أمام زوجها.. إعدام مغتصب سيدة الإسماعيلية في المقابر

60 يوما مرت على واقعة اغتصاب سيدة أمام زوجها الذي كان عاجزا عن حمايتها بعد تقييده بمقابر مدينة الإسماعلية .. 60 يوما مرت لتصل القضية إلى محطتها الأخيرة ويلقى الجناة عقابهم.

أصدرت محكمة الجنايات، اليوم، حكما بإعدام المتهم الرئيسي، وبمعاقبة 3 متهمين آخرين عاونوه، بالسجن 10 سنوات لكل منهم، وبهذا الحكم تتبقى خطوة واحدة على تنفيذ الحكم، وهي إقرار محكمة النقض للحكم، بعد طرح الطعن المقدم من المتهم، على بساط بحثها، خلال شهرين من اليوم الإثنين.

الواقعة التى جرت أحداثها في منتصف أكتوبر الماضي، بمنطقة المقابر بمنطقة قسم ثان الإسماعيلية، شهدت تفاصيل مؤلمة ملخصها أن الزوج عجز عن إنقاذ زوجته من براثن الجاني بعد تقييده في جذع شجرة، للحيلولة دون المقاومة أثناء تنفيذ فعلتهم.

تعود القصة إلى زوج يعمل فى جمع المخلفات مستعينا بدراجة نارية "تروسيكل" وذلك لكسب قوت يومه، إلا أنه فوجئ بسرقته، فبدأ في البحث عنه، وأبت زوجته ألا تتركه وحيدا فرافقته في مشوار البحث عن مصدر رزقهما، وفوجئ باتصال من أحد الجناة يخبره أن التروسيكل عنده، وطلب منه مبلغ 2000 جنيه لإعادته له.

وفى المقابر يعيش 4 مسجلين خطر.. يتخذونها سكنا لهم ومخزنا لمتحصلات جرائم سرقتهم ومكانا آمنا لتعاطي المخدرات بعيدا عن أعين الناس وبجوار أموات لا يحركون ساكنا ولا يشكون، أكبرهم مسجل خطر سبق اتهامه فى 37 قضية متنوعة والبقية على شاكلته.. لمح أحدهم الزوج وزوجته المجني عليها فى المقابر يبحثون عن ضالتهم.. أخبر رفاقه بما رأى، فترصدوا لهما، وقطعوا عليهما الطريق بشكل مفاجئ، وبدأوا التفاوض فى إعادة التروسيكل المسروق، وفجأة أشهروا الأسلحة البيضاء.

المفاجأة وقعت على الزوجين كالصاعقة.. لم يستوعبا ما حدث ولم يدركاه إلا بعدما التف 3 من الجناة على الزوج وشلوا حركته وقيدوه فى جذع شجرة، طالبين منه التزام الصمت، بينما توجه المتهم الرئيسي لزوجته، وطرحها أرضا وواقعها كرها عنها، أمام أعين زوجها الذي لم يقو على الحركة.. بدأ الزوج فى الصراخ طالبا منهم قتله وعدم التعرض لزوجته، ولم يستجب له أحد.

انتهى الجاني الرئيسي من فعتله، ولاذوا جميعهم بالهرب من المكان، وبدأ الزوج يهدأ من روع زوجته، فحملها على كتفيه وأسرع فى طريق الخروج من المقابر، وتوجه إلى قسم الشرطة وأبلغ عن الواقعة.

تلقى اللواء علاء الدين سليم، مساعد أول وزير الداخلية لقطاع الأمن العام، إخطارا بالحادث، فأمر بتشكيل فريق بحث لسرعة تحديد وضبط المتهمين.. ساعات قليلة وتمكنت الشرطة من تحديد هوية الجناة، وتمت مباغتتهم أثناء تعاطيهم المواد المخدرة، وألقت القبض عليهم.

واجهت الشرطة الجناة بما ذُكر فى بلاغ الزوجين المجني عليهما، كما واجهتهم بما أسفرت عنه التحريات، فاعترفوا تفصيليا بارتكاب الواقعة، حيث أكد الجاني الرئيسي أن لم يكن فى وعيه إثر اعتياده تعاطي المواد المخدرة داخل المقابر.

وأكد الجناة الثلاثة الآخرين، أن الأول هو من اغتصب السيدة أمام زوجها، بينما تولوا هم مهمة تقييد زوجها وشل حركته لمنع أي مقاومة منه، وأجروا محاكاة للواقعة فى مكانها، بحضور ممثل النيابة العامة.

بدأت النيابة التحقيق مع المتهمين، الذين اعترفوا تفصيليا خلال التحقيقات، كما اعترفوا في جلسات تجديد حبسهم، وأمرت النيابة بإحالتهم للمحاكمة الجنائية العاجلة.. ومثُل المتهمون أمام محكمة الجنايات برئاسة المستشار محمد نصر الدين بركات وعضوية المستشارين محيي الدين إسماعيل ومحمد الصواف ومحمود مجدى بحضور محمود نصر محمود وكريم همام وكلاء النائب العام بالإسماعيلية، وأمانة سر محمد عبدالستار.

وبتاريخ 11 نوفمبر الماضي، أمرت المحكمة بإحالة أوراق الأول "مغتصب السيدة" للمفتي لأخذ الرأي الشرعي في إعدامه، وحددت جلسة اليوم الإثنين للنطق بالحكم بعد وصول رأي المفتي، وبتاريخ اليوم، قضت المحكمة بإعدام الأول وبمعاقبة المتهمين الـ 3 الآخرين بالسجن 10 سنوات لكل منهم.. لتعلن قصاصا عادلا وتضمد جراح الزوجين بعد 60 يوما من حادث خلّف جراحا عميقة فى نفسيهما.