بدأت أعراضه بالصفراء.. والد الطفل عبد الله يروي كواليس وفاته:

روى «دسوقي أنور»، والد الطفل «عبد الله»، الذي توفى اليوم الاثنين، بعد خضوعه لعملية زراعة كبد في أحد المستشفيات بالقاهرة، تفاصيل وفاة ابنه متأثراً بإصابته بتليف في الكبد، حيث أكد أنه تلقى اتصالاً من أحد العاملين بالمستشفى، يبلغه بوفاة الطفل، حيث توجه إلى المستشفى على الفور، لإنهاء كافة الأوراق وتصريح الدفن، موضحاً أن ابنه كان يعاني منذ ولادته، بسبب إصابته بتليف في الكبد.

وأضاف والد الطفل «عبد الله»، في تصريحات للسلطة ، قبل قليل، قائلاً: «عند ولادة ابني، كانت نسبة الصفراء عنده كبيرة، وعلى مدار عدة سنوات، توجهنا به إلى عدد طبير من الأطباء، كما ذهبنا إلى معهد الكبد، بس محدش يعرف كان عنده أيه بالضبط، وبعد كده اكتشفنا موضوع إصابته بتليف الكبد»، مشيراً إلى تبرع أولاً بجزء من كبده لإنقاذ ابنه، ولكن فشلت العملية، ثم تبرعت الأم بعد ذلك، وتم إجراء العملية ولكنه توفى بعدها.

كما تحدث الأب عن حالة «عبد الله» قبل وفاته، بقوله: «حالة ابني النفسية كانت صعبة جداً، وأعراض الإصابة بالفشل الكبدي كانت ظاهرة عليه»، مطالباً الجميع بالدعاء له بالرحمة والمغفرة، وأن يصبرهم على فراقه.

ومن جانبه، قال الدكتور أحمد سليمة، خال «عبد الله»، في تصريحات خاصة لـ«الوطن»، إن قصة وفاة ابن شقيقته هي قصة إنسانية، مشيراً إلى أن الأطباء شخصوا حالته في بداية الأمر، على أنه مصاب بالصفراء، ثم «بعد ذلك اكتشفنا أنه مريض بفشل كبدي، وبعد تبرع والديه له، رفض جسم عبد الله تقبله في المرتين مع والده ووالدته».

وتوفى الطفل «عبد الله دسوقي»، يبلغ من العمر 12 سنة، طالب في الصف السادس بالمدرسة الأسقفية في مدينة منوف بمحافظة المنوفية، اليوم الاثنين، متأثراً بإصابته بتليف في الكبد، رغم تبرع والديه له بأجزاء من الكبد، وله شقيقان، أحدهما أكبر منه في الصف الأول الثانوي، والثانية طفلة أصغر منه، تبلغ من العمر 3 سنوات.

وبدأت معاناة الطفل من الإصابة بتليف في الكبد مبكراً، حيث بدأت تظهر عليه أعراض المرض منذ ولادته، حتى تدهورت حالته في الفترة الأخيرة، وبدأ يعاني من غيبوبة متكررة، بسبب الفشل الكبدي، مما دفع والديه إلى التبرع له بأجزاء من كبديهما، أملاً في إنقاذ طفلهما، إلا أنه فارق الحياة متأثراً بإصابته.

وشيع العشرات من أهالى مدينة منوف جنازة الطفل «عبد الله دسوقي»، بحضور المحاسب أشرف الليثي، رئيس مجلس مركز ومدينة منوف، وسط حالة من الحزن الشديد، حداداً على الطفل الصغير، الذي اختطفه الموت مبكراً.