هل يمكن قيام الليل في شهر رمضان عقب صلاة التراويح مباشرة؟

مع دخول شهر رمضان المبارك يتسابق المسلمون في فعل الخير طمعًا في الحصول على الثواب الجزيل ومن أهم أعمال الخير هو قيام الليل، لما له من فضل ورد في ذكره عدة أحاديث نبوية مطهرة.

 

ومن الأسئلة التي ترد في هذا الشأن هو هل يمكن قيام الليل في شهر رمضان عقب صلاة التراويح مباشرة ؟، ومن جانبها أوضحت دار الإفتاء في وقت سابق فضل قيام الليل في رمضان والذي جاء كالتالي:

ما فضل قيام الليل في رمضان

سَنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قيام رمضان ورغَّب فيه؛ فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه، وهذا القيام يتحقق بصلاة التراويح التي اختص بها شهر رمضان، ومعنى قيام رمضان إيمانًا: أي تصديقًا بما وعد اللَّهُ الصائمَ من الأجر، واحتسابًا: أي محتسبًا ومدخرًا أجره عند الله تعالى لا عند غيره، وذلك بإخلاص العمل لله.

وقد وردت روايات عديدة صحيحة تدلنا على أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم صلاها ثماني ركعات، وصلاها عشرًا، واثنتي عشرة ركعة؛ بحسب الأحوال التي كان عليها، ويمكن القول إن أقل صلاة التراويح ثماني ركعات، وأكثرها لا حدَّ له، وما عليه الفقهاء الأربعة هو أن تُصَلَّى عشرين ركعة.

 

ختم القرآن كاملًا في صلاة التراويح

ويُندب ختم القرآن كاملًا في صلاة التراويح؛ يُوزَّعُ جزءٌ منه كلَّ ليلة، ويُطلَبُ من الإمام تخفيف الصلاة على المأمومين؛ لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَنْ صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ» متفق عليه، وليس معنى التخفيف ما يفعله بعض الأئمة من الإسراع في صلاة التراويح إلى الحد الذي لا يتمكن معه المأموم من إتمام الركوع والسجود والطمأنينة التي هي فرض تبطل الصلاة بدونه، بل التخفيف هو عدم التطويل مع إحكام القراءة وإتمام الأركان، والطمأنينة واحدة من هذه الأركان.

ومن الأفضل صلاتها في المسجد، وإن كان بعض المذاهب يرى أن صلاتها في البيت أفضل إلا لمن خاف الكسل عنها إذا صلاها في بيته، أو كان نزوله يساعد في إقامة هذه الشعيرة؛ كأن كان إمامًا للناس، أو حسن الصوت بالقراءة، أو ممن يُقتدى به.

 

قيام الليل في شهر رمضان عقب صلاة التراويح

وصلاة التراويح بحد ذاتها تعتبر جزءا من قيام الليل، أي أنك بمجرد أداء صلاة التروايح، تكون قد أقمت الجزء الأول من الليل؛ فصلاة التروايح هي من القيام الذي يختص بشهر رمضان المبارك، لذلك لا بأس عليك بأن تنوي قيام الليل ثمَّ تصلّي التراويح وتنام.

وأفضل أوقات قيام الليل هو الثلث الأخير من الليل، وأن قيام الليل لا يكون بالصلاة فحسب؛ وإنما يشمل الأمور الذكر، الدعاء، قراءة القرآن وغيرها.

ووقت صلاة التراويح يبدأ من صلاة العشاء، حتى طلوع الفجر الثاني في كلِّ ليلةٍ من ليالي رمضان، وهي سنَّةٌ مؤكَّدةٌ للرجال والنساء، وقد سميّت صلاة التراويح بهذا الاسم لأنَّ المسلمين لمّا اجتمعوا لتأديتها، كانوا يستريحون بين كلِّ تسليمتين