لماذا جمع القرآن الكريم بين المطلق والمقيد؟
محمد عبداللهعلى الرغم من أن المطلق والمقيد في القرآن الكريم يختلافان من حيث الأحكام والمعاني وأسباب ودواعي التفسير، إلا أن ذلك لا يمنع في نفس الوقت من أن نجمع بين المطلق والمقيد فيما يتعلق بالتأثير في نفوس المسلمين فقد بلغ تـأثير القرآن الكريم مبلغاً كبيراً في تأثيره على النفوس والقلوب، حيث له القدرة على الاستيلاء على قلوب المخاطبين وهذا لا يختص بالأنصار دون الخصوم، ولا بمحالفيه دون مخالفيه وأيضاً قد كان له تأثير قوي في الأعداء كما أثر في الأتباع.
فسواء من خلال المطلق أو المقيد في القرآن الكريم فإن اتباع كل آيات القرآن الكريم بما فيها من مطلق أو مقيد هو الدليل لعموم المسلمين لمساعدة الناس على الخروج من الظلمة والجهل والانحرافات والكفر إلى النور والإيمان بالله سبحانه وتعالي، وجاءت الآيات التي ينطبق عليها وصف المطلق في القرآن الكريم حتى تتناسب الأحكام الشرعية المستنبطة من القرآن الكريم مع ما يجد من شئون الحياة وما يوصف بأنه من فقه النوازل . أما غير ذلك من الآيات ظنية الدلالة فهى ما تعطي فرصة للمجتهدين الذين يملكون مؤهلات الاجتهاد وأدواته فى الاجتهاد مع ما يدخل تحت باب الآيات ظنية الدلالة ، ويمكن لهم أيضًا أن يختلفوا فى الحكم المستنبط منه من باب التيسير على المكلفين ومراعاة أحوالهم، وذلك لورود النص بصيغ لغوية تقبل تعدد المعانى المستفادة منها، ومساعدة المجتهدين على الاجتهاد. وقد استخدم المولى سبحانه وتعالى المطلق والمقيد من آيات القرآن الكريم لما في ذلك من أحكام شرعية واستنباطية فضلا عن وأثر ذلك في نفوس المستمعين، فإن المتدبر للقرآن الكريم يجد أنه قد اتخذ المطلق والمقيد سبيلاً لتحقيق مبادئه والوصول إلى أهدافه وغاياته لذا فهو ملئ بالعديد الآيات المطلقة والآيات المقيدة، وعلى هذا قد اتبع القرآن الكريم منهج الإطلاق والتقييد بما يتناسب مع التغيير الذي يطرأ على ظروف المسلمين في كل زمان ومكان التي في حاجة دائمة إلى كلاً منهما وذلك من حيث الإطلاق أو التقييد، وبما يتناسب مع ظروف العصر الذي يعيشه المسلمون