أبوالغيط: الإعلام العربي مطالب بمواجهة خطاب التحريض والإرهاب المدمر
السلطةألقى السفير أحمد أبوالغيط، الأمين العام لجامعة الدول العربية، كلمة في ختام مؤتمر الإعلام العربي، وجَه فيها الشكر للمهندس عبدالرحيم سليمان، المدير العام لاتحاد إذاعات الدول العربية على، دعوته الكريمة للمشاركة رفقة كوكبة متميزة من المسؤولين عن الإعلام، والإعلاميين من مختلف وسائل الإعلام العربية، في ختام مؤتمر الإعلام العربي الذي يشكل محطة مهمة من محطات العمل الإعلامي العربي المشترك، التقى فيها خبراء الإعلام في مجالاته وتخصصاته لتبادل الأفكار والخبرات والتجارب.
وأضاف أبوالغيط في كلمته، بحسب بيان عنه: «نجتمع اليوم مرة أخرى في تونس الخضراء، بعد حالة الإغلاق التي تسببت فيها جائحة كورونا قرابة السنتين، وأغتنم هذه المناسبة لأوجه التحية للجهود الطيبة لاتحاد إذاعات الدول العربية، سواء بالتعاون مع أعضائه أو من خلال شركائه الدوليين، من الاتحادات والهيئات المماثلة، لمواكبة التطورات التكنولوجية الهائلة في مجال الإعلام والاتصال، وتعزيز شبكة التبادل الإخباري والبرامجي عبر الشبكة السحابية، بتطبيق أحدث التقنيات في مجال الربط المباشر».
وأكد أمين الجامعة العربية، أنّ الإعلام رافدٌ أساسي من روافد التنمية في العالم العربي، إذ لا يُمكن أن تُثمر جهودُ التنمية من دون وعيٍ جماهيري بضرورتها، وإدراك شعبي للصعوبات والتحديات الكبيرة التي تعترض طريقها، موضحا أنّ الإعلام خط اتصال جوهري بين الحكومة والناس، فمن خلاله تتبلور لدى الحكم صورة عن القضايا التي تشغل الجمهور، وعن طموحاته وأحلامه من أجل المستقبل، ومن خلاله أيضا يعرف الجمهور محددات العمل الوطني، وخطط الحكومات وأهدافها، وإذا حدث وانقطع هذا الخط الواصل بين الحكومة والجمهور، تتسع الفجوة بينهما، فتفقد الحكومة الشعور بنبض الشعب، ويفقد الشعب الاهتمام بسياسات الحكومة، وهو وضع يُفضي إلى تعطيل جهود التنمية، وإرباك مسيرة العمل الوطني.
موضوعات ذات صلة
- السقا: لم أجرؤ على التجاوز في حق نجوم بلدي
- وزير الخارجية يؤكد على التزام مصر بدعم المرحلة الانتقالية في السودان
- أسامة الأزهري يناقش رسالة ماجستير لباحث تخطى الستين عاما بجامعة طنطا
- عاجل.. الصحة تغيير أعراض فيروس كورونا فى الموجة الرابعة للفيروس أبرزها الكحة
- عاجل.. مدبولي يتابع موقف تنفيذ مشروعات الكهرباء في مبادرة حياة كريمة
- وزير الدفاع يشهد تفتيش حرب لإحدى تشكيلات الجيش الثاني بعد تحديثها
- رئيس مجلس النواب يرفع أعمال الجلسة العامة لـ31 أكتوبر.. تفاصيل
- حقيقة تمرد ثلاثي الزمالك على أداء التدريبات بسبب عدم المشاركة
- شيخ الأزهر يستقبل السفير البريطاني.. اعرف السبب
- تفاصيل ضبط طن زيوت طعام مجهولة المصدر في الشرقية
- سفير مصر في إثيوبيا يزور إسلام عيسى لاعب بيراميدز
- التعليم العالي تعلن تجديد ندب كريم همام مديرًا لمعهد إعداد القادة
وتابع أبوالغيط، أنّ دور الإعلام في صناعة الوعي لا يُمكن التقليل منه، وكشفت أحداث العقد المنصرم في العالم العربي عن المخاطر الكبيرة التي ينطوي عليها اختراق العقل، والتشويش على الفهم والإدراك بسيل من المعلومات المتناقضة والزائفة التي تتدفق على مدار الساعة من كل حدب وصوب، فتكتسح الحقائق أمامها في تدفقها الهادر.
وزاد: أشار البعض إلى أنّنا نعيش ما يُسمى «عالم ما بعد الحقيقة» من فرط الكم الهائل من المعلومات الزائفة التي يجري تناقلها في الفضاء الرقمي بسرعة غير مسبوقة، ولم تعاني بلادنا العربية وحدها من هذه الظاهرة، بل إن دولا كبرى -مثل الولايات المتحدة الأمريكية- وجدت نفسها في مواجهة هذا التحدي الصعب الذي تفرضه تكنولوجيات العصر الرقمي والتواصل الاجتماعي، وسرعة تناقل وتبادل المعلومات، والإمكانيات الهائلة لصناعة المحتوى على نحو يخدم أهدافاً سياسية معينة، أو يُعزز أفكار بعينها.
وأوضح أنّ صيانة العقل والوعي الجمعي لا تقل أهمية عن تأمين الحدود والتراب الوطني، فإلى العقل قد تتسرب أفكارٌ تهدم الأوطان من داخلها وتجعلها فريسة للاستقطاب الحاد، أو عرضة للتدخلات الخارجية والأجندات الأجنبية، كما أنّ الأزمات الأمنية والسياسية الخطيرة التي تُعاني منها بعض الدول العربية لا تخفى عليكم جميعا، لا تخفى تداعياتها المأسوية على ملايين البشر، وعلى مستقبل المجتمعات والدول.
وأكمل أبوالغيط: «عندما ننظر إلى هذه الأزمات حيث توجد، نرصد على الفور عاملا مشتركا بينها، يتمثل في التراجع الخطير لمفهوم الدولة الوطنية، ويصحب ذلك عادة خطاب إعلامي يقوم على التحريض والتخوين المتبادل، وتقسيم أبناء الوطن الواحد على أساس الدين أو العرق، أو الانتماء الطائفي، فيختفي علم الدولة رمز وحدتها وسيادتها، ويظهر بدلا منه علم القبيلة أو الطائفة أو الجهة».
وقال الأمين العام للجامعة العربية: «أقول في عبارة واضحة إنّ على الإعلام العربي مسؤولية تاريخية في مواجهة هذا الخطاب المدمر، الخطاب الذي قاد إلى التفكيك والتفتيت، وأشاع الكراهية وجعل استحلال الدم وإرهاب الأبرياء هدفاً مشروعا، هذا الخطاب حاضر بصور شتى في الفضاء الإلكتروني، بل والتليفزيوني، وهو يُشكل المظلة التي تحتمي بها قوى الإرهاب والطائفية، لتبرر أهدافها والوسائل البشعة التي تستخدمها في تحقيق هذه الأهداف».
واستطرد أبوالغيط، أنّ الوطن العربي يمر بظرف يتطلب من الإعلام أن يراعي مجموعة من الاعتبارات، ويجب أن يختار لنفسه دور إيجابي يساهم في تحقيق الاستقرار في الدول العربية، فالإعلام بلا مسؤولية يُمكن أن يتحول إلى ثغرة خطيرة في الوعي الوطني، لذلك أقول إن الإعلام العربي لا ينبغي أن تضيع منه البوصلة، والبوصلة دائما هي مصلحة المواطن وأمن الوطن، وفي ظل التحديات الاستثنائية التي يواجهها عالمنا العربي يتعين على الخطاب الإعلامي أن يُعيد التركيز على مفهوم الدولة الوطنية الذي تعرض للتشويه والتشويش، عن جهل أو قصد.
وأكد أنّ الدولة الوطنية التي نعنيها هي الدولة المستقلة صاحبة السيادة، التي تُعامل كل مواطنيها على قدم المساواة بلا تفرقة أو تمييز، وبلا تهميش لأيٍ من مكونات الوطن، دولة القانون والحقوق المتساوية للجميع، موضحا أنّ الرسالة الأساسية للإعلام العربي في هذه الرحلة تتمثل -في اعتقادي- في غرس قيم الاندماج الوطني، والعيش المشترك وعدم التمييز، وتعزيز المشتركات التي تتأسس عليها الجماعة الوطنية، فذلك هو السبيل الأمثل لمواجهة إعلام التحريض، وخطاب الفتنة وتقسيم الأوطان.
ولفت إلى أنّ خطة التحرك الإعلامي العربي التي أقرها مجلس وزراء الإعلام العرب في عام 2001، وجرى تحديثها مرات عديدة لتتماشى مع المتغيرات الحاضرة، بحاجة اليوم إلى تفعيل بنودها بتعاون الجهات الإعلامية العربية، وسيسهل وضع المرصد والمنصة المدمجة عملية تنفيذ الأهداف والأنشطة التي تتضمنها هذه الخطة التي تتناول عدداً من المحور الأساسية أهمها القضية الفلسطينية.
وأضاف أبوالغيط: «أغتنم هذه الفرصة لدعوة الإعلاميين العرب للتنبه لمخاطر الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة على الشعب الفلسطيني، بما في ذلك ما صدر مؤخرا عن محكمة إسرائيلية بالسماح لليهود بالصلاة في باحات الأقصى الشريف، وهي خطوة خطيرة تمس مشاعر المسلمين في كل العالم، وتشكل تحديا لكل الجهود التي تبذل من أجل استعادة فرص الحل التفاوضي».
وأوضح أنّ القضية الفلسطينية تتعرض لحملةٍ شرسة في الخارج لكسب العقول والقلوب عبر تشويه الحقائق وقلبها، فيتحول الشعب المُحتل إلى ممارسٍ للعنف والإرهاب، ويُصبح الفلسطيني اللاجئ الذي يعيش على مساعدات الوكالة الدولية لغوث اللاجئين، متبنياً لخطاب التحريض، مشيرا إلى أنّ الإعلام العربي مُطالب بمواجهة هذا التشويه والتزييف عبر مخاطبة العالم بلغته، وكشف حقائق الوضع القائم من دون تشنج أو خطاب زاعق، فالحقائق وحدها، وهي مخجلة ومأسوية، كافية للتأثير في أي ضمير حر، وأتوجه لكم بالشكر مُجددا على هذه الدعوة الكريمة وحسن الاستقبال والاستضافة، وأتمنى للإعلام العربي، بكم وبجهودكم، كل التقدم والازدهار.