فن التحقيق: بعد تسليط الضوء عليها بـالاختيار2.. تفاصيل غرف الاستجواب

تكرر ظهور «غرف الاستجواب» في مسلسل «الاختيار2» الذي يُعرض حاليا، مستعرضا جهود وزارة الداخلية في مكافحة الإرهاب الإخواني، عقب فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة في 14 أغسطس 2013، حيث أبرز المسلسل الطرق الاحترافية والعلمية شديدة الاحترافية في استجواب المتهمين واستخلاص المعلومات منهم حول الوقائع الإرهابية المختلفة.

مصدر أمني، رفض ذكر اسمه، شرح طرق الاستجواب في تلك الغرف، بقوله إن غرف الاستجواب أو التحقيق هي غرف أو مكاتب مخصصة لاستجواب المتهمين وشبيهة بتلك التي ظهرت في مسلسل «الاختيار 2» وهي غرف مجهزة وعازلة للصوت ومدعومة بأجهزة تسجيل الاعترافات وبوسائل أخرى قد تكون إيحائية، وتتيح توفير الجو والمناخ المناسب لاستجواب المتهم بطرق علمية واحترافية شديدة الذكاء.

وأوضح المصدر، أن تجهيزات الاستجواب بشكل عام لها أصول، ومنها غرف الاستجواب أو أماكن الاستجواب الأمني بشكل عام، وتخضع لأصول ومعايير مرتبطة بالمكان وطبيعته والمساحة والإضاءة، ومعدلات سماع الصوت خارج الغرفة وطريقة الجلوس والإعداد الفني للمكان تقنيا وتكنولوجيا وطرق التسجيل والتصوير الداخلي علاوة على المساعدات الفنية الموجودة في المكان، التي تساعد على التحقيق وأداء الاستجواب بشكل ناجح، بالإضافة إلى لون الطلاء والإضاءة والعوازل.

وأضاف المصدر، أن الاستجواب فن وعلم تتولاه إدارة في الأمن الوطني، واسمها «إدارة الاستجوابات» وبها ضباط مدربون على أعلى مستوى وحصلوا على فرق داخل وخارج مصر، ومهمة القائم بالاستجواب هو كيفية الحصول على معلومة من مجرم أو متهم بطريقة علمية، مشيرا إلى أن هناك أسس للاستجواب يتم تطبيقها، بالإضافة إلى أسلوب الاستجواب، ويتم بشكل علمي متعارف عليه، ويتم الحصول على المعلومات دون استخدام العنف.

وأكد المصدر، أنه بصفة عامة وفق علم الاستجواب فإن المحقق في العادة، لا يلقى الأسئلة جزافا، بل إن طرحها يخضع لضوابط معينة ومحكمة بشكل دقيق، بحيث يبدأ الأمر سهلا إذ يلتقي المحقق والمتهم أو المشتبه به، دون أن يعرف كلا منهما الآخر، وفورا تبدأ الهوة بينهما في الظهور، خاصة كلما تعمق التحقيق ومر بمراحل الاستجواب.

 

 

 

 

وتابع المصدر، بأن المحقق يكون مدربا على فن الاستجواب، وبالتالي تكون صياغة الأسئلة أمرا في منتهى الدقة، لافتا إلى أن عملية الاستجواب كلها تمر بعدة مراحل، وهي «التخطيط والتحضير» ثم «بناء علاقة ودية» وبعدها «السرد الحر» ثم «التوضيح والإفصاح» و«تقييم الاستجواب» ومن الممكن أن يبدأ بالسماح للمتهم بالسرد الحر للواقعة، وما يعرفه عن الحدث محل التحقيق، دون مقاطعة، وذلك قبل طرح أي أسئلة، وتكون مهمة المحقق هنا، هي الإصغاء الفعال للحصول على سرد كامل ودقيق، وعقب ذلك ينتقل المحقق إلى استخدام عبارات محددة، مثل «قل لي، إوصف لي، حدد لي، اشرح لي، بالتفصيل».