الإمام الأكبر: الأديان لم تطلب من الإنسان الإيمان بما يستحيل تصديقه
كتبت حشمت سعيدقال الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، إن أحكام الشريعة الإسلامية منها ما هو ثابت دائم ومنها ما هو متغير مرن، وأن النوع الأول كما يتصف بالثبات يتصف بالكثرة والتفصيل وصعوبة إدراك الأسباب والعلل في تشريعه، بخلاف النوع الثاني الذي يتصف بقابلية التحرك مع حركة الإنسان على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والسياسي، كما يتسم بسهولة إدراك الغاية والمقصد من تشريعاته.
وأكد الطيب، خلال تقديمه برنامج «الإمام الطيب»، المذاع عبر فضائية «dmc»، أنه حينما يجرى التفرقة بين الثوابت والمتغيرات بأن الثوابت كالعبادات مثلا تستعصي على البحث العقلي فإننا لا نقصد أبدا أنها لا تعارض أحكام العقل وتناقضه وأن الإنسان حين يُخاطَب بها مخاطب بالإيمان بالمستحيلات، وبالتالي يجب التنبه إلى الفرق الدقيق بين التكليف بأمور مستحيلة التعقل في ذواتها وبين أمور معقولة في أنفسها.
وأضاف شيخ الأزهر، أن الأمور المستحيلة لا يقع التكليف بها بحال من الأحوال، بخلاف الأمور التي يدرك العقل أسبابها وأسرارها وأثارها، وبناء على هذا التوضيح فإن الإسلام والأديان بأسرها وهي تخاطب الإنسان على أي مستوى من مستويات الخطاب لا تطلب منه أبدا أن يؤمن بما يرفضه عقله أو أن يصدق بما يستحيل تصديقه، وإنما تخاطبه بالإيمان بأمور قد يستبعدها العقل بالقياس إلى ما تجري به العادة، ومن هذا القبيل فإن مخاطب الأديان للإنسان ومطالبته بالإيمان بالحياة بعد الموت وبالحساب والثواب والعقاب والجنة والنار وكل ما يتعلق بها مما يسمى في علوم العقيدة بالسمعيات أو الأخرويات.
موضوعات ذات صلة
- الإمام الأكبر: نجاح تطبيق الشريعة الإسلامية لم يكن مرهونا ببيئة معينة
- شيخ الأزهر: العاشر من رمضان تاريخًا محفورًا للتعبير عن العزة
- شيخ الأزهر ينعي الرئيس التشادي إدريس ديبي
- الطيب: لا ضرر ولا ضرار تستهدف استقرار المجتمع
- شيخ الأزهر يوجه بصرف 50 ألف جنيه لأسر ضحايا قطار طوخ
- أعزي نفسي والمصريين.. الطيب ينعى ضحايا قطار بنها
- الإمام الطيب: السماحة واليسر ورفع الحرج والمشقة جوهر الشريعة
- عبدالناصر زيدان: ”80 مليون أهلاوي في مصر مش طايقين أحمد الطيب”
- الطيب: على المشككين في التراث قراءة التاريخ
- الطيب: خيرية أمة المسلمين مشروطة
- شيخ الأزهر يهنئ السيسي والمسلمين بحلول شهر رمضان
- عاجل.. شيخ الأزهر يوجه بيت الزكاة والصدقات بمضاعفة الإعانات الشهرية في رمضان
وتابع: ومن هذا القبيل أيضًا، الإيمان بمعجزات الأنبياء، فإنها ليست مستحيلة الحدوث بدليل أن العقل يتصورها ويتصور وقوعها، وإن كانت العادة التي تجري عليها أمور الناس تستبعدها فكلها من قبيل الحقائق التي تقع، وموقف العقل منها لا يتعدى موقف الحياد الذي تتساوى لديه احتمالات الوقوع واللا وقوع، مشيرا إلى أن الحياد وإن كان يعجز عن إثبات شيء فإنه يعجز وبالقدر نفسه عن نفي هذا الشيء وعدم التصديق به.
وواصل: إذا فهمنا هذا الفرق الدقيق سهل علينا إدراك صعوبة استعصاء الأحكام التعبدية الصادرة من الجانب الأقدس على مداركنا العقلية، لكن ذلك لا يعني مطلقا عدم معقولية هذه الأحكام في حد أنفسنا وذواتها، وكل ما نعنيه أن هذه الأحكام هي من طور يقع وراء طور العقول، ومن مستوى ليس للعقول السليمة حياله من موقف إلا موقف التسليم المطلق.