بعد رحيلها بـ 79 عاما، أسمهان تعود في باريس
أسمهان، عادت أسمهان، الفنانة السورية التي رحلت عن دنيانا قبل 79 عامًا، على خشبة مسرح «الأتينيه» في باريس، وذلك عبر مسرحية «القلب على طرف الشفاه» التي حاكت دورها فيها ضيا ليان الممثلة والكاتبة والمخرجة ذات الأصول اللبنانية والسورية.
أكثر ما يثير العجب في العمل، هو التشابه الغريب بين ضيا وموضوع الحكاية، من حيث عينا أسمهان، وتسريحتها، وشفتيها، ونعومة صوتها.
لم تتعرف ضيا على المغنية منذ صغرها بل عثرت عام 2015 في مكتبة موسيقية بمدينة ستراسبورغ على أسطوانة رقمية تحمل صورة امرأة بنظرات ساحرة، ولم تكن قد سمعت باسمها من قبل. اقتنت الأسطوانة واستمعت إليها. كانت الأغنية الأولى من نوع التانغو الشرقي مع صوت يخترق القلب: «يا حبيبي تعال الحقني شوف اللي جرالي... من بعدك». وتلك كانت بداية الشغف.
مسيرة حياة أسمهان
موضوعات ذات صلة
- انخفاض سعر الدولار مقابل الليرة السورية الخميس
- في ذكرى الإعلان عن قيام الجمهورية العربية المتحدة ..لماذا فشلت؟
- البحوث الفلكية: سكان السواحل الشمالية ومدن القناة شعروا بلزلزال تركيا الجديد
- وفاة كاميليا ابنة المطربة أسمهان وتشييع جثمانها غدا
- البحوث الفلكية: تسجيل زلزال بقوة 4.2 ريختر على الحدود السورية اللبنانية
- رسالة مؤثرة من الفنانة سلاف فواخرجي لمصر والدول العربية بشأن زلزال سوريا (فيديو)
- موريتانيا تعزي الحكومة السورية في ضحايا الزلزال
- سوريا: ارتفاع ضحايا الزلزال إلى 248 وفاة و700 إصابة
- زلزال تركيا وسوريا.. الأسد يتحرك وإيلون ماسك يعرض المساعدة
- تشكيل إنتر ميلان أمام مونزا في الدوري الإيطالي
- سيمون مارتشينياك: كنت أتمنى امتلاء مدرجات ستاد القاهرة بـ مباراة الأهلي وبيراميدز
- الدفاع الجوي السوري يعلن التصدى لعدوان إسرائيلي في محيط دمشق
فتشت الفنانة المقيمة في فرنسا على أسمهان عبر الإنترنت وتعرفت على مسيرة حياتها، ولعبت دورها في المسرحية التي كتبتها وأخرجتها بنفسها، واستعانت بالممثل سيمون سيغر ليقوم بدور صحفي يحاور المغنية التي تتحدث عن أهم محطات حياتها وتعرض عليه صورًا من أرشيفها. وهو من تولى التوليف الموسيقي للعرض. وبهذا فإنها مسرحية من شخصين مع جهاز مذياع يشاركهما الحكاية ويقدم مقاطع من أشهر أغاني أسمهان.
تجلس الممثلة على الأرض قرب الراديو المضاء ويدخل الصحفي ليحاورها. تدير الجهاز فينطلق صوت أسمهان مالئًا فضاء المسرح. بينما تعرض شاشة خلفية مشاهد من أفلامها.
تنسحب وراء حاجز وتعود مرتدية فستانًا مثيرًا للسهرة، تتزين أمام المرآة وتلتفت إلى الجمهور فإذا بها وكأنها أسمهان الحقيقية من شدة الشبه. وخلال ذلك يكون الصحفي مشغولًا بنصب الكاميرا لكي يصورها. نراها والكأس بيد والسيجارة باليد الأخرى، تخفي عينيها وراء نظارة سوداء بينما يتهدل طرف ثوبها حول مجلسها.
إن فكرة المقابلة هي الطريقة التي اختارتها المخرجة لتقديم حياة أسمهان استنادًا لمقابلة كان قد أجراها معها صديقها الصحفي محمد التابعي عام 1944 قبل فترة وجيزة من رحيلها. هل كانت مقابلة حقيقية أم حيلة إخراجية؟ فمن المعروف أن المغنية كانت تتهرب من الصحافة.
أسمهان مادة تجمع ما بين المتعة الموسيقية
تقول ضيا ليان: «أحب كثيرًا الحوارات الصحفية مع الفنانين الذين فارقونا. وفي العرض حاولت أن أعطي للشخصية قوة وأجعلها تتكلم عن إيمانها بالفن والموسيقى وعن شكوكها وأفكارها السياسية وتحولاتها العاطفية، ثم هناك حشمتها كامرأة شرقية، وصعوبة ما تشعر به وهي تتكلم بحرج عن نفسها وتشرح كيف اخترقت الحياة العامة وهي في السابعة والعشرين، تعيش دوامة من الرغبات والملذات المتناقضة، كل ذلك كان مقرونًا بحبها للمغامرة وبحثها عن المطلق وتوزعها بين حبها الشديد لوالدتها ولأخيها الفنان فريد الأطرش، وبين غواية القاهرة وجمهورها ومسارحها والكباريهات التي كانت منتشرة فيها. مغنية عاشت الفردوس والجحيم معًا، حاولت أن تضع حدًا لحياتها. ثم جاءتها النهاية على حين غفلة».
لا شك أن الجمهور الفرنسي يجد في حياة أسمهان مادة تجمع ما بين المتعة الموسيقية والتشويق. فقد تضاربت الاتهامات في أسباب حادث موتها، ما بين علاقاتها بمخابرات أجنبية وقناصل دول غربية كبرى، وما بين غضب عائلتها منها، أو غيرة أم كلثوم من نجاحها الصاعق، وكلها تخمينات لم تخرج عن نطاق الشكوك. وقد تحلت المخرجة وبطلة المسرحية بالكثير من الجرأة لكي تنقل كل تلك الأحداث ونجحت في مغامرتها إلى حد كبير.