مهابة إيزيس.. سر الأنشودة الفرعونية التي أبهرت العالم بموكب المومياوات
شروق عمرانمعزوفة موسيقية أثرت الألباب، وأبهرت العالم تلك التي أنشدتها السوبرانو أميرة سليم، في حفل موكب المومياوات الملكية من المتحف المصري بميدان التحرير إلى المتحف القومي للحضارة بمنطقة الفسطاط، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي.
لايعرف الكثيرون أن الأنشودة التي جذبت الانتباه، ما هي إلا مقطوعة فرعونية سجلت على معابد الأقصر، وتم تحويلها إلى اللغة القبطية آخر أشكال اللغة الفرعونية المنطوقة، وعمل عليها فريق ضخم لتظهر بتلك الصورة المبهرة.
فبحسب الدكتور ميسرة عبد الله حسنين، الأستاذ بكلية الآثار جامعة القاهرة، فإن الأنشودة عبارة عن مختارات من ترانيم «المهابة لإيزيس» من معبد دير الشلويط بمحافظة الأقصر، وقام بمراجعتها اللغوية والتاريخية لتنشد في الحفل تحت قيادة المبدع المايسترو نادر العباسي، مشيرًا إلى أنه كان هناك مقطوعة أخرى مما يعرف بـ«مختارات الأهرام» إلا أنها لم تعزف لضيق الوقت.
موضوعات ذات صلة
- BBC: موكب المومياوات الملكية احتفال تاريخي مهيب
- تحضيرها استغرق عام كامل.. طعيمة يكشف كواليس أغنية منير في حفل المومياوات الملكية
- عاجل.. هاشتاج موكب المومياوات الملكية الأول عالميا على تويتر
- السيسي يستقبل موكب المومياوات الملكية في متحف الحضارة
- عاجل.. انطلاق موكب المومياوات الملكية
- انبهار كوني.. عمرو أديب يعلق علي موكب المومياوات الملكية
- سي إن إن: موكب المومياوات الملكية عرض غير مسبوق في شوارع القاهرة
- السيسي عن نقل المومياوات الملكية: مشهد مهيب دليل على عظمة المصريين
- حكاية مصطفى 1000 يوم ترميم.. سر الغرفة 55 في موكب المومياوات
- خرائط.. خط سير موكب المومياوات الملكية
- السياحة العالمية: موكب المومياوات الملكية يجسد مكانة مصر
- عاجل.. مدبولي يتابع الترتيبات النهائية لموكب المومياوات الملكية
وكلمات الأنشودة الفرعونية ”«مهابة إيزيس» التي تم تحويلها إلى اللغة القبطية لإمكانية القائها، وعزفت خلال الحفل نصها كالتالي:
أى رمت نترو
أن باجو
نتس حنوت وعت
سنج أن إيست بغ أن اس جت اف
سنج أن إيست انتس حنوت آمنت تاوى ام اسيبوى
سنج أن ايست ايرت رع ور حسوت ام سبات
سنج أن إيست ردى نس عات أن نيسو بيتى
ومعناها باللغة العربية:
يا أيها البشر والألهة الذين في الجبل
انها السيدة الوحيدة
مهابة لايسة فإنها التى تلد النهار
مهابة لايسة فإنها سيدة الغرب والأرضين معا
مهابة لايسة فإنها عين رع عظيمة القدر في الأقاليم
مهابة لايسة فإنها التى تهب الكثير لملك مصر
العليا والسفلي
وأضاف الدكتور ميسرة عبدالله: «هذه كلمات الجزء الذي أنشد فى الحفل وهو مقتطفات من افتتاحية ترنيمة مهابة ايزيس ولكن نظرا لأنه تكرر على لسان الكورال والسوليست بجمل لحنية مختلفة فستشعر أنه أكبر من هذا بكثير، والشكر كل الشكر للكورال والسوليست والعازفين الذين كانوا ينشدون كلمات لا يعرفون معناها ولكن اتقنوها بشدة ومعناها أيضا».
وتابع أستاذ الآثار بجامعة القاهرة: «عندما استمتعنا بالأمس بهذا اللحن المبدع فهناك الكثير من الذين أضفوا بريق الجوهر على نقش صامت فوق الصخر حيث أن النص المصري القديم من معبد دير الشلويط بالأقصر من العصر البطلمي وهو من أناشيد المهابة لإيزيس، وتم تقديمه عبر تلك الحالة عن طريق أوركسترا الإتحاد الفيلهارمونى بقيادة المبدع المدقق المايسترو نادر عبّاسي، وموسيقى وألحان هشام نزيه التى تأخذك إلى رحاب السماء وتسافر بك عبر الزمن، وتوزيع أحمد الموجي من تجشم عناء تقطيع الكلمات المصرية القديمة على الجمل اللحنية في إبداع فريد، وصوليست غناء أميرة سليم التي أبهرتنا بالأداء الصوتي الفريد، وسوليست فيولا سلمى التي عزفت مقدمة اللحن المبهر، وقام بالبحث عن النص واختياره وإدارة الكورال للمبدع ريمون ملاك الذي استغرق منه العمل أشهر طويلة على الرغم من صعوبة النص، والتدوين الموسيقى للمبدع احمد الموجى، ومراجعة لغوية وتاريخية ميسرة عبدالله».
واللغة القبطية هي آخر مراحل تطور اللغة المصرية القديمة، التي صمدت أمام الاحتلال البطلمى عام 323 ق.م - 30 ق.م، الذى جعل اللغة اليونانية هى اللغة الرسمية لمصر، حيث بقيت القبطية لغة الشعب، حتى فى ظل تبعية مصر للإمبراطورية الرومانية وسيادة اللغة اليونانية طوال أكثر من 670 عاماً خلال الفترة ما بين 30 ق.م - 641م، ودخول العرب مصر، وتمت كتابتها بالاستعانة بالحروف اليونانية مع سبع حركات صوتية لم تكن موجودة فى اليونانية.
وايزيس هي أحد إلهة الديانة المصرية القديمة والتي انتشرت عبادتها في العالم اليوناني الروماني، وذُكرت إيزيس لأول مرة في المملكة المصرية القديمة (2686-2181 ق.م) كإحدى الشخصيات الرئيسة في أسطورة أوزوريس، إذ قامت بإحياء زوجها الملك الإلهي المذبوح أوزوريس، كما أنجبت وريثه حورس وقامت بحمايته، وكان يُعتقد أن إيزيس ترشد الموتى إلى الحياة الآخرة كما ساعدت أوزوريس، وكانت تُعتبر الأم الإلهية للفرعون إذ كان يُشبّه بابنها حورس، وفي الأصل لعبت إيزيس دورا صغيرا في الترانيم الملكية وفي شعائر وطقوس المعابد، إلا أنها كانت أكثر أهمية في طقوس الدفن وفي النصوص السحرية.