لن تدار بشريا.. رويترز: مصر تبني في أرض بكر عاصمة إدارية فخمة

«تتسابق مصر لإعداد عاصمة جديدة فخمة في الصحراء شرق القاهرة قبل انتقال الموظفين المدنيين في هذا الصيف، وقبل الافتتاح الرسمي لمشروع الرئيس عبد الفتاح السيسي»، بهذه الكلمات عرضت وكالة «رويترز» الإخبارية تقريراً حول الاستعدادت الحكومية لإعلان عاصمة جديدة لمصر.

وقالت الوكالة البريطانية: «إنه في قلب المدينة، يضع العمال اللمسات الأخيرة على شارع للوزارات يعكس هندسة المعابد الفرعونية ويجاور مجمع إسلامي مرتفع ومبنى برلماني مقب ومجمع رئاسي مترامي الأطراف».

وعن أهم معالم العاصمة الإدارية الجديدة، قالت رويترز”: «إنه سيكون هناك خط سكة حديد أحادي يمر عبر منطقة تجارية، بينما أوشك برج مركزي يبلغ ارتفاعه 385 مترًا على الانتهاء، كما بدأ تتشكل ملامح حديقة بطول 10 كيلومترات تمتد إلى مسجد عملاق».

وبشأن تصميم العاصمة الجديدة، أفادت الوكالة بأن المدينة الجديدة، المعروفة باسم العاصمة الإدارية الجديدة، تعمل بالتكنولوجيا الذكية على أرض بكر بعيدًا عن الازدحام في القاهرة، ستذخر بالجامعات والمرافق الترفيهية والحي الدبلوماسي.

وأشار التقرير إلى أن جائحة فيروس «كورونا»، أدت إلى إبطاء التقدم في اكمال المرحلة الأولى من المراحل الثلاث المخطط لها، والتي تغطي 168 كيلومترًا مربعًا.

ونقلت الوكالة عن خالد الحسيني، المتحدث باسم العاصمة الجديدة، إن نسبة إنجاز المرحلة الأولى تجاوزت 60٪ في جميع المشاريع، وأن نقل موظفي الخدمة المدنية سيبدأ في يوليو المقبل، قبل الافتتاح الرسمي المقرر بنهاية عام 2021.

وأضاف الحسيني: «نحاول حل جميع المشاكل التي واجهتنا في الماضي في العاصمة الجديدة»، موضحا: «أنه من بين 25 مليار دولار كلفة المرحلة الأولى، يتم إنفاق حوالي 3 مليارات دولار على الحي الحكومي».

ومن المتوقع أن تستوعب المدينة التي تم الانتهاء منها، ما لا يقل عن 6 ملايين ساكن، وتكون مرحلتها الثانية والثالثة سكنية إلى حد كبير.

بينما نقلت «رويترز»، عن مسؤولين مصريين: «أن مراكز التحكم ستراقب البنية التحتية والأمن إلكترونيًا، وستتم تغطية الأسطح بألواح شمسية، وستكون المدفوعات غير نقدية، وسيتم تخصيص 15 مترًا مربعًا من المساحات الخضراء لكل ساكن».

وقال عمرو خطاب، المتحدث باسم وزارة الإسكان المسؤولة عن تنفيذ أجزاء من المدينة، لـ«رويترز»، إن ذلك سيستغرق عقودًا، على الرغم من أن الحكومة ستكون قادرة على العمل بشكل طبيعي أثناء استمرار البناء.

وتابع: «إنه تم بيع حوالي خمسة آلاف من أصل 20 ألف وحدة سكنية في الحي السكني الأول المتوقع افتتاحه في مايو المقبل».

ومن غير الواضح إلى أي مدى وسرعة سيكون تحول مركز ثقل مصر بعيدًا عن القاهرة إلى العاصمة الجديدة على بعد 45 كيلومترا من النيل، حيث من المقرر الانتهاء من المنطقة التجارية، التي لم يتم تسويقها بعد، في عام 2023، وسيتم توفير حافلات مكوكية لأول 50 ألف موظف مدني من المتوقع أن ينتقلوا إلى العاصمة الجديدة من الصيف الحالي «وفقا للتقرير».

واستطرد التقرير: «أن مكتب الرئاسة المصرية، أعلن الاثنين الماضي، عن حوافز بقيمة 1.5 مليار جنيه مصري « نحو 96 مليون دولار» لموظفي الخدمة المدنية المختارين للانتقال إلى المدينة.

ويقول المسؤولون: «إن المدينة ستشمل في نهاية المطاف إسكان اجتماعي وتهدف إلى تمويل نفسها من خلال مبيعات الأراضي، على الرغم من أنه من غير الواضح مقدار الإيرادات التي حققتها».

ولفت التقرير إلى أنه تم تأمين بعض التمويل الدولي لشبكات السكك الحديدية، وساعد قرض صيني بقيمة 3 مليارات دولار في تمويل المنطقة التجارية، التي بنتها شركة China State Construction Engineering Corp (CSCEC).

وأشادت «رويترز» بالرئيس عبد الفتاح السيسي، قائلة: «إنه شرع في العديد من مشاريع البنية التحتية الضخمة وخطط التنمية الوطنية»، مستشهدة بكلمة للرئيس الأسبوع الماضي، قال فيها: «إن المناطق الأخرى لن يتم إهمالها، لن نغادر القاهرة أو الإسكندرية أو بورسعيد أو أي محافظات أخرى، نحن نمضي قدما مع القديم والجديد معا». مضيفا «أن افتتاح العاصمة سيكون بمثابة ولادة دولة جديدة».