أسامة الأزهري: على المعلمين الاهتمام بالبعد النفسي والوجداني للطلاب

قال الشيخ أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية، إن المعلمين هم من يصنعوا الطلاب بالبعد النفسي والوجداني، للرفع من معنوياتهم، وكذا هم من يكتشفون مواهبهم، لافتا إلى أن الوصية التي يجب أن نخرج بها من سيرة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم لكل مدرس ومعلم، هو إحداث تغيير عميق في فلسفة التعليم.

وأضاف «الأزهري»، خلال استضافته ببرنامج «رجال حول الرسول»، الذي يقدمه الإعلامي أحمد الدريني، والمذاع على فضائية «DMC»، أن الأمام الشافعي كان معلما للربيع بن سليمان المرادي، وكان دائما ما يستصعب الأخير الدروس التي يعلمها له معلمه، وذلك لوجود عقل تحليلي لديه، لا يلتقط المعلومة كباقي أقرانه، وما أثار ملل أقرانه هو طلبه من معلمهم «الإمام الشافعي» إعادة شرح الدرس أكثر من 3 مرات، حتى طلب منه المعلم في نهاية أحد الدروس، أن ينتظره لحين انتهاء الدرس لإعادة الشرح عليه، وكان يشرح له الدرس أكثر من 40 مرة.

وأوضح أن الصحابي أبوسعيد الخدري، كان يفسح المجال لطلبة الحديث بشكل كبير، وكان دائما ما يؤكد لهم وصية النبي محمد صلى الله عليه وسلم له وأصحابه، بأن يفردوا لهم المجال لتلقي العلم والتعلم، وأن يقابلوهم بالترحاب، «بعدما يروي لهم مرحبا مرحبا بوصية رسول الله، ها هنا إلى جنبي سلوا عما شئتم، ومرة أخرى يقول لهم وصاني رسول الله أن يوسع لكم في المجالس وأن أفهم لكم الحديث، كما كان يقول لهم يابن أخي أذا شككت في شئ فسألني حتى تتثبت».

وأكد أن من تلامذة أبوسعيد الخدري سيدنا أبوهريرة، كما أن كثيرا من صحابه النبي صلى الله عليه وسلم، تتلمذوا على يد صحابة آخرين، مشيرا إلى أن من أهداف البرنامج، هو إعادة خزائن وكنوز الصحابة حتى لا يكونوا كالكلمة المبهمة ولكنهم مبجلين ومنهم المواهب والكفاءات والعقول اسيتعاب الوحي والبراعة في تطبيق الأوامر والنواهي، ثم أنهم بعد ذلك بشر.

وتابع: «كان تلامذته يقولون عن أبي سعيد الخدري أنه كان يسأل عن الحديث مرة ومرتين وثلاث ويعيد، كما كان يقول الراوي بأنه كان يجيبنا بمسائلنا، وإذا نفذت حدثنا حتى نمل».

واختتم: «كان الشيخ أبوسعيد الخدري من جيل الأساتذه المدرسين، وكان ممن أخذوا صنعة التعليم بحب وشغف، وينبغي على كل مدرس أن يكون الطالب عنده أعز الناس إليه وأقرب من أهله إليه».