تفاصيل 60 دقيقة في مجلس النواب.. الرئيس يتطلع.. «النواب» يبايع.. والتفاؤل يسود

في يوم تاريخي لم تشهده البلاد منذ 13 عامًا، أدى الرئيس عبد الفتاح السيسي، اليوم السبت، القسم الرئاسي الأول أمام أعضاء مجلس النواب بعد ثورة 25 يناير، بحضور رئيس الحكومة شريف إسماعيل، وأعضاء حكومته بالكامل، وكبار رجال الدولة.

ويرصد «السُلطة» فعاليات اليوم التاريخي لأداء الرئيس عبد الفتاح السيسي اليمين الدستورية تحت قبة البرلمان:

كان في استقبال الرئيس عبد الفتاح السيسي كلًا من الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، ووكيلي المجلس السيد الشريف وسليمان وهدان، وتوسطهم المستشار أحمد سعد الدين، الأمين العام للبرلمان، واستعرض الرئيس السيسي، حرس الشرف، وعزفت الموسيقى العسكرية السلام الوطني لجمهورية مصر العربية.

واستقبل الرئيس عبد الفتاح السيسي، فور وصوله، شيخ الأزهر فضيلة الإمام الاكبر أحمد الطيب، والبابا تواضروس الثاني، بابا الإسكندرية وبطريرك الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، والفريق اول صدقي صبحي، وزير الدفاع والإنتاج الحربي.

واتجه الرئيس السيسي بعد ذلك لاستراحة رئيس الجمهورية بالبرلمان لمدة 7 دقائق، بعدها دخل الدكتور علي عبد العال، رئيس مجلس النواب، إلى قاعة الجلسة وافتتح الجلسة بعبارته المعتادة «بسم الله نفتتح الجلسة»، وتوجه الرئيس للقاعة، وفور دخوله نهض جميع النواب والوزراء والشخصيات العامة من مقاعدهم للتصفيق له أثناء عزف السلام الجمهوري.

وبعد ذلك تلى الدكتور علي عبد العال، قرار الهيئة الوطنية للانتخابات بشأن فوز الرئيس السيسي بانتخابات الرئاسة، ثم أعلن وفقًا لنص المادة 144 من الدستور بإن على الرئيس عبد الفتاح السيسي، أداء اليمين الدستورية أمام النواب، باعتبارهم ممثلين عن الشعب، وتنص المادة على أنه «يشترط أن يؤدي العضو أمام مجلس النواب، قبل أن يباشر عمله، اليمين الآتية «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه».

وأدى الرئيس عبد الفتاح السيسي اليمين وفق المادة 144 من الدستور: «أقسم بالله العظيم أن أحافظ مخلصًا على النظام الجمهوري، وأن أحترم الدستور والقانون، وأن أرعى مصالح الشعب رعاية كاملة، وأن أحافظ على استقلال الوطن ووحدة وسلامة أراضيه»، وسط تصفيق حار من أعضاء مجلس النواب وصيحات البرلمانيين قائلين: «تحيا مصر تحيا مصر بيك يا ريس»، «تحيا مصر عاشت مصر بك ومن أجلك»، وأطلقت المدفعية 21 طلقة احتفالًا بأداء اليمين الدستورية.

وتزامنًا مع الانتهاء من أداء الرئيس اليمين الدستورية، قامت الطائرات الحربية برسم علم مصر في سماء ميدان التحرير بوسط القاهرة.

وألقى الدكتور علي عبد العال كلمة، أشاد خلالها بإنجازات الرئيس السيسي خلال الفترة الرئاسية الأولى .

وخلال كلمة الدكتور علي عبد العال، وقفت النائبة آمال طرابية موجهة حديثها للرئيس قائلة: «لولا ربنا كرمنا بيك يا ريس كان زمانا لاجئين، ولم يكن لدينا أرض»، متابعة: «ربنا يعزك ويصونك ويخليك لأولادك وللأمة العربية».

واستهل الرئيس عبد الفتاح السيسي، كلمته خلال مراسم اليمين الدستورية بمجلس النواب، بطلبه من النواب الوقوف دقيقة تقديرًا لتضحيات الأمة، قائلًا :«ليس حدادًا على الشهداء فقط، بل تحية تقدير وإعتزاز لكل تضحيات أمتنا العظيمة».

وقال الرئيس عبد الفتاح السيسي، إننا لا نسعى سوى لصالح مصر العزيزة وتحقيق التنمية والاستقرار لها وبناء مستقبل يليق بها، مؤكدًا أن قيادة دولة بحجم مصر أمر عظيم، مضيفًا «وأجدد معكم العهد بأن نواجه التحدي ونخوض معركة البناء».

وأضاف الرئيس السيسي، في كلمته أمام البرلمان: « الأزهر الشريف منبر وسطية الإسلام والكنيسة العريقة رمز السلام والتسامح».

وأكد الرئيس السيسي، أنه يؤمن أن كنز أمتنا الحقيقي هو الإنسان ويجب بنائه بشكل كامل، مشددًا على أن ملفات التعليم والصحة والثقافة على رأس أولوياته.

ووجه كلمته للشعب المصري العظيم بعد آداء اليمين الدستورية بمجلس النواب قائلًا: «دعوني أجدد معكم العقد والعهد بأن نواجه التحدي ونخوض غمار معركتي البقاء والبناء متمسكين بعقدنا الاجتماعي الذي وقعناه سويًا دولةً وشعبًا بأن يكون دستورنا هو المصارحة والشفافية ومبدأنا الأعظم هو العمل متجردين لصالح هذا الوطن، وأن نقتحم المشكلات ونواجه التحديات نحن مصطفون محافظون على تماسك كتلتنا الوطنية حية وفاعلة».

وفي نهاية كلمته ردد الرئيس عبد الفتاح السيسي شعار «تحيا مصر» ثلاث مرات، وطالب نواب المجلس بترديد الهتاف معه، وبعد ذلك أعلن الدكتور علي عبد العال انتهاء الجلسة، ليخرج الرئيس السيسي من القاعة الرئيسية يصاحبه رئيس مجلس النواب.

ومن جانبه أكد سليمان وهدان، وكيل مجلس النواب، أن أداء الرئيس عبد الفتاح السيسي القسم أمام مجلس النواب اليوم لفترة رئاسية ثانية هو يوم تاريخي يعبر عن مدى الاستقرار الموجود في مصر.

وأوضح «وهدان» في بيان صحفي له اليوم، أنه منذ 13 عام لم يقوم أي رئيس مصري بأداء القسم أمام ممثلي الشعب، مؤكدًا أن مصر من خلال قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي عبرت كل الأخطار و العراقيل والمؤامرات التي كانت تستهدف الدولة المصرية.

وشدد وكيل مجلس النواب، على أن الفترة الرئاسية الثانية للرئيس عبد الفتاح السيسي ستشهد تعزيز دور مصر الاقليمي والدولي وحدوث نهضة اقتصادية شاملة في كافة الجوانب، مؤكدًا أن المشروعات الاقتصادية ستؤتي ثمارها خلال الفترة المقبلة.

وقال اللواء سمير فرج، مدير إدارة الشؤون المعنوية السابق، إن الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد في كلمته بعد حلف اليمين الدستورية، اليوم السبت، أن الكنز الحقيقي لمصر هو الإنسان، مشيرًا إلى أن الرئيس يولي منذ فترته الأولى وخلال الثانية اهتمامًا بالتنمية البشرية المتمثلة في التعليم والصحة والثقافة.

وأضاف اللواء سمير فرج، في تصريحات خاصة لموقع «السُلطة»، أن الرئيس السيسي يولي اهتمامًا أكبر، خلال ولايته الثانية، بزيادة الاستثمار في المستقبل القريب للقضاء على البطالة التي تؤثر سلبًا على الطريق الذي رسمه الرئيس والقيادة لمستقبل أفضل سياسيا واقتصاديا لمصر 2020.

ومن جهته قال اللواء محمود منصور، الخبير العسكري ومؤسس المخابرات القطرية، إن كلمة الرئيس عبد الفتاح السيسي، التي أعقبت حلفه اليمين الدستورية، اليوم السبت، كانت كلمة متوقعة ومتزنة ومتفقة مع كل المواطنين في المرحلة القادمة، مشيرًا إلى تأكيد الرئيس وتركيزه على اهتمامه بالصحة والتعليم، للارتقاء بالإنسان المصري.

وأضاف اللواء محمود منصور، في تصريحات خاصة لموقع السُلطة، أن الرئيس السيسي جعل الإنسان على رأس أولويات الدولة في المرحلة القادمة لأنه بالفعل كما قال كنز أمتنا الحقيقي.

ولفت إلى أن الرئيس السيسي تطرق في بداية كلمته بتعهده بالحفاظ على الدستور والقانون، وهو ما يغلق باب التأويلات عن أي تعديل للدستور أو القانون.

وأشار إلى أن الرئيس تناول، في كلمته، الكتلة المصرية وبنائها ووحدتها، لأنها ضمان الاستمرارية وقوة الدولة المصرية، للرد على ما يتناوله البعض من تجار الدين السياسي لشعارات الحرية المستوردة من الغرب والتي تريد تحطيم الدول، مؤكدًا أن مصر بقيادتها وأجهزتها قادرة على التصدي لكل هؤلاء وإفشال مؤامراتهم.

وتابع، أن الرئيس السيسي يبدي احترامه وتقديره لكل مؤسسات الدولة على رأسها مشيخة الأزهر والكنيسة المصرية.

وأكد اللواء محمود منصور، أن تحديات فترة الولاية الثانية أكبر بكثير من الأولى، معللا أن الفترة الأولى كانت بمثابة وضع بذرة الدولة الحديثة، أما الثانية تعتبر فترة رعاية نمو هذه البذور ومتابعة نموها وعطاءها حتى يشعر كل مواطن مصري بالإنجاز الذي تحقق.