فرض السيطرة على إقليم يعتبر بوابة أوربا في آسيا.
الحرب التي بدأت قبل 100 عام، تنذر بقيام حرب عالمية ثالثة، حيث ظهر على الساحة أدوار لدول أخرى، منها من يبحث عن موطئ قدم في إقليم القوقاز مثل تركيا التي قد تسعى من خلال دعمها لأذربيجان إلى الضغط على روسيا في ملفات سوريا وليبيا، وعلى جانب آخر تقف إيران بجانب أرمينيا، أما روسيا فكلتا الدولتين كانتا جزء منها حتى سنوات قليلة مضت.