ليلة القدر .. كل ما تريد معرفته عن فضلها وعلاماتها والدعاء الخاص بها
هدى عبد الفتاحليلة القدر هي ليلة مباركة.. خير الليالي في العام كله، والتي قال الله سبحانه وتعالى عنها «لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ»، فلتلك الليلة فضل وأهمية عظيمين، فتتنزل فيها الرحمات والبركات من الله عز وجل إلى عباده.
من أصابه فضل تلك الليلة فإنه لا يشقى بعدها أبدًا، فتصافح الملائكة فيها أهل الأرض حتى تطلع الشمس، فيبدأ موعدها منذ وقت مغيب الشمس وحتى آذان الفجر، والتي يكون العمل الصالح فيها بأجر القيام به ألف شهر
وعند البدء في العشر الأواخر من شهر رمضان المبارك، يبدأ المسلمون بانتظار ليلة القدر، وتبدأ عمليات البحث تزيد عن موعدها، حيث تختلف الروايات حول تحديد ليلة القدر، ويرى بعض العلماء أنها في الليلة الحادي والعشرون ويرى البعض أنها في الليلة الثالثة والعشرون والآخر في الليلة الخامسة والعشرون، ولكن الأرجح والذي اجتمع عليه الكثير هي الليلة السابعة والعشرون.
موضوعات ذات صلة
ويرصد «السُلطة» فضل ليلة القدر ودعاءها وما قيل عنها:
بدأت الليالي الوترية بالعشر الأواخر من شهر رمضان المبارك والجميع يلتمس ليلة القدر، تلك الليلة التي خصها الله بأن تكون ليلة خير من ألف شهر.
ليلة القدر من الليالي الفاضلة، فلابد من تحريها والتماسها في ليالي الوتر من العشر الأواخر من رمضان، ولابد من اغتنامها بالإكثار من الطاعات فيها من الصلاة والذكر وقراءة القرآن، وما إلى ذلك من أنواع الخير والبر.
ما قيل عن ليلة القدر:قال صلى الله عليه وسلم إنه للسيدة عائشةَ رضي الله عنها لما سألته إن وافقَتْ ليلةَ القدرِ ما تقول فيها؟: «قُولِي: اللَّهُمَّ إِنَّكَ عَفُوٌّ تُحِبُّ الْعَفْوَ فَاعْفُ عَنِّي» أخرجه الترمذي.
سبب تسمية ليلة القدرذكر العلماء عدة أسماء لأسباب تسمية ليلة القدر بهذا الاسم أولًا: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما نقول: فلان ذو قدر عظيم أي: ذو شرف.
ثانيًا: أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجرى في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه، ومعنى القدر: التعظيم أي أنها ليلة ذات قدر، لهذه الخصائص التي اختصت بها، أو أن الذي يحييها يصير ذا قدر.
وقال الخليل بن أحمد: إنما سميت ليلة القدر؛ لإن الأرض تضيق بالملائكة لكثرتهم فيها تلك الليلة، من القدر وهو التضييق، قال تعالى: «وأما إذا ما ابتلاه فقدر عليه رزقه» أي: ضيق عليه رزقه، وقيل: القدر بمعنى القدَر- بفتح الدال - وذلك أنه يُقدّر فيها أحكام السنة كما قال تعالى: «فيها يفرق كل أمر حكيم»، ولأن المقادير تُقدر وتكتب فيها.
فضل ليلة القدر وعلاماتهاوفقًا لما قاله الفقهاء، فإن علامات ليلة القدر قد تُرى بالعين المجردة لمن يوفقه الله سبحانه وتعالى ويمكنه من رؤية علاماتها وأماراتها.
ويذكر التاريخ أن بعض صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يستدلون عليها بعلامات مستقاه من الأحاديث النبوية.
أبرز علامات ليلة القدرالاعتقاد بطلوع الشمس في صباحها بلا شعاع فتكون مثل ضوء القمر، وهناك من يرى أنها ليلة لا حارة ولا باردة، وهناك من يعتقد أنها ليلة لا تصدم الأرض فيها أى أجسام فضائية «شهب أو نيازك»، وهناك من يعتقد أنها ليلة السابع والعشرين من رمضان تحديدًا.
ولكن من المؤكد أن عدم رؤية علامات ليلة القدر لا يمنع حصول فضلها لمن قام فيها إيمانًا واحتسابًا، فصلي وأقرأ القرآن وأخلص في الدعاء، فالأصل هو تحري ليلة القدر المباركة في العشر الأواخر من شهر رمضان طلبًا للأجر والثواب.
ما فضل ليلة القدرهناك أفضال كثيرة لهذه الليلة المباركة.. وذكر في القرآن الكريم وقال الله عنها إنها ليلة أفضل من ألف شهر، وهي التي أنزل الله فيها القرآن في قوله «إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ»، أي أن الله سبحانه وتعالى اختصها بنزول القرآن الكريم، «ما أدراك ما ليلة القدر» أي أنه مهما على علم الإنسان فإنه لن يستطيع أن يعرف مدى عظمة وفضل وعلو قدر تلك الليلة المباركة، «خير من ألف شهر» أي أن العمل الصالح فيها خير من عبادة ألف شهر فيما سواها، «تنزل الملائكة والروح فيها» أي يتنزل الله مع الملائكة بالرحمة والمغفرة لعباده، «سلام هي حتى مطلع الفجر» أي أنها خالية من الشرور من بدايتها وحتى مطلع الفجر.
دعاء ليلة القدرمن أفضل الأدعية التي يمكن قولها في تلك الليلة المباركة، أشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، حيث نقل الترمذي عن السيدة عائشة رضى الله عنها وأرضاها قولها : «قلت: يا رسول الله! أرأيت إن علمت أي ليلةٍ ليلةُ القدر ما أقول فيها؟»، فقال - صلوات الله وسلامه عليه - قولي: «اللهم إنك عفوٌ كريم تحبُ العفوَ فاعف عنِّي».
وهناك دعاء ورد في القرآن الكريم: «رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلإيمَانِ أَنْ آمِنُوا بِرَبِّكُمْ فَآمَنَّا رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدْتَنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلا تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لا تُخْلِفُ الْمِيعَادَ». (آل عمران: 193و194) صدق الله العظيم.