تفاجأنا بقدرة المصريين.. كيف تحولت نبرة موشيه ديان من الغطرسة إلى الحسرة؟
كتب عمر احمدليس أمام المصريين أدنى فرصة، إنهم فقط يستطيعون أن يحاربوا أفضل إذا ما حصلوا على طيارين ألمان، وإذا قامت الحرب فلا أتمنى أن أكون على الجانب المصري من القناة، إذا كنت هناك فسأكون مع قواتي.
كانت هذه كلمات وزير الدفاع الإسرائيلي إبان حرب أكتوبر، موشيه ديان، والتي يبدو فيها الغرور واضحا، لكن لندعه يروي بنفسه لحظات الحرب الأولى كما دونها في مذكراته، وشهادته أمام الكنيست الإسرائيلي، عن خيبتهم في الحرب.
يقول ديان في مذكراته عن حرب أكتوبر، بعد أن ذكر سوء الوضع على الجبهة الإسرائيلية وعبور المصريين للقناة وتكبيد قواته خسائر فادحة: الوضع العسكري سيء جدا وكان السؤال الذي يطاردني في تلك الساعات المريرة، ماذا جرى؟ ما الذي حدث؟ وكيف جرى هذا؟ هل نحن أخطأنا في وضع الخطة؟ أم أخطأنا في تطبيقها؟ ماذا أصاب المبادئ الثلاثة لوقف أي زحف مصري، مدرعاتنا وطائرتنا واستحكاماتنا الدفاعية المنيعة على القناة التي تجعل من المستحيل على المصريين أن يفكروا في عبور القناة وإن فعلوا ستكون خسائرهم فادحة.
موضوعات ذات صلة
- لن يؤذيك من يكرهك.. ندى بسيونى توجه رسالة لجمهورها | شاهد
- الكومي: هدفنا إعادة الإسماعيلي مجددا لمنصات التتويج
- الطلقة منه براجل .. أم الشهيد الرائد أحمد خالد صلاح الحجار تروي لنا إنجازاته
- 4 تغيرات من الشهر العقاري بشأن تسجيل العقارات
- بعثة الأهلي تصل مطار القاهرة استعدادًا للسفر إلى تونس.. صور
- احتفالًا بانتصارات أكتوبر.. الموسيقات العسكرية تقدم عروضًا بالميادين الرئيسية
- نوبل لم تكن الوحيدة.. جوائز حصدتها الكاتبة آني إرنو
- عاجل.. جمال مبارك يصل ضريح والده لإحياء ذكرى حرب أكتوبر المجيدة
- فرص لسقوط الأمطار ونشاط الرياح.. تفاصيل حالة الطقس خلال الأسبوع
- أكثر من طريقة لعلاج قمل الشعر باستخدام زيت جوز الهند
- جمال مبارك يزور النصب التذكاري لإحياء ذكرى حرب أكتوبر | صور
- القوات المسلحة تحتفل بذكرى المولد النبوى الشريف لعام 1444 هـ
كما قال ديان، في شهادة مصورة، إن المعركة لا تماثل حرب الأيام الستة (1967) أو قادش (بداية العدوان الثلاثي)، هذه الحرب صعبة والصدامات فيها مريرة، حرب ثقيلة ودموية.
كان ديان يتحدث بنبرة تُسمع منها المرارة، وتظهر على وجهه علامات الحسرة والانكسار، بعدما تحول الوضع وفاجأته القوات المسلحة المصرية بما لم يتوقعه أبدا، لقد بدأ العرب الذين لطالما استخف بهم في تصريحاته، الحرب.
غرور إسرائيلي قبل الحرب
وبالرجوع قليلًا إلى موشيه ديان قبل الحرب، ففي أحد اللقاءات التلفزيونية كان له تصريحات استفزازية شهيرة، يقول فيها عندما سأله المذيع عن خطوة إسرائيل التالية بعدما احتلت سيناء والجولان، في حرب 1967، ومن سيبدأ بالاتصال للتشاور ولحل مشكلة الشرق الأوسط.
رد ديان: أعتقد أنه يمكننا انتظار اتصالهم بنا، فأنا أرى أن وضعنا الحالي جيد، ولا أرى سببا لكي نتصل نحن بهم، نحن سعداء بما حققنا، وإذا كانوا هم سعداء أيضا فلا توجد مشكلة.
وعندما بادره المذيع بالرد: لكنهم ليساو سعداء، رد ديان بغرور: إذا ليتصلوا بنا.
بعد أشهر من تلك الكلمات، أجرت مصر وسوريا اتصالا غير متوقع بإسرائيل، لكن بطريقة عسكرية، فقد فتحت القوات المصرية والسورية النيران على مواقع جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعبر الجنود المصريون قناة السويس واستولوا على شاطئها الشرقي.
ويحكي ديان عن ذلك في مذكراته، قائلا: في الساعة الثانية بعد الظهر نشب القتال بمدفعية كثيفة وغارات جوية على مواقع الجيش الإسرائيلي ومنشآته، وفي الجنوب سارع الجنود المصريون بالعبور على طول القناة، ووضعوا الجسور مستخدمين زوارق المطاط، وبعض القوات المصرية سبحت إلى الشاطئ الشرقي للقناة.
ويكمل ديان حديثه عن الجبهة المصرية: وحتى منتصف اليوم الأول، كان المصريون قد عبروا إلى الشاطئ الآخر بثلاثمائة دبابة من الألفي دبابة التي كانت لديهم على هذه الجبهة، وفي نفس الوقت كان لديهم 1848 مدفعا تغطي المنطقة، وفي مواجهة القوات المصرية لم يكن لدينا سوى 276 دبابة و48 مدفع ميدان.
في مساء ذلك اليوم، عقدت الحكومة الإسرائيلية اجتماعا، ويقول ديان إن حديثه عن القوات المصرية والجندي المصري ونجاحهم في العبور بقوات هائلة وتدفقهم إلى الشاطئ الشرقي واستيلائهم على مواقع منيعة، ضايق الوزراء، فقد كانت القوات المصرية مفاجأة لنا تماما بقدراتها القتالية ولياقتها العسكرية.
ديان يحكي وقائع الحرب الأولى
وبالعودة إلى مذكرات ديان، عن ساعات الحرب الأولى، فيقول: لقد بدأ العدو هجوما علينا جنوبا وشمالا وقواته البرية تفوق قواتنا عشر مرات، فقد بلغ عدد المشاة المصريين مائة ألف يقابلهم 8500 من قواتنا، وفي الشمال كان لدينا 5 آلاف مقاتل ولدى السوريون 45 ألف مقاتل، والشيء الخطير حقا هو ما يجب الاعتراف به هو أن المشاة التي واجهتنا تختلف تماما عن المشاة التي واجهتنا وعرفناها في 1967، فقد كان المشاة المصريون مزودين بكميات كبيرة من أسلحة خطرة متطورة: أسلحة ضد الدبابات، كما أنهم يحملون الاستريلا، وهو سلاح يحمله المقاتل ليوجه صواريخه ضد الطائرات، كما أن طائرتنا كانت أقل عددا من طائرات العدو، فلدى مصر 600 طائرة، ولدى سوريا 350.
واصل ديان، حديثه عن جبهة القتال المصرية، قائلا: أوضح رئيس الأركان أن الموقف على قناة السويس سيء للغاية، وهو أسوأ مما يجري في الجولان، لأن المصريين قد نجحوا في العبور بينما السوريون لم يخترقوا خطوطنا.
وأشار ديان، إلى تفاؤل رئيس الأركان آنذاك، لكنه لم يشاركه تفاؤله هذا قائلا: كان حزني عميقا ولم أشارك رئيس الأركان في تفاؤله، وخصوصا في الجبهة المصرية، فقد كسب المصريون الكثير، مما رفع معنوياتهم وجعلهم أشد اندفاعا إلى القتال ضدنا باستماته، وقد كبدونا ضربات غاية في العنف والقوة، فقد عبروا القناة وأقاموا جسورا، وحركوا مدرعاتهم ومشاتهم وأسلحتهم المضادة للدبابات، ونحن لم نفشل فقط في إيقافهم بل إن خسائر المصريين كانت طفيفة ثم أننا دمرنا القليل جدا من المعدات.
ويكمل ديان: وهنا ساءت حالتي النفسية جدا وبلغ بي القلق أقصي درجاته، الوضع العسكري سيء جدا وكان السؤال الذي يطاردني في تلك الساعات المريرة، ماذا جري؟ ما الذي حدث؟ وكيف جري هذا؟ هل نحن أخطأنا في وضع الخطة؟ أم أخطأنا في تطبيقها؟ ماذا أصاب المبادئ الثلاثة لوقف أي زحف مصري؟ مدرعاتنا وطائرتنا واستحكاماتنا الدفاعية المنيعةعلى القناة التي تجعل من المستحيل على المصريين أن يفكروا في عبور القناة، وإن فعلوا ستكون خسائرهم فادحة.