ما حكم الدعاء في الصلاة بقضاء حاجة من أمور الدنيا؟.. الإفتاء تجيب
مكة ماهرأجابت دار الإفتاء على سؤال ورد لها عبر موقعها الرسمي نصه: يسأل أحد الأشخاص عن حكم الدعاء داخل الصلاة بقضاء حاجة من حوائج الدنيا، وهل تبطل الصلاة بذلك؟
وقالت دار الإفتاء في فتوى سابقة، روى البخاري ومسلم وغيرهما من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم علّمه التشهد، ثم قال في آخره: «ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ، فَيَدْعُو»، وفي لفظ للبخاري: «ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الثَّنَاءِ مَا شَاءَ»، وفي لفظ لمسلم: «ثُمَّ لْيَتَخَيَّرْ بَعْدُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ أَوْ مَا أَحَبَّ».
وأضافت دار الإفتاء، قال الإمام النووي في الأذكار ص: 67، ط. دار الفكر: واعلم أن هذا الدعاء مستحب ليس بواجب، ويستحب تطويله، إلا أن يكون إمامًا، وله أن يدعو بما شاء من أمور الآخرة والدنيا، وله أن يدعو بالدعوات المأثورة، وله أن يدعو بدعوات يخترعها، والمأثورة أفضل.
موضوعات ذات صلة
- محمود علاء: مستمر مع الزمالك لآخر العمر.. ولهذا السبب لم أتحدث مع فيريرا
- صحيفة أمريكية: استجابة البلاد لفيروس جدري القرود بطيئة
- ارتفاع أسعار النفط بعد ساعات من الحديث عن خفض الإنتاج
- أتلتيكو مدريد يسقط أمام كلوب بروج.. وبورتو يفوز على ليفركوزن بثنائية
- يانكون: فخور بوجودي في منظومة الأهلي.. وعلاقتي بالجماهير مذهلة
- تنظيف الرواسب.. نصائح هامة للحفاظ على ريداتير السيارة
- بالجامعة الأمريكية.. إيمي سلطان تحيي أول حفل رقص شرقي موسيقي
- هل ارتدت سوسن بدر الحجاب بعد ظهورها به في سلسلة أم الدنيا؟.. الفنانة ترد
- حبس السكرتير المتهم بالاعتداء على مدير مدرسة بسلاح أبيض في سوهاج 4 أيام
- عودة مودريتش وغياب كورتوا.. أنشيلوتي يعلن قائمة ريال مدريد لمواجهة شاختار بدوري الأبطال
- عاجل.. السكة الحديد تناشد الركاب بالاحتفاظ بالتذكرة حتى الخروج من محطة الوصول
- الزمالك يضع الرتوش الأخيرة لضم عمرو السيسي
وتابعت الإفتاء، وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري (2/ 321، ط. دار المعرفة): واستُدِلَّ به على جواز الدعاء في الصلاة بما اختار المصلي من أمر الدنيا والآخرة.
أردفت الإفتاء، وقال العلامة الشوكاني في تحفة الذاكرين بعدة الحصن الحصين (ص: 174، ط. دار القلم): [وفيه التفويض للمصلي الداعي بأن يختار من الدعاء ما هو أعجبه إليه؛ إما من كلام النبوة، أو من كلامه، والحاصل: أنه يدعو بما أحب من مطالب الدنيا والآخرة، ويطيل في ذلك أو يقصر، ولا حرج عليه بما شاء دعا، ما لم يكن إثم أو قطيعة رحم] اهـ.
واستكملت دار الإفتاء، وروى الإمام مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّهُ لَمْ يَبْقَ مِنْ مُبَشِّرَاتِ النُّبُوَّةِ إِلَّا الرُّؤْيَا الصَّالِحَةُ، يَرَاهَا الْمُسْلِمُ، أَوْ تُرَى لَهُ، أَلَا وَإِنِّي نُهِيتُ أَنْ أَقْرَأَ الْقُرْآنَ رَاكِعًا أَوْ سَاجِدًا، فَأَمَّا الرُّكُوعُ فَعَظِّمُوا فِيهِ الرَّبَّ عَزَّ وَجَلَّ، وَأَمَّا السُّجُودُ فَاجْتَهِدُوا فِي الدُّعَاءِ، فَقَمِنٌ أَنْ يُسْتَجَابَ لَكُمْ».
الحث على تكثير الطلب لكل حاجة
واستطردت دار الإفتاء: قال العلّامة المناوي في "فيض القدير" (2/ 88، ط. دار الكتب العلمية): [والأمر بالإكثار من الدعاء في السجود يشمل الحث على تكثير الطلب لكل حاجة كما جاء في خبر الترمذي: ليسأل أحدكم ربه حاجته كلها حتى شسع نعله] اهـ.
وقال الشيخ المباركفوري في مراعاة المفاتيح شرح مشكاة المصابيح (3/ 187، ط. الجامعة السلفية بالهند): [والحديث دليل على مشروعية الدعاء حال السجود بأي دعاء كان مِن طلب خير الدنيا والآخرة، والاستعاذة مِن شرهما] اهـ.
واختتمت الإفتاء، وقد نُقِل ذلك عن الجمع الكثير، واستفاض من غير نكير؛ حتى جرى مجرى الإجماع:قال العلامة ابن علان الصدِّيقي في "الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية" (3/ 3، ط. دار إحياء التراث العربي) في شرحه لكلام الإمام النووي السابق: [وأشار في "شرح عدة الحصن" إلى تقوية ما نحاه الشافعي بنَقْله الدعاء بأمر الدنيا وبغير المأثور عن جمع كثير، ثم قال: وإذا انضاف قول هؤلاء إلى قول ابن عمر رضي الله عنهما جرى مجرى الإجماع؛ إذ لا مخالف لهم. ورُوي عن ابن شبرمة أنه قال: يجوز الدعاء في المكتوبة بأمر الآخرة لا بأمر الدنيا، فقال له ابن عون: أليس في القرآن ﴿وَاسْأَلُوا اللهَ مِنْ فَضْلِهِ﴾ [النساء: 32] فسكت، ومذهب المالكية: جواز الدعاء بأمر الدنيا والآخرة] اهـ، وممَّا سبق يُعلَم الجواب عمّا جاء بالسؤال.