طليق بنتي خد عفشها وعندها 16 سنة.. قصة نعمة سائقة سوزوكي مع تربية أبنائها الثلاث بعد وفاة زوجها
لا تتوقف النساء عن تسطير قصص كفاحهن بأيديهن وسط عتمة الظروف الملقاة على عاتقهن، فكلما كانت الحياة صعبة ومريرة بالنسبة لهن، حاولن فتح نفق جديد آخره نور يتمكنّ من خلاله من خلق آمال جديدة لهن تساعدهن على مواكبة تلك الظروف.
نعمة سعد صلاح، تبلغ من العمر 38 سنة، وابنتها الكبرى إسراء، 16 عاما، رغم أعمارهما القليلة، فإنهما واجها تخبطات الحياة بضحكة واسعة، حيث قالت نعمة خلال رواية قصتها لـ القاهرة 24: الدنيا ضربتنا كتير بس أنا بطلع لها لساني وبقولها موجعتنيش، ولازم أضحك ما أنا هعمل إيه؟
السيدة نعمة السيدة نعمة
نعمة سائقة سوزوكي
ذات يوم عاد الحاج حسين زوج السيدة نعمة وسائق عربة سوزوكي من عمله كي يستريح قبل أن يبدأ وردية جديدة مثلما يفعل كالمعتاد، ألقى التحية على زوجته وأبنائه قبل أن يدخل لينام، ولكنه لم يستيقظ بعدها أبدا، وهنا بدأت مأساة نعمة مع أبنائها.
السيدة نعمة
كانت نعمة قبل وفاة زوجها، تعمل أما بديلة في دار أيتام، ولكن الراتب لم يكفِ لدفع أقساط السوزوكي وتربية الأبناء، لذا قررت أن تتعلم السواقة في 4 أيام فقط، وتكون سائقة للعربة التي تركها زوجها، تقضي مشاوير للعامة وطلاب المدارس، وأحيانًا توصل زبائن مجانًا للمستشفيات غير المقتدرين، كما تُعلِّم القيادة مجانًا، وهي على هذه الحال منذ عام ونصف.
بدأت نعمة في عمل مشروع آخر على نفس العربة، وهو بيع الشاي والقهوة للمارة، حيث تحاول أن تمتهن أكثر من مهنة بأقل التكاليف حتى تستطيع مواكبة الحياة، وتربية إسراء ونادية وإسلام.
السيدة نعمة
تروي نعمة أن أكثر ما يضايقها هو عرض الرجال عليها ما لا ترضاه امرأة عفيفة على نفسها، ولكنها صامدة أمامهم لتثبت أنها لا تريد سوى أن تعمل بمهنتها بسلام وسطهم.
اضطرت نعمة لتزويج ابنتها الكبرى إسراء، والتي لم تبلغ السن القانونية لـ رجل تخطى الـ 30 عاما، بعقد غير مسجل ولم يتمكنا من تسجيله حتى الآن لأنه غير رسمي، وبعد شهر واحد فقط من زواجها، أصبحت في بيت أمها مطلقة بالاسم فقط، وأنجبت فتاة توفيت بعد ثلاثة أيام.
توقف تعليم إسراء حتى الصف الثالث الإعدادي، وكل ما تتمناه حاليًا أن ترجع إلى دراستها، بعدما تهشمت طفولتها على يد زوجها، حيث قالت: كنت بنضرب وأتحبس وأتهان، حتى أنه اتجوز واحدة تانية على عفش بيتي ومش عارفة أخده، وعمري ما هقدر أتجوز تاني ولا حد يجهزني.
رغم ذلك، ضحكة الثنائي -إسراء ووالدتها- لم تفارق وجهيهما، راضيتين بالظروف التي وضعتها لهن الحياة، قائلتين إنهما ينتظران عوض الله عن كل ما يريانه.