هاجر حمدي.. صاحبة مركز إسلامي كبير.. رفضتها بديعة مصابني وقدمها يوسف وهبي بعد تهديدها بالموت
محمد شوقيمن راقصة بشارع عماد الدين في الأربعينات، إلى صاحبة مركز إسلامي كبير به مستشفى ومدرسة ودار لرعاية الأيتام، ودار لتحفيظ القرآن الكريم، ودار لرعاية كبار السن وحضانة أطفال ومدرسة للمكفوفين.
هي فتحية أحمد السيد النجار، مواليد طنطا 10 مارس 1924، الشهيرة بـ«هاجر حمدي»، هربت من جبروت زوج أمها، وذهبت لصديقتها التي تعمل في صالة بديعة مصابني، وبالفعل رقصت في الصالة، ولكنها لم تستمر ولم تعجب بديعة مصابني، وقالت لها «متنفعيش».
وانضمت لفرقة مغرورة في شارع عماد الدين، إلى أن ذهبت ليوسف وهبي وبكت أمامه، وقالت له «لو مشتغلتس معاك هموت نفسي»، فرفق بها و قدمها في دور صفير في فيلم «الفنان العظيم» عام 1943، وكان هذا الدور بمثابة جواز مرور لها لعالم الشهرة والمجد والأضواء، فقامت العديد من الأدوار في ذلك الوقت مثل «الأنسة ماما، بيت الطاعة، غني حرب، أبو حلموس»، إلى أن جاءت فرصة البطولة في فيلم «بنت المعلم، جواهر، بنت العمدة، أنا و أنت».
موضوعات ذات صلة
تزوجت من الفنان كمال الشناوي، وأنجبت منه ابنه محمد الذي تزوج من ابنة أخت عبد الحليم حافظ، ثم تزوجت من الطبيب المعروف محمد فياض، زوج هند رستم، فيما بعد، واعتزلت من أجله الفن، وسافرت معه لندن وباريس، وطلبت منه أن تفتح مشروعًا تحبه بعيد عن الفن، فاستجاب وفتح لها أول بوتيك في وسط البلد باسم «بوتيك هاجر»، كان تحت شركة المقاولون العرب، وكان عثمان أحمد عثمان الاقتصادي الكبير رحمه الله يكتب في مراسالاته فوق بوتيك هاجر من شدة شهرته، وبدأ بفرع إلى أن وصل لـ 55 فرع على مستوى أنحاء الجمهورية.
تزوجت بعده من رجل الأعمال وجدي عبد الصمد، ثم الإذاعي علي عيسى، ولها ثلاثة أبناء وهم « رضا من زوجها وجدي عبد الصمد، وعزة و عمرو من علي عيسي».
ثقفت نفسها بنفسها، مما جعلها معروفة بالفنانة المثقفة، وأتقنت 4 لغات، وكانت تهوي القراءة بشكل جنوني حتى قيل عنها أنها قرأت 1000 كتاب.
قامت بأداء فريضة الحج لأول مرة عام 1975، وبعدها عادت إمرأة مختلفة تمامًا، فقامت بإنشاء مركز إسلامي كبير به مستشفى ومدرسة ودار لرعاية الأيتام ودار لرعاية كبار السن ودار لتحفيظ القرآن الكريم ومدرسة للمكفوفين.
وظلت تذهب لأداء فريضة الحج سنويًا، حتى وفاتها، وكانت حريصة على أداء صلاة الفجر في جماعة حتى في أيامها الأخيرة التي اعتزلت فيها الناس حتى أولادها، وعاشت في فيلتها في المحمودية بعيدًا عن الناس، ومعها خادمتها فقط، وظلت هناك تتعبد وتحفظ القرآن الكريم كله، رغم كبر سنها، ولم ترد سائل حتى ماتت في 17 نوفمبر 2008 عن عمر ناهز 84 عامًا.
وأوصت هاجر حمدي، أن تخرج من مسجد السيدة نفيسة، وألا يقام لها عزاء ولا أربعين ولا سنوية، وأن تتولى ابنتها عزة المركز الإسلامي بكل ما فيه، ومن بعدها أولادها ثم أحفادها، وجعلتها تقسم على ذلك بالمصحف الشريف.