ليالي الحلمية.. ملحمة درامية صنعها الشعب المصري بقلم أسامة أنور عكاشة
محمد شوقي«ليالى الحلمية» هذا العمل الذى يؤرخ لفترة هامة من تاريخ الحى الشهير "الحلمية" الذى بدأ سيرته بأنه كان حى يجمع البشوات والبهوات، وعنوان للطبقة الأرستقراطية، إلا أنه سرعان ما تغير الوضع مع مرور السنوات وتحول إلى حى شعبى يعيش به البسطاء.
ويُعد مسلسل «ليالي الحلمية» بأجزاءه الخمسة، واحدًا من أهم مسلسلات رمضان في التليفزيون المصري علي الإطلاق.
بدأ بخمس حلقات كتبها مؤلفه أسامة أنور عكاشة، الذي أصبح فيما بعد من أهم و أبرز مؤلفي الدراما العربية كانت فكرة المسلسل بسيطة و هي سرد حياة المصريين في مختلف طبقاتهم الاجتماعية خلال فترة الملكية، لكن الفكرة اتسعت و الخمس حلقات أصبحت 18 حلقة والنجوم في المسلسل يزدادوا حتي نجح المسلسل نجاحًا لم يتوقعه صانعه ويذكر أن وقت هذا المسلسل كانت المقاهي محجوزة والمارة في الشارع قليلون للغاية.
موضوعات ذات صلة
- دراما رمضان صانعة النجوم.. الفخراني والسعدني وزكي أبرز إنتاجها
- محمود العراقي.. تخرج في أول دفعة بمعهد الفنون السينمائية.. ووَزَعَ الشربات على جيرانه بعد العمل مع شادية
- صحافة بكرة| السيسي يُكرم العمال في عيدهم .. وقمة مصرية يونانية قبرصية بالإسكندرية
- صحافة بكرة| زهور السيسي على قبر السادات في عيد تحرير سيناء.. والكهرباء تتوسع
بالطبع هناك اتباط قوي بين الدراما والناس، فلم تكن هناك فواصل إعلانية نهائي و إعادة للحلقات و لا إذاعتها علي قنوات أخري و لم يكن قد ظهر مواقع الفيديوهات الشهيرة وعلى رأسهم «يوتيوب»، فكان موعد الحلقة أحد طقوس حياة المصريين في ذلك الوقت.
كان أبطال الجزء الأول يحيى الفخراني و حسن يوسف و صفية العمري و سهير المرشدي و فردوس عبد الحميد و صلاح السعدني
ثم جاء الجزء الثاني في العام التالي 1988 ليكون أنجح و أقوي من الجزء الأول وهو نادراً ما يحدث فظهر فيه الأبناء آثار الحكيم و ممدوح عبد العليم و هشام سليم و شريف منير، فأصبح هناك نسيجًا دراميًا جديدًا موازيًا للنسيج الدرامي الأول و تفاعل الجمهور وارتبط كثيرًا به.
حتي جاء الجزء الثالث لتختفي فيه النجمة آثار الحكيم و تكون بدلاً منها النجمة إلهام شاهين، في دور (زهرة سليمان غانم) واستطاع أسامة أنور عكاشة، أن يجعل الناس ترتبط أكثر وأكثر بالمسلسل في كل أجزائه حتي وصل للجزء الخامس.
ويذكر أن مسلسل ليالي الحلمية كان له السبق في جعل مسلسلات كثيرة فيما بعد تكون بأجزاء متعددة و كذا في عدد الحلقات حيث وصل حلقات الجزء الرابع إلى 43 حلقة والجزء الخامس 44 حلقة، في سابقة لم تحدث في تاريخ الدراما الرمضانية من قبل و بالتالي أصبحت فيما بعد مسلسلات رمضان بهذا الكم من الحلقات.
تميزت ليالي الحلمية، بتتر المقدمة و النهاية الذي ارتبط في أذهان أجيال متعاقبة من الثمانينات وحتي بداية 2000، بصوت محمد الحلو العذب و كلمات سيد حجاب المعبرة عن النفس و موسيقي ميشيل المصري التي تلتحم في الوجدان فأصبحت أيقونة بداخل أجيال كثيرة.
كما تميز العمل الدرامي، بسرد أحداث مصر و العالم العربي من حولها من فترة الملك فؤاد، حتي فترة الرئيس الأسبق حسني مبارك وتخلل المسلسل الأحداث الاقتصادية والسياسية والفنية وكذا المواقف الوطنية لأهل مصر البسطاء فقد دمج أسامة أنور عكاشة بمنتهى البراعة تفاعل الحارة المصرية مع سكان القصور وإلتحام ولاد البلد مع البهوات والباشوات في المواقف الوطنية المختلفة.
حتي قصص الحب لم تخلو من أحداث الليالي، فكان قصة حب بين زينهم السماحي ابن البلد و سماسم العالمة و قصة حب علي البدري و زهرة سليمان غانم وغيرها من قصص الحب خلال أحداث الخمس أجزاء.
وتتطرق المسلسل للتطورات التي طرأت علي المجتمع المصري بعد الانفتاح الاقتصادي والتغيرات التي أصابت الأخلاق و المبادئ الأساسية في المجتمع و قلب الموزاين وتفرد التجار ورجال الأعمال علي وجه مصر.
وانتهى المسلسل في جزءه الخامس، برسالة للجمهور أن الأحداث ستظل و الليالي لا تنتهي.
وسيظل هذا العمل الأسطوري بكل مافيه من ممثلين و أحداث و حلقات عالقة في أذهان أجيال متعاقبة خمس أجزاء في مسلسل شامل كامل عن احداث مصر في 70 سنة ماضية جمعت الأسرة المصرية بل و العربية علي مائدة رمضان