لقاء الخميسى: لا أقيس النجاح بـالتريندات لأنها قد تكون مدفوعة الأجر
محمود محمدتسير وفق خطى ثابتة واثقة لا تحيد عنها، تجيد اختيار أدوارها باحثة عن التحديات فيها، ليكون رهانها الأول والأخير على أدوار تصقل خطواتها الفنية، حيث استطاعت رسم خريطة نجومية فريدة من نوعها سطع فيها اسمها وأصبح علامة فنية مسجلة.
الصديقة والعاشقة وجهان قدمتهما النجمة لقاء الخميسى ببراعة فى سباق رمضان الجارى من خلال مسلسل «ضد الكسر»، لعبت فيه على تناقضات النفس البشرية بسلاسة وصدق شديد جعلها قريبة من المشاهدين، وفى حوارها مع «الوطن» تكشف عن ردود الفعل التى تلقتها إزاء تجسيدها لشخصية «نادين»، وتتحدث عن أصعب المشاهد التى قامت بتصويرها، ونقاط التشابه بينها وبين الشخصية، وأبرز المسلسلات التى تابعتها فى الموسم الرمضانى الحالى وكثير من التفاصيل فى السطور المقبلة.
ما الأصداء التى وصلتك عن تجسيدك شخصية «نادين» فى مسلسل «ضد الكسر»؟
موضوعات ذات صلة
- تلقيت ردود فعل إيجابية وإشادات جماهيرية واسعة، نظراً لاختلاف «نادين» كلياً عن سابق أدوارى، لدرجة أن متابعين قالوا لى «طعمك مختلف السنة دى»، بخاصة فى المشاهد المؤثرة التى جمعتنى بكل من نيللى كريم ولؤى عمران.
أتقيسين نجاح أدوارك من الشارع أم مواقع التواصل الاجتماعى؟
- أهتم بآراء رواد «السوشيال ميديا» بكل تأكيد، ولكنها ليست معياراً رئيسياً فى استطلاع الآراء كافة، لأن «مش كل مصر متفاعلة عليها»، ومن هذا المنطلق أقيس نجاح أدوارى من الجمهور فى الشارع، فإذا تحدثت عن شخصية «نادين» على وجه التحديد، فقد فوجئت بكثيرين ينادوننى باسمها أينما وجدت، ما يعكس تفاعلهم مع الشخصية وانغماسهم داخل تفاصيلها.
«التريند هو النجاح» جملة جاءت على لسان «سلمى» التى تجسد دورها نيللى كريم.. فهل توافقينها الرأى؟
- «التريند» نجاح كبير وفقاً لآراء الكثيرين، ولكنى لا أعتبره كذلك لأسباب عدة؛ أبرزها أنه قد يكون «تريند» مدفوع الأجر، وهناك من يتصدره إثر تعرضه للانتقاد أو الشتيمة، فهل هذه الحالة نُدرجها تحت بند النجاح؟ بالتأكيد لا.
هل تطلب مشهد اعتراف «نادين» لـ«سلمى» بحبها لزوجها وغيرتها منها استعدادات خاصة أثناء تحضيره فى ظل مزجه للعديد من المشاعر المتناقضة؟
- هذا المشهد من المشاهد الثقيلة فى تقديرى الشخصى، كونه مزج مشاعر متناقضة ما بين حب وكره وغل وحقد وغيرة.. إلخ، ولكنه ليس الأصعب كما رأى الكثير من المتابعين، لأننى قدمت مشاهد تفوقه صعوبة كونها تخلو من الكلام وتعتمد على النظرات فقط، وكنت مطالبة حينها بالتعبير بعينى عما يجول بداخل «نادين»، بحيث يشعر الجمهور بالارتباك تجاه الشخصية ويتساءل: «هى طيبة ولا شريرة؟»، ومن هنا كان التحدى الأكبر فى أدائى لتلك المشاهد، أما عن مشهد المواجهة المُشار إليه فى سؤالك، فقد ذاكرت نص الحوار جملة جملة وكلمة كلمة، لأن «نادين» تكشف بحرقة عما أخفته عن صديقتها لسنوات، ولكنى لست متفقة مع من صنفها كمريضة نفسياً لأنها ليست كذلك.
كيف لا تُصنفينها بالمريضة النفسية رغم تناقضات شخصيتها كما أوضحتِ سلفاً؟
- «نادين» إنسانة بداخلها الخير والشر على حد سواء، فأحياناً يغلب عليها الشر فى جزء من الأحداث، وفى المقابل نجد الخير بداخلها يتجلى فى حبها الصادق لـ«سلمى»، بدليل مساعدتها لها لأن تصبح «بلوجر» قبل أن تذيع شهرتها، ولكن النجاح الكبير للأخيرة جعلها تشعر بالغيرة الشديدة منها، ناهيك عن زواجها من حبيبها «كريم» واستمتاعها بحياة زوجية سعيدة، وذلك على عكسها بعد زواجها من شخص لا تشعر بالحب تجاهه، وبعيداً عن هذه الجزئية، وعلى الرغم من ظهور «نادين» كشخصية قوية للغاية، إلا أنها ضعيفة فى حقيقة الأمر لافتقادها المشاعر الحقيقية فى حياتها.
دفاعك عن «نادين» سببه حبك لها....
- مقاطعة: أحببتها بكل تأكيد وإلا لما تمكنت من تجسيدها، والأدهى أننى أشعر بتعاطف معها لعدم بلوغها مرحلة السلام النفسى بعد، وهى المرحلة التى يصل إليها الإنسان بعد عناء ومحاولات لتهذيب نفسه، والوصول لهذه الحالة يتطلب من صاحبها المرور بمراحل معينة فى حياته، بحيث «يبتدى مايغيرش من حد أو مايبصش على حاجة غيره»، وأن يرتضى بنفسه وحياته وفقاً لخطواته واجتهاده فيما يفعله.
وهل وصلت لقاء الخميسى لمرحلة السلام النفسى فى حياتها؟
- لا يجوز لأى شخص الإعلان عن وصوله للسلام النفسى بنسبة 100%، ولكن ما أستطيع قوله إننى وصلت لمرحلة أكثر من جيدة، حيث لا أشعر بالغيرة من أحد ولا أنظر لما بحوزة غيرى، بل أشعر بالرضا عن حياتى وما بحوزتى فقط، ولكنى أغير من نفسى وليس من أحد، بمعنى أننى قد أرى «لقاء» موهوبة وتستحق أكثر مما هى فيه، وذلك من دون النظر لما هو فى يد غيرها، طالما أن الأخير وصل لما يتمناه باستحقاق وجهد.
ألا ترين أن تهديد «نادين» لـ«كريم» بإبلاغ زوجته «سلمى» بطبيعة علاقته بـ«مايا» كان غريباً إلى حد ما؟
- هذا التهديد يعكس غيرة «نادين» على «كريم»، فهى ارتضت بزواجه من صديقتها «سلمى»، ولكنها لن تقبل بارتباطه بأخرى «مايا»، لأنها ترى «إن لو هتبقى فيه واحدة تانية فلازم تكون هى مش مايا»، إذ إنها تتعامل مع زوج صديقتها وكأنه ملك لها، لا سيما أنها كانت صديقته قبل تعرفه على «سلمى»، بل إنها هى من عرفته على الأخيرة قبل زواجه منها.
أتعتبرين حب «نادين» لزوج صديقتها خيانة للأخيرة؟
- «نادين» لم تدخل فى علاقة مع «كريم» كى نتهمها بالخيانة، فهى لم تتعدَّ الخط الأحمر فى تعاملاتها الدائمة معه، فإذا استعدنا المشهد الذى جمع «نادين» بزوجها «إياد» حينما وصفها بالخائنة، حيث ردت عليه حينها بحدة: «اخرس.. ماسمحلكش تقول كده» وهو ما يؤكد أنها امرأة شريفة ولكنها غير قادرة على مقاومة شعورها بالضيق بسبب زواج «سلمى» من حبيبها.
ماذا سيكون موقفك إذا ما جاءتكِ صديقة مقربة لتكشف عن حبها الشديد لزوجك محمد عبدالمنصف الشهير بـ«أوسة»؟
- ضاحكة: «هقوم أجيبها من شعرها، تعالى يا بت هنا يا بت».
هل يُمكنك مسامحتها إذا اعتبرنا مشاعرها نحو زوجك تندرج تحت مسمى الخيانة؟
- سأسامحها وسأعتبر الواقعة برمتها نزوة ليس أكثر، لأن وصف «الخيانة» أكبر من مثل هذه المواقف، بل وربما أتعاطف مع هذه الصديقة «وأطبطب عليها»، لأن مشاعرها ليس بوسعها التحكم فيها، وعن نفسى أرى أن المرأة لا بد أن تسامح زوجها حال مروره بنزوة عابرة، ولكنه إذا كان معتاداً على التعدد فى علاقاته النسائية فلا بد أن تمحيه من حياتها للأبد.
ما نقاط التماس بينك وبين «نادين»؟
- لا تشابه بينى وبينها فى أى شىء، ولكن أتمنى امتلاك ربع قوتها ليس أكثر، لأنها جبروت فى تحمل إخفاء مشاعرها لسنوات وسنوات، فأنا لا يُمكننى إخفاء مشاعرى تجاه أحد سواء بالإيجاب أو السلب، وإن كنت أحاول التدريب على هذه المسألة خلال الوقت الراهن، كما أن «نادين» لم تتردد فى الانتقام حينما أتتها الفرصة، ولكنى لا يمكننى القيام بذلك حتى وإن جاءتنى الفرصة على طبق من ذهب، لأننى سأخشى خسارة إنسانيتى فى مقابل إرضاء إحساسى بالظلم، فأنا أسمى وأكبر من الرد على من ظلمنى، بدليل أننى كنت أردد مقولة «حسبى الله ونعم الوكيل» على من كان يسعى لمضايقتى مؤخراً، ولكنى امتنعت عن ذلك أخيراً لإيمانى بأنهم غلابة ومرضى ويفتقدون الثقة فى أنفسهم.
ومن هم الأشخاص الذين كانوا يسعون لمضايقتك وفقاً لتعبيرك؟
- «ناس كتير أوى من خارج الوسط الفنى».
انطلاقاً من اسم مسلسلك.. هل لقاء الخميسى شخصية «ضد الكسر»؟
- «أنا اتكسرت قبل كده فمفيش وقت للكسر تانى» ومن الممكن ألا نسميه كسراً وإنما جرحاً، وأرى أن الإنسان طالما أن علاقته بربه سوية فلن يتعرض للكسر، ولكنه ربما يتعرض للانحناء أو الجرح بدرجة معينة، وإن كنت لا أنكر «إنى طوّلت شوية فى الفترة دى بس عرفت أرجع تانى وأقف على رجلى».
كيف تُقيمين تعاونك مع نيللى كريم؟
- سعدت بالتعاون معها لأنها «إنسانة فى حالها جداً»، ولا تتدخل فى اختصاصات غيرها، حيث تؤمن بمهام المنتج والمخرج والسيناريست، وأحييها بشدة على رؤيتها وطريقة تفكيرها.
وما المسلسلات التى تتابعينها فى رمضان؟
- شاهدت مقتطفات من «لعبة نيوتن» والمسلسل اللبنانى «2020» وكذلك مسلسل «موسى»، وهنا لا بد أن أشيد بالمخرج محمد سلامة ومدير تصوير العمل، اللذين قدما صوراً مختلفة على الشاشة.