الفتي الأول في السينما.. قصة بحث وزير المواصلات عن قلم أحمد رمزي
كتب أحمد تركييمر اليوم الأربعاء 92 عاما على ميلاد الولد الشقى الفنان الكبير أحمد رمزى الذي، ولد فى مثل هذا اليوم الموافق 23 مارس من عام 1930 ليكون أحد نجوم الفن المصري، وأشهر من قدموا أدوار الولد الشقى والفتى الأول فى السينما، وأحد نجوم الزمن الجميل الذين تركوا بصمة لا تنسى فى عالم الفن.
وكان للشقاوة والمغامرات مكان كبير فى حياة أحمد رمزى منذ طفولته، حتى أنه كتب فى أحد المقالات أنه حاول الانتحار شنقاً وهو فى سن العاشرة من عمره، حين أراد أن يقلد أفلام رعاة البقر التى كانت تستهويه وهو صغير، فذهب إلى كوخ أحد رعاة الخراف على النيل وانتهز فرصة عدم وجود صاحب الكوخ ووجود بعض الحبال وحاول تجربة شنق نفسه، ولكنه نجا من الموت بأعجوبة وجرحت رقبته وسالت منها دماء غزيرة.
كما كان هناك موقفاً ظل أحمد رمزى يتذكره طوال حياته ويحكيه كلما عاد بالذاكرة إلى مرحلة الطفولة، وقال الفنان الكبير فى حوار نادر له أنه لا ينسى قصة القلم الباركر الذى أهدته له والدته ، حيث كان طالبا بالقسم الداخلى من كلية فيكتوريا بالإسكندرية، ويزور أسرته فى القاهرة بين حين وآخر، واتفقت معه والدته أن تمنحه هدية وجائزة قيمة إذا حصل على المركز الأول، وفرح رمزى بهذا الوعد واجتهد حتى يحصل على الهدية.
موضوعات ذات صلة
- ضبط صاحب مخبز بلدي لتصرفه في دقيق بلدي مدعم
- عاجل.. أول تراجع لسعر الدولار مقابل الجنيه (تفاصيل)
- عاجل.. استراتيجية جديدة لعقد الامتحانات العملية لطلاب التعليم الفني (تفاصيل)
- عاجل.. رئيس لجنة الإدارة المحلية بالنواب يطالب الأعضاء كشف حقيقة الوضع الاقتصادي
- بيلاروس تطرد معظم الدبلوماسيين الأوكرانيين بسبب أنشطة غير ودية
- تعرف على سعر ومواصفات Narzo 50A Prime
- وزير الخارجية الإيراني يطلع الرئيس السوري على مجريات الملف النووي
- وزير الأوقاف يهدي تعليم البحيرة مجموعة كتب رؤية لنشر الفكر الوسطي بين الطلاب والمعلمين
- ألمانيا تعتزم توريد 2000 قذيفة آر بي جيه لأوكرانيا
- من الإبرة للصاروخ.. أسعار السلع داخل محلات البقالة في أرقام
- تعرف على خطوات عمل حساب Gmail
- الهند تدرس إعفاء بعض المشروعات من الضرائب على واردات معدات إنتاج الطاقة الشمسية
وذات مرة أرسلت والدته تقول أن شهادته وصلتها وأنها فرحت بتفوقه وأعدت له هدية فاخرة ستعطيها له عندما يأتى فى أول أجازة، وفرح رمزى جدا وظل يعد الساعات حتى يصل لوالدته ويأخذ الهدية التى ظل يتخيل ماذا ستكون؟.
وأشار رمزى إلى أن فرحته كانت عظيمة عندما وصل لمنزله ووجد أن الجائزة قلم باركر، موضحاً أن هذه الأقلام الفاخرة كانت حكراً على أبناء الوزراء والأمراء فى المدرسة، ولم يكن يحلم وهو ابن الطبيب أن يمتلك واحداً منها حتى تحقق الحلم بهدية والدته، وظل يشكر والدته عليها ويقبلها أكثر من أى مرة.
وفى أثناء رحلة العودة إلى المدرسة حيث كانت إدارتها تحجز للطلاب عربة خاصة للذهاب والعودة فى القطار وضع أحمد رمزى القلم فى جيبه مباهياً به وحتى يراه كل زملائه فى العربة، ثم أخرج كراسة وتظاهر بأنه يكتب ويرسم حتى يراه الجميع وهو يحمل القلم الباركر الفاخر.
ولكن فى محطة طنطا حدث مالم يكن فى حسبان أحمد رمزي، حيث ظهر من شباك القطار عدد كبير من القرويين يسيرون معاً وهم يركبون على ظهور البقر والحمير والجاموس، وهو المشهد االذى جذب انتباه كل الطلبة فنظروا من شباك القطار ليتابعوه، وبالفعل انتفض أحمد رمزى ليرى المشهد وفجأة سقط القلم الباركر من جيبه، فظل يصرخ ويطلب من مشرف الرحلة أن ينزل من القطار حتى يلتقط القلم، ولكن كان القطار قد تحرك ، فأخرج أحمد ورقة بسرعة وكتب فيها رقم الكيلو الذى سقط فيه القلم، بعد أن شعر بأنه فقد كل شيء.
وظل أحمد رمزى يطلب من المشرف فى هيستريا أن يتركه لينزل فى المحطة التالية ويعود وحده ليبحث عن قلمه الفاخر، وهو ما رفضه المشرف.
وما كاد أحمد رمزى يصل للإسكندرية حتى اتصل بوالدته تليفونياً وهو مذعور ليخبرها بما حدث وأعطاها رقم الكيلو الذى سقط فيه القلم، وطلب منها أن تتصل بوزير المواصلات وقتها والذى كانت تربطه صلة قرابة بعائلة والد رمزى، وأن تطلب منه أن يوقف أول قطار يسافر إلى الاسكندرية على هذا الكيلو يبحث السائق عن القلم ويحضره له.
وسرت حكاية وزير المواصلات الذى سيبحث عن قلم الطالب أحمد رمزى فى كل المدرسة وأخذ الطلاب يتندرون عليها، ولكن رمزى كان يؤمن بأنه سيعثر على القلم، حتى فوجئ بطرد يصله بعد أيام قليلة وبه القلم الباركر، ورسالة من والدته تقول له فيها أن وزير المواصلات عثر على القلم المفقود، ولم يصدق رمزى نفسه من الفرحة، وسرى الخبر فى المدرسة كلها ومشى أحمد بين زملائه مختالاً فخوراً بقلمه الذى بحث عنه وعثر عليه وزير المواصلات بنفسه.
وبعد ثلاثة أعوام وعندما كبر أحمد رمزى عرف القصة واخبرته والدته بأنها اشترت له قلماً أخرغيرالقلم المفقود حتى لا يحزن وأنه من غير المعقول أن يترك وزير المواصلات مشاغله كى يبحث عن قلم طالب حتى وإن كان هذا القلم باركر فاخر.