اليوم العالمي للمرأة.. «أنوار» بطلة صنعتها إسطوانة بوتاجاز
كتب جمال ابراهيمبرغم نحافة جسدها، تحمل "أنوار" إسطوانة البوتاجاز على كتفيها لساعات طويلة، تتجول بها في منطقة مصر القديمة، حتى أصبح الرجال والسيدات يشيرون إليها ويقولون "أهي دي ستات مصر اللي بمليون راجل".
أنوار، جاءت إلى القاهرة منذ 15 عاماً من محافظة المنيا، واقامت في مصر القديمة، بصحبة زوجها، وبعد عدة سنوات توفي زوجها، لتصبح هي المسئولة عن تربية أبنائها وإعالتهم، خاصة وإنها مغتربة عن أهلها، وقالت: "حسيت أن الدنيا جت عليا أوى أول ما جوزي اتوفي، بس مكنش قدامي إلا أني استرجل علشان أعيش ولادي من الحلال".
يوم أنوار يبدأ من الساعة الرابعة فجرًا ، تحضر في عجالة وجبة الإفطار لأبنائها، ثم تخرج مسرعة وتحمل على كتفيها الأنابيب، وتتجول مترجلة في شوارع مصر القديمة منادية : "أنابيب "، تحمل في يدها مفتاحا أصبح هو صديقها الدائم، تطرق به على أنبوبة معلنة عن قدومها إلي الحي، وتستخدمه أيضا لتركيب الأنابيب
موضوعات ذات صلة
- بالأرقام.. أسعار الذهب يواصل ارتفاعه التاريخي في الأسواق المحلية
- كارثة.. 40 مليون مواطن يتحصلون على دعم الخبز بدون حق (فيديو)
- التموين: التعامل مع جشع التجار بمنتهى الحزم
- احتفالا بيوم المرأة.. شاهد إضاءة مبنى قضايا الدولة باللون الأرجواني
- وفاة شقيق الفنان أحمد عبد العزيز .. تعرف على موعد تشييع الجثمان
- الأصول الروسية بصناديق استثمار الحوكمة البيئية قبل الحرب بلغت 8.3 مليار دولار
- بـ 10 جنيهات.. «التموين» تزف بشرى سارة بشأن الأرز
- ارتفاع أسعار الديزل في أوروبا إلى مستويات غير مسبوقة
- مصادر: أيرباص سلمت 50 طائرة لعملائها خلال الشهر الماضي
- مفوضة حقوق الإنسان الأممية تتوجه إلى شينجيانج الصينية
- صحيفة ألمانية رائدة تسحب مراسليها من روسيا بسبب قانون الإعلام المعدل
- تمارين الكارديو لكبار السن تساعدهم على البقاء بصحة جيدة وسعادة
وما بين الإشادة بسيدة تعمل في نشاط الرجال من أجل أبناءها ، وبين الاندهاش من قدرتها على حمل إسطوانة البوتاجاز والصعود بها للطوابق المرتفعة، تختلف ردود أفعال كل من شاهد أنوار وهي تمارس عملها، ولكن الجميع لا يمتلك في النهاية سوى الانبهار بذلك النموذج المصري الرائع
وتقول أنوار "ربنا بيقوي علشان العيال.. وجوزي كان بيبيع أنابيب ومش بعرف حاجة غيرها، علشان كدة اشتغلت فيها ، والحمد لله مستورة
تعود بائعة الأنابيب لمنزلها في وقت الظهيرة من أجل تناول وجبة الغداء مع أبنائها ، وسرعان ما تخرج مرة أخرى لتمارس عملها حتى الساعة السادسة مساءً.
"أنا مش بس ببيع الأنابيب لا لو حد عاوز ينقل عفش بنقل وبرفع أثقال لكذا دور".. تكمل "أنوار" قصتها وقالت إنها بعد مرور فترة من بيع الأنابيب شعرت بقوتها وكانت البداية مع تغبير عفش منزلها، وحينها شعرت بقدرتها على حمل الأثاث الثقيل والصعود به لعدة أدوار، وجاءت منها فكرة عامل رفع الأثاث ليكون باب رزق جديد لها وتابعت: "من كتر ما بشيل الأنابيب بقى عندي عضلات".
تصمت السيدة للحظات لتتذكر موقف حدث لها قائلة: "كنت مرة بطلع أنبوبة لناس ساكنين في الدور السادس ولما شافتني الست.. قالت الله أكبر عليكي عندي رجالة ميقدروش يعملوا ربع اللي بتعمليه".
وأشارت بائعة الأنابيب إلى أن تلك الجملة كانت بمثابة تاج على رأسها ليجدد لها طاقة حياتها مرة أخرى، وقالت: "شهادات الناس لي بالفخر بمثابة نور لحياتي وسط ظلام المآسي".