ما حكم قراءة القرآن للمحدث والجنب ؟
محمد هانييجوز ذكر الله -تعالى- في كل حال من الأحوال؛ للمُحدث والجنب وغيرهما، وقد أجمع أهل العلم على ذلك لما جاء في الحديث عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ)، فيجوز الذِّكر بالتسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، ونحوها من الأذكار المشروعة، باستثناء قراءة القرآن بنية التلاوة؛ فقد ذهب عامة أهل العلم من الصحابة والتابعين والأئمة الأربعة وغيرهم إلى تحريم قراءة القرآن للجنب بنية التلاوة، أمَّا إذا كانت القراءة بنية الذكر أو الدعاء، فهذا ممَّا لا حرج فيه.
حكم قراءة القرآن للجنب
تعددت أقوال الفقهاء في حكم قراءة القرآن للجنب إلى عدة أقوال؛ فمنهم من منع القراءة مطلقًا، ومنهم من أجازها مطلقًا، ومنهم من منعها إذا كانت بنية التعبد، وأجازها إذا كانت بنية الذِّكر والدعاء، وفيما يأتي بيان لهذه الحالات:
موضوعات ذات صلة
- حكم عمل خاتمة للمتوفى
- أفضل طريقة لمضاعفة الحسنات عند قراءة القرآن.. علي جمعة يكشف عنها
- حكم قراءة سورة من القرآن قبل صلاة الجمعة من كل أسبوع
- 7 وظائف في يوم عاشوراء.. علي جمعة ينصح بها
- قراءة القرآن أثناء الأذان.. 4 حقائق لمن لا يرددون خلف المؤذن
- هل تجوز قراءة القرآن بدون وضوء؟.. داعية يجيب
- الافتاء يوضح ..هل يجوز للحائض قراءة القرآن من الموبايل؟
حكم قراءة القرآن بنية التعبد
ذهب جمهور الفقهاء من الحنفيَّة، والمالكيَّة، والشَّافعيَّة، والحنابلة، وأكثر أهل العلم، إلى تحريم قراءة القرآن للجنب بنية التعبد؛ سواءً قرأ من القرآن قليلًا أو كثيرًا، أو كانت القراءة من المصحف أو عن ظهر قلب، واستدلوا بعدة أحاديث تنهى الجنب عن قراءة القرآن، وكذلك ببعض الآثار عن الصحابة -رضي الله عنهم-، وذهب بعض أهل العلم؛ كالبخاري، والطبري، وأهل الظاهر، وغيرهم، إلى جواز قراءة القرآن للجنب بنية التعبد، مستدلين بقول عائشة -رضي الله عنها-: (كانَ النبيُّ صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ يَذْكُرُ اللَّهَ علَى كُلِّ أحْيَانِهِ)، والقرآن ذكر، فيدخل في عموم الحديث.
أمَّا مجرد إمرار القرآن على القلب، أو الاستماع له، أو النظر في المصحف، فهذا ممَّا لا خلاف في جوازه؛ شريطة عدم تحريك اللسان والشفتين بالقراءة، لأنَّ تحريك اللسان والشفتين بالحروف يعتبر من القراءة، وقد جاء النهي عن ذلك.
حكم قراءة القرآن بنية الذكر
يجوز قراءة القرآن للجنب إذا كانت القراءة بنية الذكر لا بنية التعبد، كأن يقول: بسم الله، سبحان الله، والحمد لله، أو يقول عند الركوب: (سُبْحَانَ الَّذِي سَخَّرَ لَنَا هَـذَا وَمَا كُنَّا لَهُ مُقْرِنِينَ* وَإِنَّا إِلَى رَبِّنَا لَمُنقَلِبُونَ)، أو القول عند المصيبة: (إِنَّا لِلَّـهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، أو كما في أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم والاستيقاظ، ونحوها من الأذكار، وتجوز كذلك القراءة إذا كانت بقصد الدعاء؛ كأن يدعو بقوله -تعالى-: (رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)، وغيرها من الأدعية القرآنية.