فقأ له عينه.. لماذا ضرب سيدنا موسى ملك الموت؟

نبي الله موسي-عليه السلام- هو أحد أُولي العزم من الرُّسل ،و قد اختاره الله- سبحانه وتعالي - وفضّله على كثير من عباده برسالته وبكلامه فقد قال الحق -عزّ وجلّ- في كتابه الكريم في الآية 144 من سورة الأعراف : (قالَ يا موسى إِنِّي اصطَفَيتُكَ عَلَى النّاسِ بِرِسالاتي وَبِكَلامي فَخُذ ما آتَيتُكَ وَكُن مِنَ الشّاكِرينَ) ، كما أن لسيدنا موسي منزلةً عظيمةً عند الله - سبحانه تعالى-؛ إذ قال في سورة الأحزاب : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ آذَوْا مُوسَى فَبَرَّأَهُ اللَّـهُ مِمَّا قَالُوا وَكَانَ عِندَ اللَّـهِ وَجِيهًا) ، وقد اصطفاه الله -تعالى- من بين الرُّسل؛ بتكليمه إيّاه ؛ قال -تعالى-: (وَكَلَّمَ اللَّـهُ مُوسَى تَكْلِيمًا).

وقد وردت قصة نبي الله موسى في القرآن في مواضع كثيرة ، وتحدث القرآن الكريم باستفاضة عن قصته من مولده ونشأته في مصر، وقصته مع الفرعون ، وقصته مع بني إسرائيل وكل الأحداث التي مر بها في حياته ، ولكن لم يتعرض القرآن الكريم لوفاته ، ولكن السنة النبوية المطهرة تعرضت للأمر ، حيث ورد حديث نبوي شريف في صحيحي البخاري ومسلم تحدث عن وفاة نبي الله موسى ، وحدث خلاف كبير بين العلماء حول هذا الأمر.

وتقول الرواية الواردة في السنة عن وفاة نبي الله موسى ، أن الله -سبحانه وتعالى- أرسل ملك الموت إلى النبي موسى -عليهما السلام- فحين ذهب ملك الموت إليه ، فضربه سيدنا موسي وفقأ عينه ، فعاد ملك الموت إلى الله -عز وجل- وقال له : أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت ، فأمره الله- سبحانه وتعالى - أن يعود الى موسى ، فيقول له أن يضع يده على ظهر ثور ، وبكل شعره تغطيها يده ستضاف سنة الي عمره ، لكن نبي الله موسى سأل ملك الموت : ثم ماذا ؟؟

فأجابه ملك الموت قائلًا : الموت.

فاختار نبي الله موسي الموت وقبضت روحه.

وكان نص الحديث الذي رواه البخاري ومسلم في صحيحيهما :

"عن أبي هريرة قال: أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام، فلما جاءه صكه ففقأ عينه، فرجع إلى ربه فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت، قال: فرد الله إليه عينه وقال: ارجع إليه فقل له يضع يده على متن ثور فله بما غطت يده بكل شعرة سنة، قال: أي رب ثم ماذا؟ قال: ثم الموت، قال: فالآن، فسأل الله أن يدنيه من الأرض المقدسة رمية بحجر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فلو كنت ثم لأريتكم قبره إلى جانب الطريق تحت الكثيب الأحمر.

وعن هذه الرواية تحدث الشيخ "علي جمعة" مفتي الديار المصرية السابق ، فقال إن الله -سبحانه وتعالى- تشريفًا للأنبياء وتكريمًا لهم ، كان يرسل لهم ملك الموت قبل أن يقبض أرواحهم بفترة ؛ ليخبرهم أنه سيقبض روحهم وليعلمهم موعد ذلك ، ولكن حين جاء إلي موسي-عليه السلام- وطرق عليه الباب ، ففتح له موسي ، فقال له ملك الموت : أجب داعي الله ، فظن سيدنا موسى أنه سيقتله أو يعتدي عليه ؛ لأن ملك الموت جاءه في صورة بشر فلم يكن نبي الله يعرف أنه ملك الموت ، كما أن موسى لم يأتيه خبر أن الله أمر بقبض روحه ، بالإضافة إلي أنه كان هناك أناس كثيرون يتربصون بموسى سواء من آل فرعون أو من بعض القبائل المعادية له أو حتى من بني إسرائيل أنفسهم ، فظن نبي الله أن هذا الرجل أحدهم ، فلم يكن منه إلا أن وكزه ففقأ عينه.

فصعد ملك الموت إلي المولي -عز وجل - وقال له ارسلتني لمن فقأ عيني ، فرد الله -سبحانه وتعالى - عليه عينه ، وأمره الله- سبحانه وتعالى - أن يعود الى موسى ، فيقول له أن يضع يده على ظهر ثور ، وبكل شعره تغطيها يده من الثور ستضاف سنة الي عمره .

فعاد ملك الموت لنبي الله وأخبره بأمر الله لكن نبي الله موسى سأل ملك الموت : ثم ماذا بعد ذلك ؟؟

فأجابه ملك الموت: ثم الموت .

فقال له نبي الله موسى : بل الآن .

فقبض ملك الموت روحه.

وعلق الشيخ "علي جمعة " علي أن بعض الناس يحاولون أن يشككوا في هذه الراوية عن طريق انهم يقولون كيف لموسي أن يفقأ عين ملك الموت ؟!!

ولكن الشيخ أوضح علي أن ملك الموت حين جاء لموسي جاءه في صورة بشر ولم يأته في الصورة الملائكية.