موقع السلطة
الأربعاء، 25 ديسمبر 2024 09:02 مـ
موقع السلطة

رئيس التحرير محمد السعدني

  • اتحاد العالم الإسلامي
  • nbe
  • البنك الأهلي المصري
اقتصاد

الفاتورة المعلقة في إسطنبول.. مبادرة رقمية لمواجهة الفقر وتعزيز المودة بين الأتراك

تركيا-أرشيفية
تركيا-أرشيفية

واجهت الطبقة العاملة في تركيا حالة معيشية صعبة للغاية طوال العامين الماضيين. ويقول أحد العاملين لفترات متقطعة في مصنع للملابس في إسطنبول، ويعول أربعة أطفال إنه لم يدفع إيجار مسكنه وفواتير مستحقة عليه بلغت قيمتها ما يعادل تقريبا كل دخله الشهري وهو 3500 ليرة تركية( 237 دولارا).

ونقلت الصحفية جنيفر هاتام في تقرير نشرته وكالة بلومبرج للأنباء عن الرجل البالغ من العمر 38 عاما، الذي تحدث عن الصعوبات التي يواجهها شريطة عدم الإفصاح عن هويته قوله " لقد قصمت جائحة كورونا ظهورنا، وأصبح كل شى الآن باهظ الثمن".

وفي ظل معدل تضخم بلغ أكثر من 60% أعرب عن المعاناة من أسعار مواد أساسية مثل الطماطم والزيتون والحليب. ولكن هناك بعض الدعم لمحدودي الدخل من قاطني إسطنبول بفضل منصة تحمل اسم" الفاتورة المعلقة" لمساعدة المحتاجين عبر الانترنت خصصتها بلدية المدينة أثناء الموجة الأولى من الإغلاق بسبب الجائحة.

واكتسب الموقع شعبية بعد أزمة تضخم وجهت ضربة مزدوجة للعائلات التي تعاني بالفعل من التأثيرات الاقتصادية للجائحة. ويتيح هذا الموقع للأشخاص تحميل الفواتير المستحقة عليهم ولم يتم تسديدها وينتظرون فاعلي الخير الذين يريدون توجيه مساعداتهم الخيرية لمحتاجين معينين بدلا من الاستعانة بهيئة خيرية كوسيلة لذلك. وكدليل على حدة الأزمة الراهنة تم تحميل فواتير في شهر مارس أكثر من أي شهر آخر منذ تدشين الموقع في مايو 2020.

وبلغت قيمة الفواتير غير المسددة أكثر من الضعف بالنسبة للشهور السابقة، وفي أعقاب مبادرة بلدية إسطنبول، دشنت أكثر من 35 بلدية أخرى في تركيا مواقع مماثلة.

ويقول مراد أونجون، المتحدث باسم بلدية إسطنبول" يريد الناس التأكد من أنهم إذا تبرعوا بمال، سوف يصل للمكان الصحيح...لذلك دشنا نظاما يكون بمثابة جسر بين من لهم احتياجات مؤكدة، ويستطيعون تحميل فواتير الغاز والماء المستحقة عليهم على الموقع، وبين فاعلي الخير الذين بإمكانهم تسديدها بلمسة يد على الشاشة".

ولا يكشف الموقع عن هوية المحتاجين أو فاعلي الخير. ويعتبر ذلك سمة رئيسية للموقع لضمان كرامة متلقي المساعدة وعدم جعلهم مدينين بالفضل لهيئة خيرية أو حزب سياسي.

وتقول هاتام إن إحدى فاعلات الخير صدمها مستوى الديون التي يواجهها المحتاجون وقررت توزيع نطاق مساعدتها لتصل للمزيد من العائلات.

وقررت فاعلة الخير التي تعمل في شركة علاقات عامة في إسطنبول أن تسدد الفواتير التي تبلغ قيمتها أقل من 100 ليرة لمساعدة عدد أكبر من الأشخاص.

وقال شخص آخر مقيم في إسطنبول تبرع من خلال الموقع وتم التواصل معه عبر موقع تويتر للتواصل الاجتماعي إن موقع التبرع " الفاتورة المعلقة" يساعد في لفت مهم للأنظار لمآساة الآخرين.

وأضاف رافضا ذكر اسمه تماما: "إنه يجعلني أكثر تعاطفا مع حقيقة أن الناس الذين نقابلهم في الشوارع، والذين نستقل معهم نفس وسائل النقل العام، يمكن أن تكون لديهم صعوبات مثلنا أو أكثر شدة".

وتضيف هاتام أن التبرعات من خلال موقع" الفاتورة المعلقة" لن تقضي على الفقر، ولكن يقول من دعوا إلى تدشينه إنه على الأقل يكسر بعض الحواجز الاجتماعية. وقد تم في يناير الماضي اختياره كأحد الـ 15 مشروعا الفائزة في "تحدي العمد العالمي " الأخير الذي ترعاه مؤسسة بلومبرج الخيرية، التي أنشأها مايكل ار. بلومبرج، عمدة نيويورك السابق لثلاث دورات ، ومالك شركة معامل سيتي لاب للتحاليل الطبية. وركزت الجائزة السنوية هذا العام على الحلول التي تم تطويرها في أعقاب جائحة كوفيد-19.

وأشارت هاتام إلى ظهور مفاهيم مماثلة لموقع" الفاتورة المعلقة" في أماكن أخرى، من بينها إيطاليا؛ حيث تم توسيع نطاق تقليد" القهوة المعلقة" أثناء الجائحة لتشمل التبرع بمواد بقالة إضافية ودعم الأعمال التجارية الصغيرة التي اضطرت لإغلاق أبوابها.

وفي الولايات المتحدة، هناك منظمة غير حكومية في ديترويت تم تأسيسها أثناء أزمة مياه في ميتشجان ما زالت تجمع التبرعات لتغطية فواتير المياه غير المسددة الخاصة ببعض العائلات.

ووسعت بلدية إسطنبول بالفعل منصة " الفاتورة المعلقة" لإتاحة الفرصة للمتبرعين لإضافة مبالغ لبطاقات إئتمان يمكن للعائلات، والأمهات الجديدات، والطلاب أصحاب مستويات الدخل المنخفض التي يمكن التحقق منها استخدامها لسداد احتياجاتهم الضرورية مثل مواد البقالة والنقل العام.

وبعد الحصول على جائزة " تحدي العمد العالمي" التي تبلغ مليون دولار، تخطط المنصة لإضافة خيارات تبرع جديدة، وإقامة شراكات مع القطاع الخاص، ودعم المدن الأخرى التي تود تطوير مبادرات تبرع خاصة بها.

وتختتم هاتام تقريرها بالقول إن المشروع بطبيعة الحال مجرد مثال على التضامن أثناء الجائحة.

وأدت الجائحة في أنحاء العالم إلى ظهور مجموعة من الأنشطة ركزت في غالبيتها على تلبية الاحتياجات الملحة في مجتمعاتها، ولكن استمرارية تواجد مشروع" الفاتورة المعلقة" زاد من الأمل في إمكانية أن يقوم بدور في إصلاح بعض الانقسامات الاجتماعية في دولة تعاني من استقطاب عميق.

وفي حقيقة الأمر، يرجع أساس المنصة في جانب منه إلى الصراع السياسي بين بلدية إسطنبول التي تديرها المعارضة والحكومة المركزية، التي منعت الإدارة المحلية من جمع أي تبرعات لتخفيف أعباء الجائحة. ويقول مراد أونجون" نتمنى أن تستطيع الفاتورة المعلقة زيادة الحب بين الناس".

البنك الأهلي
تركيا وكالات الفاتورة فاتورة رقمية الفاتورة الرقمة أخبار مصر موقع السلطة
tech tech tech tech
CIB
CIB