إشتباكات غوط الشعال من أجل توسيع النفوذ في ليبيا
موقع السلطةإشتعلت العاصمة الليبية طرابلس من جديد بعد إندلاع إشتباكات مسلحة بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة في منطقة غوط الشعال والحي الإسلامي غرب العاصمة طرابلس. وبحسب التقارير إندلعت الإشتباكات بالقرب من شارع 9 بمنطقة غوط الشعال، وسط حالة هلع وفزع لدى السكان، كما وثقت بعض مقاطع فيديو أصوات رماية بالأسلحة المتوسطة خلال الإشتباكات.
الإشتباكات إندلعت في محيط منطقة الحي الإسلامي وغوط الشعال غرب طرابلس، وخرجت على إثرها مجموعة من السيارات المسلحة من مصنع التبغ في طرابلس بين ميليشيات السرية الأولى التابعة لجهاز الأمن العام بقيادة، الروماني الزنتاني، وميليشيات السرية الثالثة بقيادة، سعيد، وكلاهما يتبعان جهاز الأمن العام الذي يقوده عماد الطرابلسي.
هذه الإشتباكات الدامية والتي أسفرت عن إصابت إثنين من المدنيين ما هي إلا بداية جديدة لمسلسل الإشتباكات المسلحة القادم بين الميليشيات التي تسعى لتوسيع نفوذها في المنطقة الغربية لإثبات وجودها ونيل نصيب الأسد من تركيا التي قامت بإرسال دفعة جديدة من الأسلحة إلى طرابلس لتقديم الدعم لرئيس حكومة الوحدة الوطنية في طرابلس، عبد الحميد الدبيبة.
الجدير بالذكر أن هذه الميليشيات تتبع لعماد الطرابلسي، وهو من قام عبد الحميد الدبيبة أواخر الشهر الماضي بتعيين وكيلاً عاماً لوزارة الداخلية، الأمر الذي أثار حينها غضب العديد من المواطنين والنشطاء السياسين. فكيف يتم تعيين أحد أبرز مرتكبي إنتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني في ليبيا في منصب رفيع المستوى كهذا.
وفي وقت سابق شهدت العاصمة طرابلس عدد من الإشتباكات المسلحة كان أبرزها إشتباكا ميليشيات تتبع لعماد الطرابلسي مع أخرى تتبع لرئيس حكومة الإستقرار المُكلف من البرلمان، فتحي باشاغا، بعدما حاول الأخير دخول العاصمة بقوة السلاح لتولي مهامه من طرابلس كرئيس للحكومة المؤقتة الجديدة.
ومع عودة الإشتباكات من جديد يرى العديد من الخبراء والمحللين أن هذه الإشتباكات هي نكبة جديدة تحل بالعاصمة طرابلس وقد تمتد لفترة طويلة، حيث أن الجماعات المسلحة والمرتزقة الخارجة عن القانون في ليبيا تتلقى الدعم المادي والعسكري من بعض الدول المستفيدة من حالة الفوضى في البلاد كرئيس حكومة الوحدة المُتمسك بالسلطة، وتركيا التي تسعى لنهب ثروات الشعب الليبي من غاز ونفط.
المحلل السياسي والخبير الإستراتيجي، أحمد البريكي، يرى أن عودة الصراع بين الميليشيات إلى العاصمة طرابلس من جديد بسبب فشل السياسيين في التوصل إلى حلول سلمية قد يكون بداية النهاية للحلم الليبي المُتمثل في إجراء إنتخابات برلمانية ورئاسية حرة ونزيهة.
وأضاف البريكي أنه لن يكون هنالك حل للازمة مالم يتم إخراج جميع المرتزقة الأجانب من الأراضي الليبية في المقام الأول ومن بعدها فك الميليشيات ومُحاسبة كل من قدم لهم الدعم المادي والعسكري.