8 معلومات هامة عن مرض شلل الأطفال
كتب اشرف سلامكان التهاب سنجابية النخاع (المعروف باسم شلل الأطفال) سبباً في الإصابة بشلل يهدد حياة المصابين به لآلاف السنوات.
في أوج أكبر تفشٍ للمرض في 1952، أُبلِغ عن قرابة 60 ألف حالة من بينها أكثر من 3 آلاف وفاة في الولايات المتحدة وحدها.
بفضل التحصين وسهولة الوصول إلى الماء النظيف، أصبحت الأجنحة المليئة بالأطفال، الذين تبقيهم رئة حديدية على قيد الحياة، ذكرى بعيدة. لسنوات، كان شلل الأطفال على وشك الاختفاء من جميع أنحاء العالم. أما الآن فتعرضت جهود استمرت عقوداً لوقف انتشار المرض دولياً للإحباط، بسبب مزيج من التحديات القديمة والجديدة، بما فيها الصراعات والتردد في تلقي اللقاح وجائحة كورونا.
موضوعات ذات صلة
- سوما عن أسباب دعمها لمصطفى حلمي في انتخابات الموسيقيين: عايز يخلي النقابة كلها مميكنة
- هتافات داخل لجان انتخابات الموسيقيين دعمًا لمصطفى كامل: رقم 2 وأقرا للحسين
- خراب ودمار وجثث بكل مكان.. مشاهد كارثية لما خلفه إعصار إيان بفلوريدا
- عاجل.. أوكرانيا تعلن وقوع انفجارات جنوبي البلاد
- حكم الصلاة تحت تأثير المخدرات.. لا يدري ما يقول أو يقرأ
- هذه الصلاة بعشرة أمثالها .. احرص على عدم تركها
- هل ضربت السيدة عائشة الرسول صلى الله عليه وسلم؟.. الإفتاء تجيب
- ارتدوا الجواكيت.. الأرصاد تُحذر من موجة تقلبات جوية في هذا الموعد
- وفاء عامر: أنا وغادة عبدالرازق لسنا صديقتين وسمية الخشاب أساءت لي
- الخارجية الروسية: لا نهدد أحدا بالسلاح النووي
- أسعار الذهب تتراجع عالمياً بأكثر من 3 دولارات
- استقرار أسعار الدواجن اليوم 11 أكتوبر
كانت إحدى الحالات في يوليو لرجل في نيويورك لم يتلق اللقاح بمثابة تذكِرة أن الفشل في القضاء على شلل الأطفال في آخر معاقله المتبقية قد تؤدي إلى عودة للمرض المسبب للشلل.
1) ما هو مرض شلل الأطفال؟
هو مرض معدٍ بشدة يسببه أحد الأنواع الثلاثة للفيروسة السنجابية التي تتكاثر داخل الجهاز الهضمي للإنسان. تُفرَز جزيئات الفيروس المعدية في البراز، مما قد يؤدي إلى إصابة آخرين بالعدوى إذا انتقلت هذه الجزيئات للفم من خلال الأيدي غير المغسولة أو دخلت إلى المعدة من خلال المأكولات أو المشروبات الملوثة. يمكن لجزيئات الفيروس البقاء في التربة والماء لأشهر، وقد تقل المدة في الجو الدافئ وضوء الشمس، ويقضي الفورمالين والكلور على الفيروس.
بمجرد دخول الفيروس إلى الجسم، يمكنه مهاجمة الجهاز العصبي والتسبب في الشلل خلال ساعات. في بعض الحالات، يمكن أن تأخذ الأعراض ما يصل إلى 30 يوماً للظهور.
تشمل الأعراض الأوّلية الحمى والإرهاق والصداع والقيء وتيبس الرقبة وأوجاع في الأطراف. رغم ذلك، أغلب الإصابات لا تظهر عليها أعراض، وواحدة من بين كل 200 حالة تؤدي إلى شلل لا شفاء منه، عادةً في الأرجل.
من بين المصابين بالشلل، يموت 5% إلى 10% عندما تعجز عضلات التنفس عن الحركة.
يصيب المرض بشكل رئيسي الأطفال الذين يبلغ عمرهم أقل من 5 سنوات، رغم أنه يمكن لأي شخص لم يتلق اللقاح الإصابة بالمرض العضال. على المدى الطويل، يصاب 25% إلى 40% من الأطفال الذين يتعافون من المرض المصحوب بالشلل بمتلازمة ما بعد شلل الأطفال، وهي مجموعة من الأعراض التي قد تؤدي إلى الإعاقة، من بينها الضعف والإرهاق التي تظهر في الفترة بين 15 و40 عاماً بعد تعافي المريض.
2) كم عدد الأشخاص الذين يتأثرون به؟
انخفض عدد حالات المرض المصحوبة بالشلل بشكل كبير منذ أصبح اللقاح متاحاً على نطاق واسع، وخصوصاً منذ 1988، عندما بدأ مسؤولو الصحة حملة، اسمها المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال، التي سعت في البداية للقضاء على المرض خلال 12 عاماً.
في ذلك الوقت، كان المرض يتسبب في إصابة أكثر من ألف طفل يومياً في 125 دولة بالشلل. رغم أنه جرى الإبلاغ عن 6 حالات فقط من فيروس شلل الأطفال البرّي في 2021، حدثت 10 أضعاف الإصابات عن طريق الخطأ بسبب متحور للفيروس استُخدم في التطعيم عن طريق الفم ضد شلل الأطفال.
3) كيف يتسبب اللقاح في حالات الإصابة؟
يستخدم اللقاح الفموي، الذي طوره ألبرت سابين في الخمسينيات من القرن الماضي، شكلاً من أشكال فيروس شلل الأطفال الحي الضعيف.
من بين مميزاته أن الأطفال الذين يحصلون على اللقاح رخيص الثمن يُفرزون الفيروس في البراز لمدة تصل إلى 6 أسابيع، مما يؤدي إلى "تطعيم" من حولهم سلباً. لكن أحد العيوب أنه إذا انتقل الفيروس الضعيف من شخص لآخر على مدار فترة طويلة في تجمعات سكنية غير محصنة ضد الفيروس بشكل كاف، يمكنه الخضوع لتغيرات جينية تعيده إلى نسخته المسببة للشلل.
يجري إعطاء لقاح ثان ضد شلل الأطفال، طوّره في الأصل جوناس سالك، بشكل دوري في صورة حقنة في أكثر من 120 دولة، بما فيها الولايات المتحدة. يحتوي ذلك اللقاح على فيروس شلل الأطفال غير المُفعّل أو الميت ولا يمكنه التسبب في الشلل. يُعطى هذا اللقاح عادة 4 مرات للأطفال من عمر شهرين إلى 6 سنوات.
4) ماذا نعرف عن الحالة التي ظهرت في نيويورك؟
كان الرجل البالغ من العمر 20 عاماً، الذي دخل المستشفى في يونيو، يعيش في مقاطعة روكلاند التي تقع شمال مدينة نيويورك وعلى حدود نيوجيرزي. أصيب الرجل بمتحور من فيروس شلل الأطفال من اللقاح الفموي الذي رُبط جينياً بسلالات جرى تجميعها من مياه الصرف الصحي في المقاطعة، وكذلك في لندن ومنطقة القدس الكبرى. كان المريض قد سافر مؤخراً إلى أوروبا، وفقاً لصحيفة "واشنطن بوست" (Washington Post).
تحقق السلطات بنيويورك في مصدر الإصابة وتفحص مياه الصرف لتقييم مدى انتشار الفيروس. (تفرز كل أشكال فيروس شلل الأطفال في البراز، لذا يمكن غالباً رصد آثار الفيروس المُمرض في مياه الصرف عندما يُفرز عدد كافٍ من الأشخاص الفيروس في منطقة نظام صرف صحي معين). نظراً لأن اللقاح بالفيروس غير الفعّال فقط هو ما يجري إعطاؤه في الولايات المتحدة منذ 2000، من المرجح أن الفيروس ظهر أصلاً في مكان آخر ما يزال يستخدم اللقاح الفموي. لدى مقاطعة روكلاند معدل تطعيم ضد شلل الأطفال يبلغ 60.5% بين الأطفال البالغين من العمر عامين، مقارنة بالمتوسط في نيويورك الذي يبلغ 79.1%.
المعدلات المنخفضة للتطعيم الدوري للأطفال في التجمعات السكنية بالحيز العمراني لنيويورك جرى ربطها بتفشٍ لمرض الحصبة بين 2018 و2019، وهو الأكبر في الولايات المتحدة منذ 1992. أُبلغ عن آخر حالات ظهور طبيعي لفيروس شلل الأطفال في 1979. سجلت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها (CDC) آخر حالة معروفة في الولايات المتحدة من اللقاح الفموي في 2013.
5) لماذا يعاود شلل الأطفال الظهور؟
حالات التفشي المستوردة من الخارج لفيروس شلل الأطفال، مثل تلك التي ظهرت في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وإسرائيل في 2022، ظهرت في العشرات من الدول الأخرى على مدار السنوات الست الماضية، ولنفس السبب: عدم حصول عدد كافٍ من السكان على اللقاح.
هناك العديد من الأسباب لمعدلات التطعيم المنخفضة، وفقاً لمارك بالانش، خبير علم الفيروسات والمستشار رفيع المستوى في مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها.
كتب بالانش في نسخة "نيو إنغلاند جورنال أوف ميدسن"، التي صدرت في 5 أكتوبر، أن التردد في تلقي اللقاح وتجنبه، اللذين يعززهما سوء تفسير المعلومات، بشكل عام ينتج عنهما عدم حصول عدد كافٍ من السكان على التطعيم بدرجة متماثلة. ذكرت مجلة "ذا لانست" (The Lancet) الطبية، في أغسطس، أن روكلاند لديها أقل تغطية معتادة لتطعيمات الأطفال بين مقاطعات نيويورك.
في لندن، انخفضت نسبة الأطفال الذين جرى تحصينهم بلقاح شلل الأطفال غير المُفعّل في السنوات الأخيرة بما ما يصل إلى 73.6% في بعض الأحياء، وهي أقل من الـ80% التي يُعتقد أنها مطلوبة لوقف انتقال الفيروس في تجمع سكني.
6) ما تأثير كوفيد-19؟
في 2020، أدت الجائحة إلى إيقاف حملات المبادرة العالمية للقضاء على شلل الأطفال لمدة 4 أشهر، مما أثّر على رصد المرض والتحصينات الدورية. جعل ذلك أكثر من 80 مليون طفل أكثر عرضة للإصابة بشلل الأطفال. تضاعفت حالات تفشي فيروس شلل الأطفال الناجمة عن اللقاح ثلاث مرات بين 2019 و2020، عندما أصيب أكثر من 1,100 طفل بالشلل على مستوى العالم.
انخفضت الحالات في 2021 بعد استئناف عمليات التحصين. رغم ذلك، تستمر الجائحة في الضغط على الأنظمة الصحية، مما يزيد خطر الانتشار. في أواخر 2021، شلل الأطفال البرّي من باكستان، التي لم تستطع هي وأفغانستان وقف انتقال الفيروس، تسبب في حالات تفشٍ للفيروس في مالاوي وموزمبيق.
الأزمة الإنسانية في أفغانستان بعد تغير نظام الحكم السياسي والحرب في أوكرانيا، حيث أدى ضعف معدلات التحصين بشكل متكرر إلى ظهور حالات تفشٍ لفيروس شلل الأطفال الناجمة عن اللقاح، تهدد بإطالة البلاء. توصلت لجنة طارئة في يونيو، خلال الاجتماع الـ32 الذي عقدته منظمة الصحة العالمية، إلى أن خطر الانتشار على مستوى العالم ما يزال يمثل حالة طوارئ للصحة العامة، وهو إعلان أصدرته المنظمة لأول مرة في 2014.
7) من هم الأشخاص المعرضون لشلل الأطفال؟
أي شخص لم يتلق الجرعات الموصى بها من لقاح شلل الأطفال، حتى الرُضّع. كل الأطفال تقريباً (99 من 100) الذين أكملوا دورة التحصين سيتمتعون بالحماية من شلل الأطفال. فيما يتعلق بحالة مقاطعة روكلاند، سكان نيويورك غير الحاصلين على اللقاح الذين يعيشون ويذهبون للعمل أو يدرسون أو يزورون المقاطعة هم الأكثر عرضة لخطر التعرض للفيروس، وفقاً لقسم الصحة التابع للولاية. رغم أن التطعيم ليس ضرورياً لأغلب البالغين الذين تلقوا اللقاح وهم أطفال والأقل عرضة لخطر التعرض للفيروس، توصي مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها بجرعة معززة واحدة لبعض الفئات:
المسافرون لمناطق أو دول يُعتبر المرض فيها وباءً أو مرضاً متوطّناً.
العاملون في قطاع الصحة الذين يخالطون مرضى ربما يكونون قد سافروا إلى مناطق أو دول مخاطر الإصابة بشلل الأطفال فيها أعلى.
البالغون غير الحاصلين على اللقاح الذين سيتلقى أبناؤهم اللقاح الفموي ضد شلل الأطفال (مثلاً، الأطفال الذين تتبناهم أسر من دول أخرى أو اللاجئون).
هؤلاء البالغون الأكثر عرضة للإصابة قد يحتاجون 1 إلى 3 جرعات من لقاح الفيروس غير المُفعّل، بناءً على عدد الجرعات التي تلقوها في الماضي. البالغين غير الحاصلين على اللقاح والمعرضين للإصابة بفيروس شلل الأطفال عليهم تلقي 3 جرعات: جرعتان يفصل بينهما شهر إلى شهرين، وجرعة ثالثة بين 6 إلى 12 شهراً بعد الجرعة الثانية.
8) هل الجرعات المعززة مهمة حقاً؟
التحصين الذي يحصل عليه الشخص من خلال إما اللقاح الفموي أو التعرض لفيروس شلل الأطفال يضمن حماية مدى الحياة من المرض المسبب للشلل، وفقاً لورقة موقف أصدرتها منظمة الصحة العالمية.
ليس من المعروف إلى متى سيظل الأشخاص الذين تلقوا 4 جرعات من فيروس شلل الأطفال غير المُفعّل محصنين، لكن مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها تقول إنهم من المرجح أن يكونوا محصنين للعديد من السنوات، وتضيف منظمة الصحة العالمية إن التحصين قد يكون مدى الحياة.
وفقاً لمراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها، البالغون الأكثر عرضة للفيروس الذين تلقوا جرعة أو اثنتين من لقاح شلل الأطفال في الماضي عليهم تلقي الجرعات المتبقية، والبالغون الأكثر عرضة للإصابة الذين حصلوا على 3 جرعات أو أكثر من اللقاح في الماضي يمكنهم الحصول على جرعة معززة توفر الحماية مدى الحياة.