قصة بئر زمزم.. نبع ماء فى أقدس بقاع الأرض.. لم تجف منذ 5 آلاف عام.. اهتمام خاص من ”شئون الحرمين” بالماء ومختبر خاص لتحليلها والتأكد من خلوها من الملوثات.. وتزويد المسجد النبوى بـ400 طن يوميًا
ماء يتبارك به جموع المسلمين من كافة أنحاء العالم، ويتم تزويد المسجد النبوى بقرابة 400 طن يوميًا منه، بإشراف 520 موظفا، ويقع على بعد 20 مترا فقط من الكعبة المشرفة، إنه البئر الأطول عمرا على سطح هذه الأرض، إذ لم تجف مياهها منذ نحو 5 آلاف عام منذ أن تدفق بين قدمي إسماعيل عليه السلام وأمه هاجر زوجة النبي إبراهيم.
إنه ماء بئر زمزم، المياه المقدسة التى تضخ بمعدلات تصل في حدها الأقصى لـ 18.5 لتر في الثانية، وحدّها الأدنى 11 لتراً في الثانية، يبلغ عمقها 30 متراً فقط، ولاتزال تروي الحجاج منذ أن أذن نبي الله إبراهيم في الناس بالحج.
تاريخ البئر
موضوعات ذات صلة
- ما هي حالات رفض ”جواز السفر” وشروط ”الصور الشخصية” للفائزين بالحج السياحي؟
- الملايين يؤدون الطواف أثناء أداء صلاة الفجر بالمسجد الحرام | شاهد
- عقب أداء العمرة| تفاصيل وفاة طبيب الغلابة بالقليوبية بعد صلاة التراويح أمام الكعبة
- شادي محمد: نفسي ولادي يطلعوا ربع أخلاق أبو تريكة (فيديو)
- براءة الأطفال، طفل يلمس الكعبة وتصرف لافت من رجل الأمن
- حقيقة ظهور سائل أحمر في الكعبة
- ”شئون الحرمين” تطلق مبادرة ”نور وبيان من أهل القرآن”
- ”رئاسة الحرمين” تستقبل قاصدي بيت الله الحرام بأكثر من 50 لغة عالمية
- روبوت بـ 11لغة لاستقبال زوار مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة
- الإفتاء توضح فضل ماء زمزم وخصائصه
- دابة آخر الزمان .. هيئتها وهل خروجها علامة خطيرة؟ علي جمعة يوضح
- ما حكم الخروج من المنزل قبل الاغتسال من الجنابة؟.. الإفتاء تجيب
ووفق "العربية"، فقد بدأت هذه البئر منذ أمر الله نبيه إبراهيم بترك زوجته هاجر، وابنها الصغير إسماعيل في وادٍ غير ذي زرع أي مكة المكرمة.
وبعد أن نفد طعام وشراب إسماعيل وأصبحت أمه تركض بين الصفا والمروة تبحث له عن ماء فإذا بجبريل يفجر نبع الماء من تحت الطفل الصغير، فقامت وغرفت منه وسقت طفلها وشربت.
ومن ثم توافدت القبائل من كل حدب وصوب نحو مكة المكرمة، وزادت أهميتها بعد بناء سيدنا إبراهيم وابنه إسماعيل عليهما السلام للبيت الحرام، وأصبحت بذلك مركزاً تجارياً لقبائل الجزيرة العربية و الشام.
ردم البئر
وبمرور السنوات جاءت فترة من الفترات وردمت زمزم، وكان ذلك قبل عهد عبدالمطلب جد النبي محمد، ثم جاءته رؤيا لأكثر من مرة تأمره بإعادة حفرها ودُلَّ على مكانها وحفرها وخرج ماؤها مرة أخرى، وأصبح يسقي الحجاج منه، وهكذا بقيت السقاية والرفادة في آل عبدالمطلب وورثها من بعده ابنه العباس بن عبدالمطلب.
وهناك ثلاث عيون تغذى البئر، إحداها من جهة الحجر الأسود، والثانية من جهة جبل أبي قيس، والثالثة من جهة المكبرية حالياً.
وتجدر الإشارة إلى أن مبنى زمزم الذي كان في وسط المطاف كان يتكون من عدة طوابق، وكان بداخله رقبة بئر زمزم بالطوق النحاسي وغطاء البئر، إضافة إلى بكرة لرفع الماء تعود لأواخر القرن الرابع عشر، كما يوجد دلو من النحاس مؤرخ عام 1299 هـ وقد وضعت حالياً بمتحف عمارة الحرمين الشريفين بأم الجود.
وتمت إزالة مبنى زمزم عام 1377هـ عند توسعة المطاف، وجعل مدخل البئر تحت صحن المطاف، وذلك تسهيلاً للطائفين حتى تمت إزالة المدخل بشكل كامل من المطاف في التوسعة الأخيرة الحالية للمسجد الحرام.
كما تمت أكبر عملية تنظيف للبئر عام 1400 هـ بأمر من الملك الراحل خالد بعد أحداث الحرم ورمي الجثث بها، وشكل فريق برئاسة المهندس يحيى كوشك وغواصون وتم تنظيف البئر بشكل كامل ودقيق، وفي عام 2010م، أطلق مشروع الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتعبئة وتنقية مياه زمزم آلياً بقيمة بلغت 700 مليون ريال سعودي، حيث إن مصنع التعبئة يقع على مسافة 4.5 كيلومتر من المسجد الحرام، ويتكون من عدة مبانٍ.
تنقية الماء
وهناك اهتمام خاص توليه الرئاسةالعامة لشئون الحرمين بمياه زمزم، حيث تجرى الرئاسة العامة لشئون المسجد الحرام والمسجد النبوي ممثلة في الإدارة العامة للوقاية والرعاية الصحية عمليات فحص لعينات ماء زمزم بشكل مستمر، لتصل إلى (150) عينة عشوائية من مختلف نقاط توزيع ماء زمزم المبارك يومياً ويتم تحليلها ميكروبولوجياً وكيميائياً للتأكد من جودته وسلامته.
وفى هذا السياق ، أكد مدير الإدارة العامة للوقاية والرعاية الصحية حسن بن بركات السويهري وجود مختبر مختص ومجهز بأعلى المعاییر العالمية يعمل على مدار الساعة ويقوم بعدة مهام ومنها الحفاظ على جودة ماء زمرم المبارك بعدد من الاختبارات الميدانية والمخبرية ورفع النتائج للإدارة المختصة مباشرة.
كما جرى تخصيص 10 فرق ميدانية لفحص جميع مصادر مياه زمزم بالمسجد الحرام بشكل يومي بأكثر من 150 عينة وتشمل المشربيات الرخامية، ونقاط الحافظات، وخزانات استانليس ستيل، والحافظات، والعبوات، وبئر زمزم، للتأكد من سلامتها وخلوها من أي ميكروبات وتقديمها لقاصدي بيت الله الحرام بأفضل جودة ووفق أعلى المعايير الصحية العالمية.
رحلة وصولها لضيوف الرحمن
وتشرف رئاسة الحرمين على ضمان نقاوة مياه زمزم وتأمين وصولها للمعتمرين والقاصدين بأيسر السبل، وذلك بسحبها من بئر زمزم وتنقيتها وتوزيعها آلياً بأحدث التقنيات العالمية وذلك حماية للماء المبارك من التلوث بعد خروجه من البئر. وفق وكالة الأنباء السعودية.
وأوضحت الوكالة أن رحلة المياه المباركة تمر من بئر زمزم وصولاً لقاصدي المسجد الحرام والمسجد النبوي بعدة مراحل وهي التنقية والتعقيم وذلك بضخ المياه الخام من بئر زمزم عن طريق مضختين عملاقتين بقدرة (360) مترًا مكعبًا بالساعة تقوم بسحب مياه زمزم من البئر وضخها إلى مشروع الملك عبدالله لتطوير مياه زمزم، والذي يقوم بدوره بتخزين المياه وإجراء أعمال التعقيم ثم ارسال مياه زمزم إلى محطة خزان زمزم وإلى محطة سبيل الملك عبدالعزيز.
وأضافت أنه يسبق كل مرحلة من المراحل الأساسية عملية أخذ عينات وتحليل لمياه زمزم للتأكد من مواصفاتها وخصائصها، ويخضع الماء المبارك في جميع مراحل رحلته إلى أخذ عينات عشوائية يتم تحليلها للتأكد من سلامتها وخلوها من أي ملوثات.