عاجل.. مباحثات مصرية - يونانية لتعزيز التعاون سياسياً وعسكرياً

أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى، حرص مصر على تعزيز آليات التعاون المشترك بين البلدين الصديقين مصر واليونان على مختلف الأصعدة، خاصةً السياسى والعسكرى والتجارى والطاقة، فضلاً عن الارتقاء بالتعاون القائم فى إطار الآلية الثلاثية مع قبرص، على نحو يحقق المصالح والأهداف المشتركة فى منطقة شرق المتوسط ومواجهة التحديات المختلفة فى المنطقة.

وقال السفير بسام راضى، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن الرئيس استقبل، كيرياكوس ميتسوتاكيس، رئيس وزراء جمهورية اليونان، بحضور سامح شكرى وزير الخارجية، وكل من محمد شاكر وزير الكهرباء والطاقة المتجددة، وطارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية، وياسمين فؤاد وزيرة البيئة، موضحاً أن اللقاء شهد عقد مباحثات ثنائية تلتها مباحثات موسعة بين وفدى البلدين، حيث رحب الرئيس برئيس الوزراء اليونانى، مشيداً بالمستوى المتميز للعلاقات الثنائية الاستراتيجية الممتدة والآخذة فى التنامى بين مصر واليونان فى جميع المجالات.

وأضاف المتحدث الرسمى أن اللقاء شهد التباحث حول سبل تعزيز آفاق التعاون الثنائى بين البلدين الصديقين، حيث تم التوافق حول أهمية العمل على تدعيم الروابط الثقافية المشتركة لإلقاء الضوء على عراقة العلاقات بين الدولتين، بالإضافة إلى تأكيد الجانبين أهمية استمرار تعزيز التعاون بين مصر واليونان، خاصة فى مجالات الربط الكهربائى والتبادل التجارى والسياحة، لا سيما فى ظل ما يشهده العالم من أضرار اقتصادية بسبب جائحة كورونا، ومن ثم ضرورة تضافر الجهود لمواجهة التداعيات السلبية لهذه الجائحة على شتى الأصعدة.

كما شهد اللقاء تبادل الرؤى ووجهات النظر حيال القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك، فى ضوء ثبات المواقف المشتركة بين البلدين واتساق مصالحهما فى منطقة شرق المتوسط، مع التأكيد أن منتدى غاز شرق المتوسط يمثل أحد أهم الأدوات فى هذا الإطار، والذى من شأنه أن يفتح آفاق التعاون والاستثمار بين دول المنطقة فى مجال الطاقة والغاز.

 

وأوضح «راضى» أنه تم التباحث بشأن تطورات القضية الفلسطينية؛ حيث أعرب رئيس الوزراء اليونانى عن خالص تقدير بلاده للجهود المصرية بقيادة الرئيس، التى أفضت إلى وقف إطلاق النار بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى، فضلاً عن المبادرة المصرية لإعادة إعمار قطاع غزة، وفى هذا السياق أكد الرئيس أهمية سرعة العمل على إحياء مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطينى والإسرائيلى على أساس قرارات الشرعية الدولية وقواعد القانون الدولى، كما تمت مناقشة مستجدات الأوضاع فى ليبيا؛ حيث تم التوافق على دعم المسار السياسى القائم وصولاً إلى إجراء الاستحقاق الانتخابى المنشود فى موعده المقرر نهاية العام الجارى، بالإضافة إلى أهمية خروج جميع القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضى الليبية وعودة ليبيا لأبنائها، واستعادتها لسيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها.

وتابع «راضى» قائلاً إن وفدَى البلدين تباحثا حول موضوع مياه النيل، وآخر المستجدات فيما يتعلق بمفاوضات سد النهضة، حيث تم التوافق بشأن أهمية التوصل إلى اتفاق قانونى عادل ومتوازن حول ملء وتشغيل سد النهضة، بما يحقق مصالح الدول الثلاث، ويحافظ على الاستقرار الإقليمى، مع التأكيد على ضرورة المجتمع الدولى بدور جاد فى هذا الملف، فضلاً عن إبراز حسن النية والإرادة السياسية اللازمة من جميع الأطراف فى المفاوضات الحالية».

وقال الرئيس السيسى، خلال مؤتمر صحفى مشترك مع رئيس وزراء اليونان، عقب المباحثات، إن العلاقات بين مصر واليونان تضرب بجذورها فى أعماق التاريخ، والتواصل بين الحضارتين الفرعونية والإغريقية بدأ منذ 3 آلاف عام وكان له إسهام فريد فى تطور الحضارة الإنسانية عبر العصور، وأن السنوات الماضية شهدت تنامياً ملحوظاً فى حجم التعاون والتنسيق المشترك مع اليونان، حيال العديد من القضايا على مختلف الأصعدة السياسية والاقتصادية والعسكرية، سواء كان ذلك على المستوى اليونانى أو فى إطار آلية التعاون الثلاثى بين مصر وقبرص واليونان، على نحو جعل من هذا التعاون الفريد نموذجاً يحتذى به فى كيفية تحقيق التعاون والتكامل على المستوى الإقليمى.

وأكد «السيسى» أنه استعرض مع رئيس الوزراء اليونانى أوجه التعاون الثنائى بين البلدين، واتفقا على أهمية تحقيق طفرة نوعية فى كل جوانب العلاقات بين البلدين، خاصة زيادة قيمة التبادل التجارى وتشجيع تدفق الاستثمارات اليونانية وتفعيل التعاون فى قطاع الطاقة، سواء فيما يتعلق بمشروعات الربط الكهربائى أو فى مجال الغاز الطبيعى، إضافة إلى دعم التعاون السياحى والاستفادة من الخبرات المتراكمة لدى البلدين، والعمل على استئناف البواخر السياحية بين موانئ البلدين فى أقرب فرصة، معتبراً أن لقاءه مع رئيس وزراء اليونان كان فرصة مهمة لتبادل الرؤى وتنسيق المواقف حول القضايا الإقليمية لحل الاهتمام المتبادل.

وتابع «السيسى» قائلاً: «أكدت له الموقف المصرى الثابت إزاء الوضع فى منطقة شرق المتوسط القائم على ضرورة التزام كل الدول باحترام القانون الدولى وميثاق الأمم المتحدة وبخاصة مبادئ عدم التدخل فى الشئون الداخلية واحترام السيادة والمياه الإقليمية للدول».

وشدد رئيس الجمهورية على تضامن مصر مع اليونان حيال أى ممارسات من شأنها انتهاك سيادته، إذ توافق مع رئيس الوزراء اليونانى على أهمية تعزيز آلية التعاون الثلاثى مع قبرص ومواصلة التنسيق السياسى والتعاون الفنى بين الدول الثلاث وضرورة العمل على تحقيق الاستفادة القصوى من هذه الآلية، بحكم تفرد تلك العلاقة وتلاقى المصالح المشتركة نحو تحقيق الأمن والاستقرار فى المنطقة.

وقال إن مباحثاته مع رئيس وزراء اليونان كيرياكوس ميتسوتاكيس، تناولت آخر تطورات القضية الفلسطينية، حيث أكّد له ضرورة إرساء الاستقرار فى قطاع غزة، وتضافر الجهود الدولية وتقديم الدعم اللازم لقطاع غزة المتضرر بشدة من جراء الهجمات الإسرائيلية الأخيرة، مع الأخذ فى الاعتبار مبادرة مصر لإعادة إعمار غزة بالتنسيق الكامل مع السلطة الفلسطينية، كما أكّد أهمية العمل على عودة الطرفين الإسرائيلى والفلسطينى مجدداً إلى مائدة المفاوضات للتوصل إلى تسوية نهائية وفق قرارات الشرعية الدولية.

وأصاف: «بحثت مع رئيس وزراء اليونان آخر التطورات ذات الصلة بالملف الليبى، حيث توافقنا على دعم الليبيين فى إجراء الاستحقاق الانتخابى فى موعده المقرر نهاية العام الجارى، وتذليل أى عقبات قد تحول دون إجراء الانتخابات فى موعدها، وخروج كل القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضى الليبية دون مماطلة وتفكيك الميليشيات المسلحة، بما يضمن استعادة ليبيا لأبنائها واستعادتها لسيادتها ووحدة أراضيها واستقرارها».

 

وتابع: «أحطت رئيس وزراء اليونان علماً بما آلت إليه المفاوضات الثلاثية حول ملف السد الإثيوبى، مع تأكيد أهمية سرعة التوصل إلى اتفاق قانونى ملزم لملء وتشغيل السد وضرورة اضطلاع المجتمع الدولى بدور جاد فى هذا الملف حفاظاً على استقرار المنطقة»، وأعرب السيسى عن تطلعه أن تشهد الفترة المقبلة مزيداً من التعاون والتنسيق بين البلدين بما يحقق الازدهار للشعبين.

ومن جانبه، أعرب رئيس الوزراء اليونانى عن اعتزاز بلاده بما يربطها بمصر من علاقات تعاون وثيقة، التى تمثل نموذجاً للتعاون البناء بين دول المتوسط، خاصةً فى ظل ما تتمتع به مصر من مكانة متميزة وثقل إقليمى ودور محورى فى المنطقة بقيادة الرئيس.

وأكد أن اليونان ستظل أحد الداعمين لمصر داخل الاتحاد الأوروبى، فضلاً عن الاهتمام اليونانى المتبادل بتعزيز مسيرة التعاون المشترك بين البلدين، وكذا تطوير آلية التعاون الثلاثى بين مصر واليونان وقبرص، والتى تعد آلية ناجحة وفعالة للتنسيق والتعاون المؤسسى المنتظم فى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدول الثلاث.