الإفتاء توضح منزلة الشورى في الإسلام والحكمة من مشروعيتها
معاذ محمدأجابت دار الإفتاء على سؤال ورد لها عبر موقعها الرسمي نصه: ما الحكمة الشرعية التي من أجلها شُرعت الشورى في الإسلام؟
وقالت دار الإفتاء في فتوى سابقة قال الله تعالى: ﴿وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ﴾ [الشورى: 38]، وقال تعالى: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ [آل عمران: 159].
وأضافت دار الإفتاء، والشورى في اللغة: مأخوذة من المشاورة والاستشارة لمعرفة المصلحة؛ جاء في "المصباح المنير" للفيومي (1/ 326، ط. المكتبة العلمية): [وشاورته في كذا واستشرته: راجعته لأرى رأيه فيه، فأشار عليَّ بكذا: أراني ما عنده فيه من المصلحة فكانت إشارة حسنة. والاسم المشورة..، ويقال: من شرت العسل؛ شبه حسن النصيحة بشرب العسل.
معنى التشاور
موضوعات ذات صلة
- الإفتاء: ليس من شروط توبة الزاني أن يتزوج ممن زنا بها
- ما حكم إنشاء دار مناسبات يقام فيها المآتم والأفراح؟.. الإفتاء تجيب
- حكم إعطاء الزكاة لذوي الهمم.. الإفتاء تجيب
- دار الإفتاء: 4 فضائل لصلة الرحم.. أبرزها: تقوِّي الصلَةَ بين العبد وربه
- حكم إلقاء موعظة عند دفن الميت.. الإفتاء تجيب
- فوائد صيام الأيام البيض لشهر رجب.. فضائل عديدة توضحها دار الإفتاء
- ما حكم ترك صلاة الجمعة لموظفي الأمن والحراسة؟.. الإفتاء تجيب
- أفضل ما يقال في ساعة الاستجابة.. 7 تتحقق بـ الصلاة على النبي
- الإفتاء: الإسلام حرم التحرش أو التعرض للمرأة بأذى
- هل هناك خوارج في هذا العصر؟.. الإفتاء تكشف
- الإفتاء: يجوز اختيار نوع المولود ذكرًا أو أنثى عند إجراء الحقن المجهري
- لماذا كان الخوارج أشر الفرق في التاريخ الإسلامي؟.. الإفتاء تكشف
وتابعت، وتشاور القوم واشتوروا والشورى اسم منه، وأمرهم شورى بينهم مثل قولهم أمرهم فوضى بينهم؛ أي: لا يستأثر أحد بشيء دون غيره] اهـ.
وأردفت، والشورى في قول الله تعالى: ﴿وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ﴾ [آل عمران: 159] هي حقٌّ أصيلٌ منحته الشريعة الإسلامية الغرَّاء لعموم المسلمين -ممَّن كان أهلًا لها، كلٌّ في مجاله-، رجالًا ونساءً، أزواجًا وزوجاتٍ.
واستكملت، فالشورى في هذه الآية لا تبعد عن معناها اللغوي الذي يفيد أخذ الرأي والنصيحة من أهلها؛ جاء في "تفسير القرآن" لأبي المظفر السمعاني (1/ 373، ط. دار الوطن): [المشاورة هي: استخراج الرأي] اهـ.
وأضافت، وجاء في "معالم التنزيل في تفسير القرآن" للبغوي (1/ 526، ط. دار إحياء التراث العربي): [وشاورهم في الأمر؛ أي: استخرج آراءهم واعلم ما عندهم] اهـ.
واختتمت، أما عن الحكمة التي من أجلها شرعت الشورى: أنَّ القدرة الإلهية اقتضت أن تخص كل مخلوق بمزية لا توجد في مخلوق آخر؛ وإلى هذا المعنى أشار الشيخ الأكبر محي الدين ابن العربي في "الفتوحات المكية" (2/ 423، دار الكتب العربية الكبرى)، فقال: [والسبب الموجب للمشورة: كون الحق له وجه خاص في كل موجود، لا يكون لغير ذلك الموجود؛ فقد يُلقى إليه الحق سبحانه في أمرٍ ما، ما لا يُلقيه لمَن هو أعلى منه طبقة.. ومن ذلك الوجه يُفتقر كل موجود إليه] اهـ، وفي هذا إشارة لما جعله الخالق سبحانه في خلقه من اختلاف بين الأجناس والأنواع موجب للتكامل في أداء الوظائف ملزم بالتبادل البيني للمعارف والخبرات. ومما ذُكر يُعلَم الجواب