أزهري عن التعصب الرياضي: كرة القدم تدخل السرور فلا تجعلوها آلة للتشاجر
كتب عمر احمدقال الشيخ أحمد عبد الرحمن، من علماء الأزهر الشريف، إن الإسلام الحنيف دعا المسلمين إلى التسامح والتعايش المشترك معاً، أو مع غيرهم من أهل الأديان السماوية الأخرى، وجاءت أكثر من آية قرآنية ترفض التشدد والتعصب للجنس أو الدين أو الرأي.
وتابع أحمد عبد الرحمن: ورغم ذلك ما زلنا نعاني في بعض الأوقات موجات التشدد والتعصب، وهو ما يرفضه الإسلام الذي دعا المجتمع إلى أن يكون متسامحاً مع نفسه ومع الآخرين، وأن يتعايش المسلمون مع بعضهم بعضاً ومع غيرهم، في حوار هادف يحقق المصلحة العامة،
موضوعات ذات صلة
- غيابات الأهلي عن السوبر المصري أمام الزمالك”
- سقوط صاروخ جوي روسي بأوكرانيا
- مصطفى يونس: الزمالك أفضل من الأهلي.. وأنا أهلاوي بس ماليش في المصالح
- درة: «محمد رمضان تصرفاته متخصنيش»
- الموسيقيين تعلن وقف مؤدي الراب «عفروتو» عن الغناء وتغريمه
- بعد 20 عاما من الغموض.. باحثون يحلون لغزا قرب حطام تايتانيك
- استاد هزاع بن زايد ”وش السعد” على الأهلي في مواجهات السوبر المصري
- حكم السوبر بين الزمالك والأهلي.. معلومات لا تفوتك عن البرتغالى فابيو جوزيه
- ريال مدريد يتفق مع فينسيوس جونيور على تجديد عقده
- اليوم.. ذكرى رحيل طه حسين «رائد التنوير»
- الموالح في المقدمة.. صادرات مصر الزراعية تتجاوز 5.2 مليون طن خلال العام
- دعاء الجمعة الاولى من ربيع الآخر .. دعاء الرزق مستجاب في ظل غلاء الأسعار
وأضاف، أن الإسلام يرفض التعصب سواء للجنس أو الدين أو للرأي رفضا باتا، ويدعو إلى التعارف بين جميع أفراد المجتمع، والتعايش المشترك، وتبادل المنافع والمصالح، والأخذ والعطاء والتأثير والتأثر بالآخر، كما دعا المجتمع المسلم إلى أن يكون متسامحاً مع نفسه ومع الآخرين، وأن يتعايش المسلمون مع بعضهم ومع غير المسلمين.
وشدد على أن الإسلام لا يرفض الاختلاف، إنما يرفض التصارع والتنازع، والخلاف المفضي إلى الكره والرفض، فالإسلام يرى أن الاختلاف كامن في طبيعة الحياة، لأن الله خلق الكون وما فيه ومن فيه على أساس من الاختلاف الواضح في التنوع والتعدد، والرؤى .
وقد أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة التي لا تبديل لها في قول الله تعالى: “ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ولا يزالون مختلفين إلا من رحم ربك ولذلك خلقهم”.
وقال العالم الأزهري، إنه لا شك أن رياضة كرة القدم من الأشياء التي تدخل السرور على الناس وتروح عنهم ، فلا يعقل أن يحولها بعض المشجعين إلى آلة كره ونبذ وتشاجر .
وقال إن الرياضات المختلفة وعلى رأسها كرة القدم ،تبذل الدول قصارى جهدها لتخرج بصورة تليق بها ،وبشكل حضاري يعكس القيم المجتمعية التي يتبانها أهل البلد ، فلا يصح للفرد أن يتجاهل ذلك ، بل يدرك أنه ملزم على سبيل الوجوب العيني بالمحافظة على قيم الدين وضوابط الدولة التي تضعها للرقي بالمجتمعات.
وتابع: وإني في كثير من الأحيان آسف لما أراه من بعض المشجعين من الخروج عن القيم والعادات التي تربينا عليها خاصة في مجتمعنا المصري الذي يحظى برصيد لا نظير له في تاريخ البشرية كلها من الود والاحترام ويشهد التاريخ بذلك، إذ أن هذه البقعة المباركة آمنة من كل كيد، بريئة من كل فعل يفسد على الناس حالهم حتى ولو بالنظرة أو الكلمة ناهيك عن الفعل.
جدير بالذكر أن الإسلام دين التسامح والسلام، حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “بعثت بالحنيفية السمحة”، وللتسامح قيمة كبرى في الإسلام، فهو نابع من السماحة بكل ما تعنيه من حرية ومساواة في غير تفوق جنسي أو تمييز عنصري أو استبداد بالرأي.
وأكد أنه لا يتحقق التسامح إلا بالاحترام المتبادل والاعتراف بالحقوق للشخص وبالحريات الأساسية للآخرين، وهو وحده الكفيل بتحقيق العيش المشترك بين شعوب مختلفة ومتنوعة، وفي هذا يقول رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم “: الدين المعاملة”. كما روي عن عبادة بن الصامت أنه قال “: يا نبي الله أي العمل أفضل، قال: الإيمان بالله والتصديق به والجهاد في سبيله ، قال: أريد أهون من ذلك يا رسول الله، قال: السماحة و الصبر”.
ونصح عبد الرحمن، المشجع أن يعلم أن من حقه أن يشجع فريقه ، ويفرح بفوزه ، ويحتفل بإنجازه، شريطة أن يلتزم بذلك بالضوابط التي تضعها الدولة لتنظيم هذا الأمر، وفي حدود القاعدة الفقهية "لا ضرر ولا ضرار "، وفي النهاية نذكر أن منهج الإسلام يقوم على اليسر ورفع الحرج والبعد عن التعسير، والتشدد والتعصب للرأي.