زيارات حكومية مكثفة وتأهب تصديري.. صادرات مصر تبدأ جني ثمار إعمار ليبيا

وفّرت الزيارات الحكومية المتتالية بين الجانبين المصري والليبي حالة من الطمأنة، والتحفيز لدى المصدرين المصريين في كل القطاعات، لتكثيف تحركاتهم لزيادة عملية التصدير إلى الأسواق الليبية، والمشاركة في مشروعات إعادة الإعمار، التي يجري تنفيذها في الوقت الحالي، أو مستقبلا.

ومنذ الزيارة التي قام بها رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، برفقة نحو 11 وزيرا حكوميا، بدأت حركة التجارة بين القاهرة وطرابلس في النمو بشكل ملحوظ.

ونظرا للطبيعة الاقتصادية في العلاقات بين البلدين، كانت مجموعة الوزارات الاقتصادية حاضرة بقوة في الزيارة الحكومية التي إجرائها في مارس الماضي، حيث ضمت الزيارة كل الوزراء المعنيين بالمشروعات التنموية مع ليبيا، مثل وزراء البترول والإسكان والمرافق، والنقل، والتضامن، والتجارة والصناعة، والاتصالات، والصحة، والتعليم، والتعاون الدولي، والقوى العاملة، إضافة إلى رئيس هيئة الاستثمار.

في المقابل، شهدت القاهرة زيارات متتالية من جانب الحكومة الليبية، كان أحدثها زيارة وزير الصناعة الليبي أحمد أبو هيسة، برفقة وفد من المجتمع الصناعي في الأسبوع الأول من الشهر الجاري، حيث تم اقتراح تعميق العلاقات المصرية الليبية في مجال إنشاء وتطوير وتشغيل المناطق الصناعية، وإمكانات نقل الخبرات المصرية إلى ليبيا، كما تم الاتفاق بين الوزير الليبي، ونظيرته في مصر نيفين جامع، على تفعيل مذكرات التفاهم الموقعة في ختام أعمال اللجنة العليا المصرية الليبية.

التحركات الحكومية جاءت بالتوازي مع تحركات المصدرين المصريين، الذي انتهزوا فرصة الاستقرار السياسي النسبي في ليبيا من ناحية، والتقارب الحكومي من ناحية أخرى، من أجل تعزيز صادرات مصر إلي الأسواق الليبية، وكان مصدرو مواد البناء في مقدمة هؤلاء.

ارتفاع الطلب على الحديد والأسمنت

وبحسب ما تظهره بيانات المجلس التصديري لمواد البناء، فقد ارتفع الطلب من جانب ليبيا على مواد البناء المصرية بشكل كبير للغاية، حيث قفزت صادرات مصر من منتجات الحديد والصلب إلى ليبيا بنسبة 534%، في الفترة من يناير حتى نهاية أغسطس الماضي، مقارنة بذات الفترة من العام الماضي.

ووفقا لسمير نعماني وكيل المجلس التصديري لمواد البناء، فإن السوق الليبية، احتلت رأس قائمة الدول المستوردة لمنتجات الأسمنت المصرية خلال الأشهر الماضي، حيث حققت الصادرات المصرية من تلك السلعة نموا 170%، إذ استوردت ليبيا أسمنت مصري بقيمة 45.2 مليون دولار، مقارنة بـ16.7 مليون دولار في الفترة ذاتها من العام الماضي.

ويؤكد «نعماني»، أن السوق الليبية تعتبر امتدادا طبيعيا للسوق المصرية، بحكم الجغرافيا والعلاقات التاريخية بين البلدين، متوقعا المزيد من النمو في الصادرات، والتجارة البينية بشكل عام خلال الفترة المقبلة.

أكبر الأسواق المستوردة من مصر

ووفقا لبيانات وزارة التجارة، فإن السوق الليبية تعتبر واحدة من أكبر الأسواق المستقبلة للصادرات المصرية بشكل عام، حيث يحتل المرتبة الـ11 عالمياً والرابعة عربيا، وتكشف بيانات «التجارة»، أن ليبيا استوردت من مصر بنحو 572 مليون دولار العام الماضي، وهي قيمة قابلة للزيادة بقوة، حيث تضمنت أهم بنود الصادرات الأسمنت والمنتجات الغذائية والآلات والمعدات الكهربائية والالومنيوم ومصنوعاته.

ويمكن القول إن قطاع الصناعات الغذائية كان من بين أبرز القطاعات التي استفادت من التقارب المصري الليبي في العام الجاري، على مستوى الزيارات الحكومية، حيث تعتبر ليبيا من الأسواق التقليدية الواعدة التي يمكنها امتصاص كميات ضخمة من السلع المصرية، وفقا لما قاله هاني برزي رئيس المجلس التصديري للصناعات الغذائية.

وأوضح أن القرب الجغرافي أمر هام جدا لمصدري الغذاء في التعامل مع سوق مثل ليبيا، وهو ما بدا واضحا في ارتفاع صادرات الغذاء المصري إلي 116 مليون دولار، محققا نسبة نمو قدرها 5%، وهي النسبة التي يرى «برزي»، أنها سترتفع بأكثر مع ظهور بيانات آخر العام الجاري.