تركه للحاجة والفقر.. محكمة الأسرة تلزم ابنا بدفع 2000 جنيه نفقة لوالده

شهدت أروقة محاكم الأسرة في إمبابة، دعوى نفقة أقارب، أقامها أب ضد نجله الوحيد، والذي قال خلال جلسات فض المنازعات، إنّه باع جميع ممتلكاته وأعطاها لابنه لبدء مشروعه الخاص، ودفع له نفقات زواجه بالكامل، من شقة وتكاليف حفل الزفاف وتأثيث شقة الزوجية، باعتباره ابنه الوحيد، وبعدها امتنع الابن عن الإنفاق على والده، الذي أضحى لا يمتلك ثمن العلاج، كما امتنع عن إرسال مصاريف له.

بدأت تفاصيل القضية، برفع «سلامة. ق» دعوى «نفقة أقارب» أمام محكمة الأسرة، طالب فيها نجله الوحيد بدفع نفقة شهرية له، وجاءت الدعوى برقم (2842 لسنة 90 ق).

وأصدرت المحكمة حكمها استناداً على أن نفقة الأب أو الأم، واجبة على الأبناء، وذلك متى كان الأب أو الأم فقراء، ولا يشترط لاستحقاقهما أن يكون الأب أو الأم عاجزين عن الكسب، بل يقضي لهما بالنفقة ولو كانا قادرين على الكسب، وذلك لأن الشرع نهى عن إلحاق الأذي بهما وتركهما دون نفقة مع الفقر والحاجة، ما يعد «قمة الأذى»، وذلك مصداقا لقوله تعالى في كتابه العزيز «وإما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا»، صدق الله العظيم، وفقا لما جاء بحيثيات الحكم.

ولأن الشرع أضاف مال الابن إلى مال الأب، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم «أنت ومالك لأبيك»، عليه وجوب نفقة الأقارب هو لسد حاجتهم وصلة للرحم، ومنعهم من السؤال، لذا قضت المحكمة بإلزام الابن بدفع 2000 نفقة شهرية لوالده، مع إلزامه بدفع أتعاب المحاماة.